*قلت من قبل أن عودة “أبو عركي البخيت” هي مسألة وقت فقط، كثيرون جزموا بأن رحيل رفيقة دربه د.”عفاف الصادق حمد النيل” سوف تكون بمثابة قاصمة الظهر للمطرب الملتزم.. قلت لهم إنكم لا تعرفون “عركي”.. فهو رجل مفتول من حبال الصمود والقوة.. ما سكرته قناعاته يوماً.. ولا كسر تلك القناعات. هو يدرك تماماً دوره الذي يجب عليه أن يفعله تجاه وطنه ومجتمعه.. ولهذا راهنت أنه سوف يتجاسر على أحزانه الذاتية.. وهاهو يحث الخطا في أولى خطواته ويجفف حزنه.. يحف لحيته.. تمهيداً لقادم سوف يعود فيه عركي إلى ممارسة دوره في نشر الوعي الإنساني والنضالي.. وننتظر أن يمارس كل حقوقه في تهذيب الوجدان وحقن شرايين البلد بأمصال الالتزام والرسالة الفنية..
* شاهدت ملصقاً لحفل جماهيري يتجاوز فيه الموسيقار “محمد الأمين” مع المغني “أحمد فتح الله”.. طريقة وضع الملصق الفني تقدم صورة ذهنية للرائي أن الاثنين يتنافسان فنياً.. فـ”محمد الأمين” بكل تاريخه وعنفوانه الغنائي، سطوته الجماهيرية وأثره البالغ في مسيرة الأغنية السودانية عبر عقود طويلة، مؤثراً ومأتثرا بكل تقلباته السياسية والاجتماعية يضعه متعهد حفل لا يحفل سوى بجني الأرباح (رأسا برأس) مع مغني لا يعرف كيف يتكلم ولا كيف يغني ولا كيف يخاطب جمهوره.. مغن انزلق إلى سفح الابتذال.. لا يمكن وصف ما حدث سوى أنه جريمة كبيرة في حق الفن الملتزم وفي حق جمهور الباشكاتب، وهو عبث بالاستحقاقات الإبداعية السودانية الموروثة.. وأطالب بمحاكمة هذا المتعهد الذي صيره الزمان متحكماً في توجيه أذواق الناس..
*قلت من قبل إن مهرجان الفيلم العربي، رغم أنه قام بجهد شبابي إلا أنه يفتقر تماماً لعامل الخبرة في مثل هكذا فعاليات.. وحماسة القائمين على أمره لم تغط على الكم الهائل من الأخطاء الإدارية الساذجة جداً التي سوف نتطرق لها عبر مقال منفصل لاحقاً.. ولكن اسوأ ما فيه هو مقابلة مسؤول الإعلام فيه لنقد الزميل “عامر الباشاب” للمهرجان ووصفه له بأوصاف مسيئة للغاية.. كشف ذلك ما قلناه لهم قبل ذلك.. الافتقار للخبرة واختيار العناصر التي من الممكن أن تسهم في نجاح المهرجان.. ولكن قبل ذلك دعوني اتساءل.. أين هي الجهات الرسمية من كل ذلك؟ أين وزارة الثقافة ومجلس المهن الموسيقية والمسرحية.. أين المجلس القومي للثقافة من كل هذا العبث .. وكيف سمحت بأن يتم تجاوزهم ووضعهم كضيوف شرف في مهرجان يحمل اسم العاصمة الخرطوم؟ سوف نعود لاحقاً مثلما أشرت لتشريح هذا المهرجان منذ بداياته وحتى نهايته..
* بمناسبة الحديث عن مخرجات المهرجان فهو ساهم بقدر كبير في ظهور كثير من (نجوم ونجمات الظل) من المذيعين والمذيعات إلى الأضواء .. وربما يفسر ذلك حالة الوجود المكثف في حفل الافتتاح.. وهو كذلك مثل سانحة مواتية لبعض محبي (الانتشار السريع) عديمي الموهبة في التواجد بكثرة..
مسامرة أخيرة..
*أظهرت أزمة كسلا الأخيرة معادن كثيرين كانوا يتشدقون ربما بحب (ابنة القاش الشرعية).. من المفارقات أن عدداً من الفنانين أقاموا حفلات لصالح دعم المرضى مثل: “فرفور وندى القلعة وأحمد الصادق وفضل أيوب”، في الوقت الذي تحتفل فيه مذيعة فضائية كسلا “ساريا الأمين” بعيد ميلادها وتنشر (تورتة) مكونة من (أربعة طوابق) في استفزاز مقيت لوجعة الأهالي .. وتظهر مذيعة أخرى من فضائية كسلا “نورا التوم” وهي تضحك ملء شدقيها في إحدى الفعاليات، في الوقت الذي كان فيه المرض يسوم أبناء كسلا سوء العذاب ويفتك بأبدانهم العزيزة وغالية.. وحقا.. (قلم النجومية لا يزيل بلم (الإنسانية).