تقرير: فاطمة عوض
تحتل أمراض العيون المرتبة الثانية في العلاج بالخارج، حسب إحصاءات القمسيون الطبي، في مقدمتها أمراض الشبكية وزراعة القرنية، وتأتي مصر والهند وروسيا في قائمة الدول التي يقصدها المرضى للاستشفاء، بالرغم من وجود (700) اختصاصي عيون بالبلاد، (65%) منهم بولاية الخرطوم، بيد أن أغلب المرضى يفضلون الاستشفاء بالخارج، بعد إصابة عدد من المرضى بالعمى، العام الماضي جراء حقنهم في العين بإحدى مستشفيات العيون الكبيرة بالخرطوم.
ونظمت مستشفيات الوالدين، ومكة الخيرية، وعبد الفضيل الماظ، والمستشفيات العسكرية والمراكز الخاصة للعيون، بولاية الخرطوم، احتفالاً باليوم العالمي للبصر، تحت شعار: (رعاية العيون في كل مكان) علاجاً مجانياً وعمليات مجانية لعدد (600) مريض، وطالبت وزارة الصحة بولاية الخرطوم، بتفعيل بنوك القرنية وتشجيع مشروع التبرع بها، مشيرة إلى أن مجمع الفقه الإسلامي والمجمع العالمي أجازت التبرع بها، فيما أطلقت الوزارة مشروع خفض العمى إلى أقل من (30%).
وكشف عميد كلية علوم البصريات بجامعة النيلين، عن هجرة أكثر من (1500) اختصاصي علوم بصريات إلى دول الخليج، بيد أنه قلل من تأثير الهجرة، لافتاً إلى أن أغلب الخريجين من الإناث، مما حد من فقد كل المؤهلين في المجال، بجانب زيادة عدد القبول بالكلية لسد الفجوة نتيجة الهجرة المستمرة، وقال لـ(المجهر) إن الكلية تخرج سنوياً (220) طالباً، وحذر د. “صديق” من البيع العشوائي لنظارات القراءة بواسطة العمال والحرفيين الذين ليست لديهم علاقة بالبصريات، في مخالفة صريحة لقوانين المهنة وخطورة على صحة العين، وناشد اتحاد البصريات بمحاربة هذه الظاهرة وتوعية المواطنين، واقر العميد بارتفاع تكلفة النظارات، وأشار إلى وجود تفاوت في قيمة النظارات واعتمادها على مصدر الصناعة والجودة، وقال إن هناك مراكز تبالغ في الأسعار ومغالاة في السعر المعلن.
وطالب د. “عبد القادر الساعوري” رئيس تخصص طب العيون بمجلس التخصصات الطبية، رئاسة الجمهورية بالدعم الكامل لجراحة الشبكية لإنقاذ البصر، لافتاً إلى أن العملية تبلغ تكلفتها (65) ألف جنيه، كاشفاً أن أمراض العيون تحتل المرتبة الثانية في السفر للعلاج بالخارج، حسب القمسيون الطبي، وتأتي أمراض الشبكية وزراعة القرنية أكثر الأمراض للعلاج بالخارج، خاصة مصر والهند وروسيا، وأشار إلى وجود (700) اختصاصي عيون (65%) منهم بولاية الخرطوم، وأكد أن التوزيع العادل لخدمات العيون بالولايات من أكبر التحديات. وقال “الساعوري” إنه تم إجراء (150) ألف عملية مياه بيضاء في السنة، وأشار إلى وجود تطور كبير في العالم خاصة العلاج بالخلايا الجزعية وضمور الشبكية.
وكشف مدير مستشفى الوالدين، د. “عبد الباقي محمد أحمد” عن زيادة الإقبال على المستشفى بسبب الوعي، وأشار إلى أن عدد المسجلين لإجراء عمليات مياه بيضاء مجانية، بلغ ألف مريض، وأكد وجود إشكاليات مرضى الشبكية خاصة ارتفاع تكلفة المستهلكات الطبية والتي تصل إلى (1500) دولار.
وحذر مدير مستشفى العيون بجامعة النيلين د. “عاطف بابكر محمد علي” من خطورة استخدام الهواتف الذكية لفترات طويلة على العيون خاصة في الفترة المسائية بعد (إطفاء الأنوار)، وكشف د. “عاطف” عن إجراء (40) عملية مياه بيضاء أسبوعياً، ونوه لاستقبال حالات من خارج الخرطوم، وأكد مدير المستشفى وجود إقبال كبير من المرضى لليوم العلاجي، وتوقع أن يصل العدد إلى (500) مريض في حالات مختلفة معظمها مياه بيضاء، ونصح بضرورة الكشف الدوري خاصة لمن وصل سن الأربعين، وشدد على ضرورة الذهاب إلى الطبيب في حال حدوث إحمرار بالعين أو الشعور بألم، مؤكداً مساهمة القطاع الخاص في الاحتفال بالكشف المجاني بجانب تخفيضات في أسعار النظارات، مبيناً أن احتفال المستشفى يشمل عيادات مجانية ويوم توعوي بأهمية البصر والمحافظة عليه من الأمراض الخطيرة، بجانب إجراء عمليات صغيرة مجانية (موية بيضاء) وكشف عن ترتيبات إجراء (250) عملية مجانية، بواسطة خبراء صينيين بعد أسبوعين، وقال إن عدد الحالات الوافدة للمستشفى في المتوسط تصل إلى (100) حالة يومياً، وكشف عن توقيع اتفاقيات لإدخال التأمين الصحي بالمستشفى، معتبراً المستشفى بأنه أقل تكلفة في العلاج، لجهة أنها مستشفى انشئت بهدف تعليمي وليس ربحياً.
