أخبار

إشارات

محمد إبراهيم

*فضائية تحمل عوامل فنائها في داخلها.. رغم شمولية اسمها وضمها لأكبر كيان رياضي بالبلاد إلا أنها سعت_ بحماسة مفرطة_ إلى (تفتيت) هذا الكيان الأكبر وطنياً وواحد من الكبار أفريقياً وعربياً.. والفضائية التي تتخبط إدارتها يومياً بسبب ضعفها وعدم قدرتها على استيعاب الرأي الآخر الذي ظل سمة واضحة لهذا الكيان الكبير طوال تاريخه الوطني والرياضي الكبير، تدور في فلك الرجل الواحد الذي يسعى إلى إقحام اسمه في كل البرامج بالفضائية، فكان طبيعياً أن تطرد الكفاءات الإعلامية الحقيقية الرافضة لهذا الابتذال الفضائي، وتبقى بها بالتالي بعض المسخ الإعلامية المشوهة التي لا تجد حرجاً في أن تكون إحدى أدوات (التصفيق) والدفاع المستميت عن رئيسها.. اعتقد أن الجميع يدرك أنني أشير هنا إلى قناة الهلال.
* رغم الأخطاء المتكررة والجوهرية التي صاحبت نسخته الدولية الأولى إلا أنه يمكن الإشارة إلى أنه ثبت إمكانية تحويل كثير من الأفكار إلى واقع يتمشى بين الناس.. يحتاج بالضرورة إلى كثير من نقد الذات والاعتراف بالتقصير في كثير من تفاصيله والتي نتج أغلبها بسبب ضعف خبرة القائمين عليه.. كمان أنه يحتاج إلى تنقيته من كثير من محبي الظهور والإتيان بوجوه جديدة غير التي ألفها الناس يستجدون الكاميرات والفلاشات.. لا احتاج إلى الإشارة إلى مهرجان الخرطوم للفيلم العربي ليفهم القارئ الفطن أنني أقصده..
* هو مطرب تجمعت لديه كل عناصر النجاح والحضور المسرحي المبهر والقدرة على صناعة اسم غنائي مختلف.. ولكنه لا يريد أن يفعل ذلك.. فهو انشغل مؤخراً باللهث خلف (تكبير كوم العدادات) بدلا من (تكبير اسمه الغنائي).. فأنتج بعض الأغنيات (سريعة التلاشي) (ضعيفة التأثير) رغم قدرته على تقديم أخرى جادة وذات أثر قوي.. وارتضى أن يكون مجرد مغنٍ عابر في سفر الغناء السوداني.. “طه سليمان” هو صاحب الإشارة في هذا الجزء من المقال..
*قبل نحو (7) سنوات شارك هذا الفنان بالبرنامج الجماهيري الرمضاني (أغاني وأغاني) وكان وزنه وقتها قد نقص كثيراً، وبدا شارداً في حلقات البرنامج الأولى.. وقدم أغنيات انتقده فيها الناس، إلى الحد الذي مضى البعض إلى القول إنه انتهى وكانت حلقات البرنامج تمضي في إيقاعها السريع بمشاركة أغلب المطربين الشباب المعروفين.. كثير من جمهوره تحسر على ما آل إليه حال الفنان، وبدا البعض يطلق عبارات الإشفاق تجاهه، ولكن بجسد الفتى النحيل كان يكمن (أسد هصور من الموهبة)، ومن خلف نظراته البريئة كان يخفي (الحوت) (بركانا) من العزيمة وسطوة الحضور، ففاجأ كل الناس في منتصف حلقات البرنامج بأغنية (ظبية البص السريع) التي أحالت البرنامج إلى حالة من الطرب لايزال يمشي بين الناس حتى الآن.. وقلب الطاولة على الجميع، وأبرز قدراته الفائقة وأوقف مشاعر المشاهدين والفنانين (على فد رجل) وهو يغني وكأنه يمنح الجميع درساً في (الريمونتادا) الفنية.. وقتها صمت وأدركت أن لـ(الحوت) سراً لم يتكشف حتى الآن.. (الحوت هو بطل الإشارة الأخيرة).

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية