حوارات

رئيس جبهة الخلاص الوطني الجنرال “خالد بطرس” في حوار مع (المجهر)

{وجهنا نداءً إلى القيادات التي ترفض السلام بالتوقيع على الاتفاقية لأن الوقت الآن للسلام.

{ مشاركة قيادات المعارضة في احتفالات السلام بجوبا دليل على وجود الثقة والإرادة السياسية .
{كقيادات يجب أن نتقبل بعضنا البعض لتنفيذ هذا الاتفاق
{الموارد التي أهدرت والهجرات والنزوح وآثار الحرب جميعها دروس وعبر للقيادات والمواطنين
حوار : فائز عبد الله

قال رئيس جبهة الخلاص الوطني الفريق أول “خالد بطرس” إن الجبهة لم تنقلب ضد رئيسها السابق الجنرال “توماس شيرلوا”، واضح أن “توماس” انحرف عن المسار الصحيح للجبهة، وإنه من قاد انقلابا ضد التنظيم، وخرج على الأهداف والأجندة المتفق عليها، وقال بطرس إن القيادات بالجبهة اختارت أن تواصل المسيرة لتحقيق السلام والاستقرار للمواطنين في الجنوب.

كيف تنظر إلى المرحلة المقبلة، في الجنوب بعد التوقيع على اتفاقية السلام ؟
المرحلة المقبلة، اهم مرحلة في جنوب السودان لأنها تتعلق بتنفيذ عملية السلام ولأنها ضربة البداية لعمل اللجان التي تم تكوينها وفق ما أفضت إليه الاتفاقية.
{هل ثمة بوادر لنجاح الاتفاقية، هذه المرة؟
الإرادة القوية التي اظهرها الشعب الجنوبي بميدان الشهيد “جون قرنق” والالتحام والتوافق بين المواطنين والحكومة والمعارضة من اجل تحقيق الاستقرار والسلام في الجنوب يدل على تفاهم وتفهم القيادات لحجم المشكلة ومعالجتها بالطريقة الصحيحة.
هل يشكل ملف الترتيبات الأمنية أحد المعوقات أمام تنفيذ الاتفاقية؟
صحيح ملف الترتيبات الأمنية مهم جداً والأطراف الموقعة على الاتفاقية ستشرع في تنفيذ بنود الترتيبات الأمنية خلال الأيام المقبلة وايضاً تم تحديد فترات لهذه اللجان وترتيبها والدور الذي ستقوم به من اجل تنفيذ هذا الاتفاق بصورة متكاملة وحقيقية.
هناك قيادات ترفض الانضمام إلى السلام، وتتمسك بإعادة النظام الفيدرالي، ماهو موقفكم في هذا الجانب؟
في الواقع أطلقنا نداءً لكل القيادات التي رفضت السلام والاتفاقية، من حاملي السلاح والمجموعات التي خارج إطار الاتفاقية للتوقيع على الاتفاقية، وكانت لديهم حجج مختلفة وطالبناهم أن ينضموا لركب السلام، لجهة أن الشعب الجنوبي شعب واعٍ و”ما محتاج لشخص يفوض نفسه نيابة عنه” بمعنى أن الشعب يريد السلام بأي ثمن والشعب يريد وقف الحرب والتشرد والمعاناة باسرع ما يمكن فلا صوت يعلو على صوت السلام فالجميع مع السلام والاستقرار، فالمواطنون الذين فروا من منازلهم وأقاموا في معسكرات الأمم المتحدة واجهتهم صعوبات في مسألة الأمن والاستقرار وتعرضوا للنهب والقتل من بعض المجموعات التي ترفض السلام لذلك وجهنا نداءً إلى القيادات التي ترفض السلام بأن تعود إلى الاتفاقية لأن الوقت الآن للسلام.
ما المعالجة التي ترتبت بشأن قوات جبهة الخلاص في عملية السلام؟
صحيح مسألة القوات تم الترتيب لها وهناك لجان تم تكوينها لتباشر أعمالها في تجميع هذه القوات في المعسكرات المتفق عليها حسب الاتفاقية والعمل على تدريبها وتأهيله لتصبح قوات موحدة وإقامة ورش عمل لهذه اللجان المعنية.
الآن الجنوب به (21) فصيلاً ألا تتخوفون من سناريو الجيش الواحد كما حدث في “2013”؟
حسب الاتفاقية سيكون هناك جيش واحد في جنوب السودان وقيادة موحدة للجيش وليس كما يقال وهذه المسألة تم حسمها بتوحيد الجيش الوطني.
ونقول إن لكل بداية مشاكلها وصعوباتها، ولكن إرادة الأطراف وشعب جنوب السودان ينفذ ما اتفق عليه الأطراف على أرض الواقع، ويكون كفيلا لبناء الثقة ونجاح الاتفاقية.
{تخلف بعض القيادات في جوبا قد يعرضهم إلى اعتقالات أو اغتيالات؟
لا هذا غير صحيح مشاركة قيادات المعارضة في احتفال السلام بجوبا أكد وجود الثقة والإرادة السياسية، ووجود قيادات مجموعات المعارضة الآن في جوبا وتحركهم بدون قيود أثبت حُسن النوايا والثقة، وإزالة الشكوك والمخاوف لدى المترددين للعودة إلى الجنوب خوفا من القتل والاغتيالات والاعتقالات والنهب، الآن الجنوب عاد إليه الاستقرار والأمن بعد السلام، لذلك نطالب القيادات بالعودة إليه والعمل لبناء الجنوب وليس للتخطيط إلى الحرب.
أنتم متهمون بالانقلاب ضد “توماس شيرلوا” من أجل السُلطة؟
