ربع مقال

أين السّواري..!!

د. خالد حسن لقمان

هل هنالك من لا يعرف السّواري (بتشديد السين وفتح الواو وكسر الراء)؟؟ الأجيال القديمة بالطبع تعرفه خاصة ناس (الدور التاني)، وناس (الدور التاني) ديل هم أنفسهم لم يعودوا معروفين للأجيال الجديدة ناس النت والريال والبرسا.. أولاً نبدأ بالسّواري، وللشباب والصبايا نقول لكم إن السّواري هو نظام إنجليزي قديم تتبعه الدوريات الشرطية البريطانية يعتمد على استخدام الجياد (الحصين) بحيث تتكون الدورية من رجلين يجوبان ليلاً أحياء البلديات، وقد عمل السودان بهذا النظام بنجاح كبير حيث وفر هذا النظام حالة من الأمان والطمأنينة للسكان بالأحياء، وكثيراً ما كان رواد السينما من الدور الثاني- العرض الثاني من فيلم اليوم بالسينما- الذي يبدأ عقب انتهاء العرض الأول في العاشرة أو الحادية عشر ليلاً، كان هؤلاء الرواد الليليون للسينما يشاهدون دورية السّواري التي تعترض طريق بعضهم في الأزقة لتطمئن أنهم ليسوا من زوّار الليل وليسوا من أصحاب الكاسات (المحمولة جوفاً) فيتبادل الطرفان النكات والكلمات العابثة.
هذا النظام ظل إلى وقت قريب يُعمل به في كل أحياء العاصمة الخرطوم، بل ما زال يعمل إلى الآن ولكن في حيّز ضيق للغاية ولا أحد يدري لماذا، فلا التكلفة مرهقة للشرطة ولا عاملاً آخر يمنع الاستمرار في هذا النظام الناجح خاصة في الأزقة والطرقات الشعبية التي تسهل فيها حركة هذه الجياد التي على نواصيها الخير إلى يوم القيامة كما أنبأنا بذلك النبي الكريم “صلى الله عليه وسلم”.
فيا أهل الشرطة أعيدوا السّواري للعمل كما كان سابقاً يرحمكم الله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية