أخبار

النبأ المفزع

نشرت صحيفة (المجهر) يوم (الأربعاء) الماضي نبأً مفزعاً عن توقف العمل في طريق الصادرات أم درمان جبرة الشيخ الأبيض بعد أن بات الطريق على بعد (35) كلم من اكتماله، بعد تعثر ومشكلات واجهت المرحلة الأخيرة من نقص في الجازولين وشح في المال، تغلب عليها الوالي “أحمد هارون” مستنداً على ذراع الفريق “بكري حسن صالح” رئيس الوزراء السابق ، الذي كان بمثابة الراعي والداعم للطريق من الكيلو (1) حتى بلغ مشارف أم درمان.. وبعد مغادرة الفريق “بكري حسن صالح” لمنصب رئيس الوزراء، وإبعاد المهندس “مكاوي محمد عوض” من منصبه، انتاب الكثيرون تخوف من المصير المجهول الذي ينتظر الطريق، وها هي الأنباء المفزعة تقول إن شركة (زادنا) المنفذة للطريق قد خاطبت الهيئة القومية للطرق والجسور بتوقفها عن أعمال السفلتة لمتبقي الطريق بعد أن توقفت وزارة المالية عن دفع المال وسداد المتأخرات التي في ذمتها، وإصدار خطاب الضمان للمسار الأخير من الطريق.. وشركة ( زادنا) التي نفذت الطريق من الشركات الوطنية ذات الكفاءة والقدرات تعمل في صمت، وهي إحدى شركات القوات المسلحة الناجحة.. لكنها بالطبع لا تعمل بدون وقود.. ولا مال ، والمالية التي (تقبض) على المال، وقد أصبحت تحتفي بوصول بواخر الجازولين لميناء بورتسودان، وانصرف كل همها ومبلغ علمها إلى توفير دقيق القمح للمطاحن، لا تضع طريق الصادرات في أولوياتها حتى لو تبقى من الطريق (5) كيلو متر فقط.. ولم يحترم موظفو المالية العهد الذي قطعه النائب الأول بافتتاح الطريق في يونيو الماضي.. ووجد العذر للمالية، والشركة المنفذة بسبب شح الجازولين الذي أقعد العمل في الطريق.. والآن توقف شريان صادرات السودان على بعد (35) كلم، فهل هو عجز القادرين عن تمام ما بدأ من مشروع حيوي لا حاجة لنا للتذكير بأهميته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، وبطبيعة الحال ليس بمقدور حكومة شمال كردفان دفع مستحقات الشركة المنفذة ولا حتى توفير الجازولين لإكمال بقية الطريق.. وأموال مشروع النهضة قد نضبت.. وتوقف المواطنون عن المساهمة في نفير الولاية.. ومات الراعي المشير “عبد الرحمن محمد سوار الذهب”.. وربما أولويات رئيس الوزراء الجديد “معتز موسى” ليس من بينها مثل هذا المشروع الحيوي الهام بعد أن استغرقته مشكلات الجازولين والرغيف.. والدواء.. وأصبح رئيس الوزراء (يطير) بنفسه من الخرطوم إلى بورتسودان ليشهد عملية تفريغ باخرة من الجازولين تم شراؤها من عرض البحر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حصاد الموسم الزراعي ومواجهة استحقاقات الموسم الزراعي الشتوي الذي بدأ.
إن طريق الأبيض جبرة الشيخ أم درمان من الأهمية بمكان جعل أهل كردفان ودارفور يشعرون بالرضا.. والإحساس بالإنصاف، ولكن تعثر الطريق وتوقف الحديد الأصفر عن الأنين في رمال أندرابة.. وتبدد حلم مولانا “أحمد هارون” في رؤية البص السياحي “أبو قرون” يعانق الأبيض في التاسعة صباحاً قادماً من الخرطوم عن طريق بارا جبرة الشيخ.. فمن ينقذ طريق الصادرات من المصير المجهول غير توجيهات وقرارات من الرئيس “البشير”!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية