الأمين العام لحزب الأمة القومي لـ (المجهر): لدينا في الولايات قيادات أفضل من الموجودة بالمركز..!!
يعتبر الدكتور “إبراهيم الأمين” علامة بارزة في حراك حزب الأمة خلال الآونة الأخيرة، مع مخرجات أخرى في مؤتمر عام الحزب الأخير.. واللامع في مكتب الأمين العام – مع الزحام والنشاط وكثرة الاجتماعات – كانت صورة “عبد الله خليل” معلقة في قمة من فضاء المكتب مع آيات قرآنية وملفات متنوعة ترقد بصمت.
الدكتور “إبراهيم” تحدث لـ (المجهر) عن مكانة الإمام ومظاهرات ود نوباوي و(شلليات) الحزب ومن هو الشخص المناسب لقيادة الحزب بعد الإمام “الصادق المهدي”.. وكيف لحزب يرفض خمسين في المائة من السلطة أن يرضى بمشاركة فرد واحد هو “عبد الرحمن الصادق” مساعداً لرئيس الجمهورية.. فإلى تفاصيل الحوار:
{ يعتبر تأجيل عمل الأمانة العامة لسبعة شهور بعد انتخابها أزمة تنظيمية بالحزب؟
– كل شيء تم على أساس الدستور، وكان انتخاب الأمين العام من الهيئة المركزية مجرد التزام بالدستور، وضمن ذلك حدث كثير من الشد والجذب، تم فيه تجميد عمل الأمانة العامة لـ (7) شهور.
{ تجميد الأمانة العامة لـ (7) شهور.. هذا شلل في التنظيم؟!
ـ فعلاً سبعة شهور كثيرة على الحزب.. ولكن العمل الطبيعي من مكاتبات وغيره كان عملاً مستمراً ولا يمكن أن يتوقف.
{ ولكن هناك سبع دوائر لم تتكون حتى الآن؟
– نعم هناك دوائر لم يتم تكوينها، والسبب أننا نريد مزيداً من مشاركة الشباب والطلاب وأهل المهجر، وحتى الآن لم يتم الاتفاق على أسماء مقبولة لإعلانها.
{ من الواضح أن الحزب أصيب بالتكتلات والشلل بينك و”صديق إسماعيل” الأمين العام السابق ؟
– أنا لا أنافس الفريق، ويخطئ البعض إذا ظن أنني والفريق “صديق” نتنافس على الاستيلاء على الأمانة العامة، هذا العمل لا يشبهني، هناك بعض الإخوة يرون أن تكون الأمانة العامة محاصصة وفريق آخر له رأي آخر، وأنا أسعى لأمانة توافقية بدليل أنني اخترت (5) دوائر من الأمانة السابقة تعمل معي، ونحن في الحزب تجاوزنا مزاج الشلليات.
{ أرجو أن لا تنكر الشلليات لأنها ظاهرة في كل أحزابنا السودانية ؟
– (أنا ما عندي شلة)، وأنا كأمين عام للحزب مسؤول عن كل أعضاء الحزب، وأي عضو أحترمه وأحاول أن يكون جزءاً من الحراك العام داخل الحزب.
{ ألا تعتقد أن تعيين الفريق “إسماعيل” نائب للرئيس بقرار من الإمام يمثل رأياً سالباً عنكم؟
– أنا لا أحمل أي رأي سالب للأخ “صديق إسماعيل”، ومن حق الرئيس أن يعينه، بل بالعكس أسعى لتأكيد التعاون بيني و”صديق”.
{ يشاع أن الأمانة العامة غير مرضيٍّ عنها وسط الشباب والطلاب؟
– أول مرة أسمع هذا الكلام، وعكس ما تقول، فإن التيارات الطلابية والشبابية تناصرني بقوة.
{ البعض يرى أن المرأة مظلومة في حزب الأمة من حيث السلطات والقيادة ؟
– نحن بكل فخر نقدم المرأة كثيراً في مناصب مهمة وأمانة المرأة من أهم الأمانات.
{ يقال إن بينك والإمام “الصادق المهدي” خلافات حول كيفية إدارة الأمانة العامة؟
– لا خلاف بيني والإمام “الصادق”، والخط الذي أمشي فيه وأنفذه هو خط الحزب المتفق عليه في الأمانة العامة المنتخبة، وأنا ملتزم مع خط الحزب لا مع أشخاص.
{هناك من يصف خطكم بالتردد في اتخاذ خطوة واضحة، ومثال لذلك أنكم تنادون بالاعتصامات والمظاهرات ثم تمنعون المصلين أن يخرجوا من مسجدكم بود نوباوي للخروج والتظاهر؟
– الحزب أخرج في شهر يوليو وأغسطس أكثر من مظاهرة من جامع ود نوباوي، ونحن من بين الأحزاب لنا الغلبة والكثرة من معتقلين وجرحى.
{ خرجت أخبار دون أن تكذبوها أن حزبكم منع خروج المظاهرات من جامع ود نوباوي؟
– لم نمنع مصليي جامع ود نوباوي، بل كان لهيئة شؤون الأنصار احتجاج على عدم مشاورتهم كلجنة مسجد مسؤولة عما تتمخض عنه أحداث أخرى، وهذه حقيقة من ناحية إدارية، فمن حيث الإجراء يجب أن يكونوا على علم وترتيب.
{ ما حقيقة موقفكم؟
– نحن نسعى للتغيير السلمي في البلد لنتجنب سيناريوهات أخرى سيئة، لأن هناك من يجهزون لحلول أخرى قد تضر بالبلد.
{هل تقصد حملة السلاح؟
– هذه أيضاً حقيقة موجودة، وهم من أبناء الوطن ولهم قضايا، إذا لم يجدوا حلولاً سياسية مناسبة سيلجأون بطبيعة الحال لحلولهم المناسبة التي يعرفونها ويقدرونها.
{ أوفدتم السيد “نصر الدين” للتفاوض والاتفاق ثم عزلتموه لأنه قام بتطوير الفكرة (فكرة التعاون والاتفاق) ؟
– أصدرنا بياناً واضحاً بخصوص “نصر الدين”.
{ هل انحرف “نصر الدين” لتنفيذ وظيفة محددة مع الجبهة الثورية ؟
– (هي ما قضية انحراف)، ولكن تم تعيين “نصر الدين” نائب الرئيس في تنظيم الجبهة الثورية، والسيد “نصر الدين” نائب الرئيس في حزب الأمة، فكيف يستقيم الأمر، وكل ما فعله حزب الأمة أننا خيرناه بين المنصبين.
{ واختار”نصر الدين” الجبهة الثورية وخسر الحزب رجلاً في قامته؟
– أبداً، لم يحدث تغيير من حيث المضمون، لأن المواقع ليست مهمة أو لها قيمة، علاقتنا مع الجبهة الثورية لم تتغير من حيث المضمون حتى مع تداعيات “نصر الدين”.
{ هل وراء الإعفاء مهمة أخرى يقوم بها السيد “نصر الدين” ؟
– نحن نتحدث عن حل سلمي ونرفض الحلول العنيفة.
{ وإذا فرضنا فشل كل فرص الحل السلمي؟
ـ لن يكون حزب الأمة جزءاً من الحل العسكري.
{ يخيل للبعض من خلال مواقفكم المتأرجحة أن الحزب يلعب لعبة؟
– نحن على المكشوف، حزب معارض، وخطنا العام مسؤولية كل مؤسساتنا في الحزب، ويمكن أن يخرج الأفراد أحياناً للتعبير عن أمالهم وطموحاتهم.
{ أنتم حزب كبير، أليس من المهين قبول تسجيل الحزب في العام 2009؟
– سجلنا حزبنا لأن القانون المحلي يجبرنا على ذلك، وهذا مطبق في كل أنحاء العالم، وإذا لم نسجل سيتم معاقبتنا ولن نمارس أي نشاط قانوني.
{ وأنتم الحزب الذي ساهم في بناء مقررات أسمرا (وما أدراك ما أسمرا) ؟
– نعم أنجزنا فيه الكثير، مثل التعامل بمبدأ المواطنة وضرورة التحول الديمقراطي.
{ هل الحزب يؤمن بإقامة الدولة الدينية؟
– نحن على العموم طرحنا ليس طرحاً بعيداً عن الإسلام، ذلك الوسطي المعتدل حيث يجب أن يكون الحاكم قدوة، وأن يكون الحكم ليس الغاية بل الوسيلة لإقامة مجتمع التعاون والتكافل.
{ هل الحزب مؤمن بجدوى الدولة الدينية؟
– حزبنا مؤمن بأن مظلة الدولة المدنية أشمل من الدولة الدينية، لأننا نعيش في بلد متنوع الثقافات والأعراق، والمواطنة هي الأساس، ولعل الخطر في الدولة الدينية أنها تضع الامتياز على دين معين دون الأديان الأخرى.
{ هل تسمع إشاعات مثل أن الإمام يتلقى أموالاً من الحكومة؟
– الإمام رفض (50%) من السلطة فكيف يرضى بفتات، ثم إن هذا لا يليق أن يقال، فكيف يليق أن يحدث؟
{ كيف تنظر للاقتصاد السوداني؟
– يكفي وصف “عائشة الغبشاوي” من داخل البرلمان بأنها شاهدت امرأة تأكل الطين من الجوع.
{ لقد تشتت شمل الحزب في السنوات العشر الأخيرة، هل من لملمة الأطراف البعيدة ؟
– واحدة من مهام الأمانة العامة الحالية أن تسعى للملمة.
{ لقد تباعدت الخُطى مع “مبارك الفاضل”؟
– “مبارك” ذهب بحزبه، ومعنا الآن “عبد الجليل الباشا” وكثيرون يأتون بالحوار والنقاش.
{ كيف تصنف حالة “عبد الرسول النور”؟
– “عبد الرسول النور” له رأي لما يحدث، وهو رجل له مكانته في الحزب، و ذات يوم حكم عليه بالإعدام لمواقفه باسم حزب الأمة.
{ هل باستطاعة الحزب انتخاب رئيس غير الإمام “الصادق المهدي”؟
– الأساس هو قبول الناس والرضا، ومن يأنس في نفسه الكفاءة يجب أن يتقدم الصفوف.
{ الرئيس الجديد يختاره الحراك والثقافة وتنوع الخيارات (هذا هو جوهر السؤال)؟
– الحزب مؤسس بالكامل وفيه قيادات ليست هينة.
{ من هو بديل “الصادق المهدي” في رئاسة الحزب؟
– البديل يأتي به الناس، ومن الأفضل أن يكون الحزب مستقراً بوجود فرد مقنع كالصادق، والصادق واقع، ولابد من تفهم الحالة.
{ هل يمكن أن تتلو أسماء يمكن أن تكون البديل المناسب على الطريقة الديمقراطية؟
– لا لا لا، (ما بقدر ما بقدر ما بقدر)، وأنا لا أذكر أسماء ولكن لدينا في الولايات قيادات أفضل من الموجودين في المركز.
{ من الآراء المشهورة أن الإمام “الصادق” شخصية مقدسة عند معظم أعضاء حزبكم؟
– نحن في حزب الأمة ما عندنا زول مقدس.
{ ابتعاد حزب الأمة عن السلطة أثر في لغته وتنظيره؟
– حقيقة السلطة كل شيء.. تستخدم الخير في الخير.. والشر للناس وضدهم.. وهي مهمة، قدرات الحزب تقاس باستخدامه للسلطة سيما إذا أمسك بها منفرداً.
{ بصراحة يوصف حزبكم بالمهادن؟
ـ نحن حزب تاريخه الجهادي معلوم للجميع.
{ هل بالحزب نظام مالي وكم عدد المفرغين بالحزب؟
– ليس لدينا أي نظام مالي، ولقد أفقرنا هذا النظام وصادر أملاكنا وحتى هذه الدار استلمناها بعد سنوات من الاستيلاء عليها، وبالمناسبة عدد المفرغين حوالي (12) شخصاً، وأنا وجميع قيادات الحزب نعمل بدون مقابل.. متطوعين.
{ تم نقاش واسع حول مشاركة “عبد الرحمن الصادق” وهو ابن الإمام “الصادق” رئيس حزب الأمة ؟
– لم يقبل حزب الأمة يوماً بشراكة مع المؤتمر الوطني أو الحكومة باسم “عبد الرحمن الصادق”، نحن رفضنا (50%) من السلطة، فكيف نقبل بمشاركة شخص واحد مساعداً للرئيس.
{ هل تستطيع أن تنفي عن الإمام “عبد الرحمن” أنه حزب أمة؟
– لا ننفي عنه أنه حزب أمة، ولكن لا علاقة له بالمؤسسات.
{ أصوات معتبرة من داخل حزبكم تنادي المشاركة في السلطة؟
– هل ندخل السلطة عشان نكون جزءاً من فساد الكثيرين ليغضب علينا الشعب؟
{ نكرر السؤال السابق لانتشاره بين الناس.. الحزب المهدي يتلقى أموالاً من الحكومة؟
– (دا كلام غريب).. أنا زول مهم في المكتب التنفيذي للحزب ما شفت قرش ولا تعريفة، ودا مستحيل أن يحصل مع زول.. والإمام “الصادق” كرامته لا تسمح، وتاريخه لا يسمح، ومكانته لا تسمح، وهو من أبناء “المهدي” الذي صرفوا على استقلال السودان من دائرة “المهدي” بمقدار مائة ألف جنيه من ذلك الزمن.
{ يقال إن الدار دي تابعة للإمام “الصادق المهدي”؟
– إذا كان هذا صحيحاً، يحسب له أم عليه؟
{ هل شجبتم الاعتداء على اليرموك ؟
– ندين الاعتداء لأننا نفرق بين الوطن والنظام السياسي الحاكم ومستعدون للدفاع عن سيادة وأرض السودان.
{ يقال إن تحالف قوى المعارضة عاكف هذه الأيام من أجل تكوين حكومة انتقالية؟
– لا يمكن التحدث عن تكوين جسم لحكومة انتقالية بدون إسقاط النظام.
{ هل يستطيع الدكتور “إبراهيم الأمين” الأمين العام لحزب الأمة القومي… أن يقول للإمام “الصادق”: (لا)؟
{ تعلمنا الشجاعة الأدبية ونحن تلاميذ، فما بالك اليوم ونحن رجال كبار، و(بعدين) “الصادق المهدي” رجل عقلاني يستمع للجميع وباحترام فائق.
{ التقيت كثيراً من القيادات بحزب الأمة اتفقوا أن الإمام “الصادق المهدي” رجل عنيد؟
– كلنا عنيدون في رأينا، و”الصادق” مفكر ومثقف، وله قدرة عجيبة على العمل حوالي (18) ساعة في اليوم.
{ الخطوة الجاية شنو؟
– الخطوة الجاية نعد لتغيير يستوعب كل الناس.
{ هل تشركون المؤتمر الوطني في مرحلة التحول الديمقراطي القادمة؟
– نعم.. نعم.. نعم، وإلا كررنا الخطأ في الشمولية الحالية.
{ هل ترى من جدوى لبناء إستراتيجية مع الجمهورية الإيرانية ؟
– حزب الأمة له آراء معلنة، نحن مع الإمارات وجميع دول الخليج، وضد الموقف الإيراني تماماً.