أخبار

رسالة لدكتور نافع!!

{ كلما ادلهمت بالبلاد خطوب وغشيتها محنة وأحاطت بها أزمة تساءل الناس أين د. “نافع علي نافع” المتفق على بصيرته النافذة وعقله السياسي الناضج وأهم من كل ذلك نقاء سيرته الذاتية مما يعيب الرجال، لا خوف يلجلجه، ولا مال يسيل لعابه فيهرع إليه طامعاً مثل سياسيين كثر ولا عصبة حوله من أبناء عمومته يحيطون به.. ود. “نافع علي نافع” ظل فاعلاً في جسد الإنقاذ وقائداً بنى حزباً به باهى “البشير” و”علي عثمان” واستطاع بصرامته ووضوحه ولوج الساحة السياسية.. كان سيفاً يحارب في كل الجبهات وحكيماً يطفئ اشتعال نيران الخلاف.
ولكن أين أنت اليوم يا دكتور؟ منذ يوليو من العام الماضي حينما وقعت اتفاقية أديس أبابا مع “مالك عقار” لإيقاف نزيف الدم وتم إجهاض الاتفاقية في هجعة الليل ولفظها المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني بلا تدبر ولا بصيرة.. فإن المراقب للشأن السياسي ولأداء الدكتور “نافع” يشعر بأن ذلك الحدث قد حفر عميقاً في وجدان رجل دولة لم يعرف عنه الانحناء للعواصف، وكان إلغاء الاتفاقية في ذلك الوقت وبطريقة تفتقر إلى احترام من وقعها بمثابة الضربة الأولى في رأس سياسي شديد المراس، وقد تعرض من قبل النائب الأول “علي عثمان محمد طه” لمحاولات كسر عظامه ونثرها في الهواء . (حملوه) كل إخفاقات نيفاشا ونتائجها.. ولولا صبره وجلده واحتماله الأذى لنأى بنفسه عن ما يجري في الساحة الداخلية احتمل “علي عثمان” (خربشات) التلاميذ وتربص الأقربين، وكل يوم يقترب “علي عثمان” من قلوب السودانيين وتجربة “علي عثمان” في الصبر على المكاره  به يحتذي كل سياسي !!
{ “نافع” اليوم بعيداً عن الساحة وتفاعلات الخلافات وسط التيار الإسلامي أخذت في الاتساع ونتائج مؤتمر الحركة الإسلامية تضرب الآن أطراف المؤتمر الوطني وتصيبه بالزكام، وقد استبانت اليوم فقط صحة موقفك الداعي لتذويب الحركة الإسلامية في المؤتمر الوطني، بعد أن طفحت الخلافات على جسد بات في حكم الميت، وأخذت آثار الخلاف تتمدد نحو الحوش الواقع غرب المطار، ولكن متى يقود” نافع” عربة مطافئ وما أكثرها في ولاية الخرطوم ويطفئ الحريق الذي أشعله غيره في جسد الحركة والحزب والحكومة؟؟
{ السياسة ليست نزهة وانتصارات دائمة ونجومية مطلقة فقد صعد “أبوسانجو” في نيجيريا إلى قمة السلطة وتم الانقلاب عليه من المقربين، ولكنه ظل في الساحة وفياً لفكرته وعقيدته السياسية حتى حملته رياح الديمقراطية للسلطة.. وأنت لم تخسر معركة لأنك لم تخضها حتى اليوم ويتفق السودانيون على “نافع” المؤمن بمبادئه والمدافع عنها بشراسة حد العنف اللفظي وداخل حزبك تعتبر شخصاً متفق عليه، فلماذا الغياب عن ساحات الفعل الإيجابي حتى أصبح د. “أحمد بلال” وحده من يتحدث بلسان السلطة، وكأن شمس الإنقاذ أخذت في الغروب ونجمها بات أقرب للأفول.
{ فيك الأمل والرجاء وخروجك من حالة الصمت الطويل يضع نقاطاً عديدة في حروف بات صعباً التمييز فيها بين الياء والتاء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية