{ خلال اليومين الماضيين وفي آخر تصريحاته اللافتة للانتباه والمثيرة للجدل، أكد المهندس “معتز موسى” رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية والاقتصاد الوطني التزامه باجتثاث الفقر من جذوره.
{ وعليه كل من طالع تلك التصريحات أو سمع عنها سخر منها لأن المراد بعيد المنال ولأن المواطن مل سماع مثل هذه التصريحات التي تتحدث عن محاربة الفقر وتخفيف المعاناة عن كاهل المواطن لأنها قيلت مراراً وتكرراً ( وكلو طلع كلام للاستهلاك السياسي والدعايات الانتخابية )، والدليل على ذلك الفقر ساد في البلاد وبات هو الذي يحارب في الشعب السوداني حرباً عنيفة وظل يسقط العشرات بل الملايين في معارك الجوع اليومي .
{ ورغم هذا كله دعونا نتفاءل أخيراً آملين أن تكون تصريحات رئيس الوزراء “معتز موسى” هذه المرة من الأحاديث الجادة بالفعل لتتحول برامج عمل يشرع في تنفيذها هو وأركان مجلسه بقاعدة (قل ما تفعل وأفعل ما تقول ) .
{ ومن هنا نقول للسيد “معتز موسى” ( بينا وبينك والأيام ) ومحاربة الفقر ليست بالأمر السهل، وفي ذات الوقت هي ليست بالأمر الصعب، وإذا أردت بالفعل اجتثاث الفقر من جذوره فعليكم بالعودة الصادقة إلى دين الله سبحانه وتعالى وإتباع شريعة الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، وإتباع منهج الحكم الرشيد الذي انتهجه الخلفاء الراشدون وأخرهم الخليفة الذي حصل على الرقم خمسة في الخلافة الراشدة ألا وهو الخليفة الراشد “عمر بن عبد العزيز”، حيث تؤكد سيرته الذهبية أن عهده شهد اختفاء الفقر تماماً فلم يعد هناك فقير غيره هو (رأس الدولة )، حتى أن الأغنياء في زمانه ( طبعا كانوا أغنياء شرفاء نظاف لا قطط سمان) ظلوا يخرجون زكاة أموالهم فلا يجدون يد فقير تمتد إليهم طالبة هذا المال أو تحتاجه بل، وظل المنادي من قبل الخليفة “عمر بن عبد العزيز” ينادي: أين اليتامى ، أين الأرامل ، أين المساكين، وذهب النداء إلى أبعد من ذاك باحثاً عن من عجز في أداء الأمانة ليؤدها إنابة عنه بيت مال المسلمين، ومن عجز في سداد دينه لتحمل بيت المال عنه الدين ، وعن من أراد الزواج ولا يملك الصداق يعطي الصداق من بيت المال، ومن أراد أن يحج ولم يستطع جمع تكاليف الحج يعطى من بيت مال المسلمين .
{ (إن شاء الله حالنا ) بعد كل هذا الضيق الطاحن .
{ ويا سبحان الله لم يحدث الرخاء في المعيشة والانتعاش الاقتصادي و النهضة والرفاهية في عهد الخليفة “عمر بن عبد العزيز” لدرجة أنه لا يوجد فقير واحد، وكل هذه التغيرات السريعة التي حدثت خلال عامين فقط لم تأت عبر خطة خمسية ولا خطة عشرية ولا عبر إستراتيجيات وسياسات إصلاح اقتصادي مثل التي ظللنا نسمع عنها في أيامنا هذه مثل سياسة (الصدمة) ، وسياسة (القبضة الحديدية) ولا عبر (البرنامج الاقتصادي التركيزي) ولا عبر سياسة ( فك الاختناقات الهيكلية ) ولا عبر سياسة الحزم الاقتصادية ولا غيرها من سياسات هذا الزمان، بل حدثت كل تلك التغييرات وغاب الفقر وتبدل حال الفقراء ووصلوا مرحلة الكفاية والسعة بل والرفاهية بعد أن بسط الخليفة “عمر بن عبد العزيز” العدل وأشاع الأمن وانتهج كل معاونيه في الحكم سياسة الحكم الرشيد، فسلك الحكام والمحكومون طريق الحق، فلم يكن هناك مجال للفساد ولا للمحسوبيات ولا للجهويات ولا للترضيات السياسية والموازنات القبلية ولا للولاءات .
{ أخيراً أقول لكل قادتنا انتبهوا أيها السادة للوصفة السياسية والاقتصادية التي نفذها الخليفة الراشد “عمر بن عبد العزيز” وبسببها هرب الفقر من تلقاء نفسه قبل أن تطاله يد الاجتثاث .
{ ألا هل بلغت اللهم فأشهد!