وكشف رئيس قسم الحول بالمستشفى “أحمد علي النمري” أن عدد حالات الحول بلغت (100) حالة في الشهر، معظمها من شريحة الأطفال وارجع أسباب الحول إلى خطأ بصري بجانب العامل الوراثي، وشدد على ضرورة الكشف المبكر، وقال كلما تأخر الكشف تزداد الحالات سوءا، مؤكدا معالجة بعض الحالات فيما تتطلب بعض الحالات تدخل جراحي.
وقال اختصاصي أول بصريات، “خالد محمد أحمد”، مدير إدارة صحة العين بوزارة الصحة، ولاية الخرطوم، إن الكشف والفحص المجاني سوف يتم في (17) مستشفى حكومي وخاص وعسكري وشرطي، و(108) مراكز صحي، يقدم خدمات العيون، و(200) مركز بصريات، يقدم خدمات رعاية العيون، لافتاً إلى قيام (5) مخيمات صحية للكشف والفحص والعلاج وتوزيع النظارات مجانا، والاهتمام بالشرائح الضعيفة، حيث يتم الفحص والكشف لـ(17) مدرسة من الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية، تتم الفحوصات والعمليات مجاناً لهم، أيضا هناك كشف مجاني في الدور الاجتماعية للمُسنين والمُسنات والأطفال فاقدي السند.
وقال “خالد” إن الاحتفال باليوم العالمي يأتي مختلفا هذا العام حيث يأتي بشراكة مع جمعية الهلال الأحمر التركي، بدعم (400) عمليه، وتم رفعها إلى (600) عمليه بواسطة سفير دولة تركيا للسودان، “عرفان تنزيل أوغلو” وفي ذات الجانب قال د.”عبد الباقي محمد أحمد” مدير مستشفى الوالدين، مقراً أن المستشفى تجري العمليات الدقيقة وبها كل التخصصات، وتعتبر المستشفى الأول في الولاية، مشيداً بجهود العالمين في تطور المستشفى بالرغم من قلة العائد المادي.
وقال سفير دولة تركيا للسودان د.”عرفان أوغلو”، إن دولة تركيا من كبرى الدول التي تقدم مساعدات للشعوب المسلمة والصديقة في العالم، حيث بلغ مجمل المساعدات في العام الحالي (8) مليارات دولار، في هذا العام تأتي بعدها الولايات المتحدة والمانيا وفقا للتقارير العالمية معلناً عن رفع عمليات الكتراكت من (400 إلى 600) عملية، موضحاً حاجة (100) شخص للعمليات، وكشف عن تدريب منظمة تيكا للقابلات في تركيا لتطوير القدرات بجانب العلاج المجاني سنوياً وفقاً للبروتوكول الموقع والبلدين، موضحا أن المستشفيات التركية الموجودة في البلاد ساهمت في دعم النظام الصحي بالبلاد، وأكد أن العلاقات السودانية التركية في قمتها خاصة في المجالات الصحية والإنسانية.
وطالب د.”بابكر محمد علي” مدير عام وزارة الصحة بالخرطوم، بضرورة التبرع بالقرنية بعد أن جوز مجمع الفقه العالمي والإسلامي التبرع بها، لافتاً إلى أن كل القرنيات تأتي من الخارج وبمبالغ كبيرة.
و قال “مأمون حميدة” وزير الصحة الولائي، إن الشراكة مع دولة تركيا متينة، وإن العلاقات التي تربط البلدين كبيرة وتوقع استفادة (25) ألف مريض من الأيام العلاجية المجانية، التي نظمتها المستشفيات والمراكز الصحية ومراكز البصريات، كاشفاً عن انخفاض نسبة العمي من (500) ألف إلى (225) ألف، تماشيا مع الإستراتيجية العالمية 2020م حق البصر للجميع، منوهاً إلى أن الوزارة تسعى في عام 2019م إلى إجراء (100) ألف عملية (80%) منها في ولاية الخرطوم، للوصول إلى قائمة صفرية في العمى، وطالب بزيادة العمليات، وقال إن الهلال الأحمر التركي قام في الفترة السابقة بإجراء (10) آلاف عملية عبر مخيم استمر لمدة أربعة أعوام بمستشفى “عبد الفضيل الماظ”.