لم نقم بالانقلاب ضد الأخ “توماس” والصحيح أن “توماس” هو الانقلاب على التنظيم بالانحراف على المسار والخروج على المتفق عليه ورؤية الجبهة ورأت قيادات الجبهة بضرورة المضي في مسيرة السلام لتحقيق السلام والاستقرار لشعبنا في الجنوب.
وكان هدفنا أن يعود الجنوب إلى السلام وتحقيق الاستقرار لمواطنين والأمن والسلام في الدولة.
ما هي الضمانات المطلوبة لنجاح الاتفاق؟
الشعب الجنوبي عانى، ووعى الدرس جيداً في الفترة ما بين “٢٠٠٥” إلى “٢٠١٨” وكمية الموارد والفرص التي أهدرت والهجرات والنزوح وآثار الحرب كلها دروس وعبر ستمكنا من استغلال هذه الفرصة لتوظيف مواردنا بصورة تجعلنا في مصاف الدول المتقدمة التي استفاقت من الأزمة التي عصفت بها وهذه الدروس كانت عبرة للقيادات والآن جميعهم يعمل على عدم العودة مرة أخرى إلى الحرب وهدر الموارد بسبب الحرب وتوظيفها للبناء، والمواطن من حقه الاستمتاع بهذه الموارد، وكذلك الدولة تحتاج أن تقوي اقتصادها من هذه الموارد.
ماهي المعالجات والضمانات التي تحقق نجاح الاتفاق؟
الضمان لهذا الاتفاق هو وجود دول الإيقاد وعلى رأسها السودان الراعي للاتفاق ودعم المجتمع الدولي لانجاح الاتفاقية وهذه جميعها فرص لنجاح هذا الاتفاق.
الآن أنتم جزء من الاتفاقية وهناك مخاوف من الطرف الآخر.. فهل أنتم متفائلون؟
التفاؤل موجود والخوف ايضا ولكن كما قلت الإرادة الموجودة “فينا ستجعلنا نتقلب على مخاوفنا ونبني ثقه تمكننا من تنفيذ كل بنود الاتفاقية على أرض الواقع.
وأيضا سنعمل جميعنا من أجل نجاح هذا الاتفاق وعدم العودة إلى الوراء كقيادات يجب أن نتقبل بعضنا البعض لتنفيذ هذا الاتفاق .
ماهو رأيك في.. مواقف دول الترويكا وأمريكا في الجنوب؟
المجتمع الدولي يقف موقفهم واضح جدا هم مع سلام جنوب السودان.
كيف تنظر لتقاطعات بعض الدول التي تحاول أن تؤثر على السلام ؟
فعلا هناك تقاطعات لمصالح دول ولكن شعب جنوب السودان والنخب الجنوبية اقتنعت بالسلام فعليه يجب على هذه الدول أن تبني مصالحها بالمعطيات الجديدة المبنى على استقرار جنوب السودان.
إلى أين الجبهة بعد التشظي بين “بطرس وشيرلوا”؟
تيار السلام قوي جدا لا اعتقد أن هناك قوى تستطيع الوقوف أمامه.
كيف تنظر لمجهودات ضمانات الخرطوم وهل ستلتزم قيادات الجنوب بهذه الضمانات؟
أولا- اسمح لي عبركم أن احي شعب السودان الأصيل الكريم لوقوفهم معنا في محنتنا واستضافتنا معهم في بيوتهم وأحيائهم واخص بالشكر الجزيل حكومة السودان على رأسهم المشير الدكتور “عمر البشير” أسد أفريقيا أعطانا دولة كاملة الدسم وأول من اعترف بنتيجة الاستفتاء وأول من ارسل سفارة لدولة جنوب السودان، بعد انفصاله اشكره لوقوفه واهتمامه الكبير بسلام جنوب السودان وكما هتف أعضاء البرلمان في ساحة الشهيد “جون قرنق” سير سير يا البشير نقولها مرة أخرى “سير سير وعين الله ترعاك”
فمبادرة الرئيس المشير الدكتور “البشير” لسلام جنوب السودان ناجح مائة في المائة وعادت روح الأخوة بيننا وكما قالها في جوبا نحن شعب واحد في دولتين، فشكرا الرئيس المشير “عمر البشير” على الدور الذي قام به في تحقيق السلام والاستقرار.
ماذا تقول للقيادات التي خارج إطار السلام والجنوب؟
رسالتنا لقياداتنا السياسية أن نضع مصلحة الشعب وجنوب السودان في حدقات العيون وأن لا نهتم لمصلحتنا الشخصية وأن نعمل لرتق نسيجنا الاجتماعي ونحارب القبلية والجهوية وأن نقدم لغة الحوار قبل اللجوء لاستخدام الوسائل الأخرى أحسنوا الظن والنية تجاه المواطن الكريم الصابر، الأمن مسؤولية الجميع يجب أن يعفو بعضنا عن البعض، وبذل أقصى ما يمكن لتناسي المرارات وطي الصفحة السوداء ونسيان الماضي والتبشير بالسلام وعدم التحريض وإثارة النعرات القبلية التي ادت إلى انتشار هذه الحروب والخلافات والمشاكل بين القبائل، وايضا العمل على بناء الدولة والتصالح في اتفاقية السلام.
كيف تزول المرارات وتعاد الثقة في نفوس القيادات؟
تعود الثقة بالعمل المشترك والتفاهم والتعاون وتوحيد الأهداف الوطنية لإخراج جنوب السودان من وحل القبلية والفساد وتجديد الأمل للمواطن.
وإعادة الحياة فيه والاستقرار والأمن للمواطنين والقيادات.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية