مسألة مستعجلة

المخالفات الصحية لا تتجزأ!!

لفت نظري أمس بعض موظفي الصحة بمحلية الخرطوم وهم ينفذون حملات صحية وسط الخرطوم ويقومون بإغلاق بعض المطاعم والكافتيريات والبقالات والمحال بسبب مخالفات صحية، جيد أن تتابع المحلية مثل هذه الإجراءات الروتينية، والتي دائماً ما ينشطون فيها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، ولسوء الأسف أن الهدف الأساسي هو الغرامات والمصادرات، تألمت لمنظر المصادرة لمعدات أحد الضحايا في منطقة شرق شارع المك نمر، وفي بالي مشهد متكرر يومياً يعكس التدهور الصحي بعينه، ولكن لا أحد يقوى على معالجته أو تسجيل المخالفات له، مشهد يتنافى في بادئ الأمر للآداب والأخلاق قبل أن يتجاوز الصحة العامة والسلامة ، هذا المنظر المتكرر يومياً ليس ببعيد، فهو بحسابات الجغرافيا في وسط الخرطوم، وتحديداً شرق نفق السوق المركزي، تخيلوا مشهد رجال يتبولون بالقرب من المركبات والحافلات التي تصطف لنقل المواطنين من وإلى الخرطوم بحري، مترين أو ثلاثة أمتار تفصل موقع الحافلات وأولئك الذين يقومون بالتبول والروائح التي تكتم الأنفاس تتسرب إلى داخل الحافلات التي يمتطيها الراكب، ولا حياة لمن تنادي، سنوات مرت على هذا المشهد القبيح والمقزز ولم تكلف إدارة الصحة بمحلية الخرطوم ، التي تبحث عن المخالفات لتجد المخالفة الأعظم ومطعم حدادي مدادي لا تفصله ثلاثة أمتار عن هذا التدهور البيئي المريع ، والمشهد اللا أخلاقي يرتاده المواطنون، والسبب ، ربما أن هذه الكافتيريا قامت باستخراج كل الأوراق المطلوبة ودفعت كل الرسوم المفروضة.
كتبت في هذه المساحة أكثر من مرة للفت انتباه المحلية ولا حياة لمن تنادي، والموقف المؤقت يزداد كل يوم سوءاً على سوء، تخيلوا المشهد والنساء والطالبات وهن يمررن من خلال هذه المنطقة، قد يكون القائمون على أمر الكافتيريا متضررين لحد كبير، ولكنهم ليس بيدهم شيء والمحلية تغض الطرف عن هذه المخالفات البائنة لتبحث عن مخالفات مستترة، وفي هذا أقول إن المخالفات ينبغي ألا تتجزأ فكيف لإدارة الصحة أن تترك مثل هذا التجاوز الكبير ولسنوات للبحث عن مخالفات ربما لا يكون حجم ضررها مقلقاً أو مخالفا كما هو الحال في موقف نفق السوق المركزي، أرجو أن يذهب هؤلاء المعنيون بالصحة وإصحاح البيئة إلى هذا الموقع سوف يجدون العجب العجاب، فلن يكون قرارهم الأول وقتها الجلد والسجن لكل من يجدونه يتبول دون أن يعر المارة أي اهتمام حينها سينتهي هذا التجاوز الأكبر.. والله المستعان

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية