أخبار

الأزمة المقيمة !!

{ الاعتراف بالهزيمة هو المدخل للانتصار، والإقرار بالأزمة يفضي لحلها.. والجهر بأسباب ودواعي الأزمة الاقتصادية المستفحلة عاماً بعد عام هو ما دفع وزارة المالية لتنظيم الملتقى الاقتصادي يومي (الاثنين والثلاثاء) والوزارة مقبلة على تقديم مشروع الموازنة العامة للدولة في غضون أسبوع لمجلس الوزراء ثم الاتجاه بها غرباً نحو البرلمان لإصباغ المشروعية الدستورية عليها لتصبح قانوناً في ظل واقع سياسي شديد التعقيد وأزمة اقتصادية أسبابها الجوهرية الوضع السياسي المأزوم داخلياً وأبواب التعاون المسدودة خارجياً وضعف الموارد وشحها وظلال الحرب السالبة على الاقتصاد ونضوب إيرادات النفط إلى حد العجز الكبير في الفجوة الداخلية لاحتياجات البلاد من المواد البترولية لدولة تباهى وزير بترولها قبل سنوات بأنها باتت قريبة من حجز مقعد لها في منظمة (الأوبك) ، لكن الكرسي الوثير ابتعد عن السودان ربما لسنوات أو إلى الأبد.
{ وزير المالية “علي محمود” يواجه هذا العام اختباراً حقيقياً باعتبار أن الموازنة التي سيقدمها لمجلس الوزراء والبرلمان هي أول امتحان نظري وعملي لأفكاره ورؤيته الاقتصادية كوزير جلس على كرسي يعتبره بعض القيادات يفترض أن يخصص حصرياً عليهم فقط..بعد أن (طردوا) “عبد الرحيم حمدي”، وأبعدوا السلطان “بادي أبو شلوخ” “عبد الوهاب عثمان”، وأزاحوا “عوض الجاز”، والآن يتربصون في الليل والنهار (بالخليفة التعايشي) حتى تسرح الوزارة في أحضان تهفو إليها كفطيم لأحضان أمه الحبلى.. ولا يزال “محمود” يقاوم ولكن حتماً لن ينتصر ولو طال الزمن.
{ الموازنة الجديدة والأوضاع الاقتصادية التي ستواجه السودان في العام القادم حتماً أصعب من العام الذي انقضى، والسودانيون مقبلون على سنوات عجاف بسبب الحرب التي تحيط بالبلاد من جنباته، وبوادر فشل اتفاق التعاون مع دولة الجنوب، وانسداد أنابيب النفط،  بعد انسداد قنوات السياسة رغم محاولات هنا وهناك لإحياء اتفاقية التعاون التي (ماتت) حينما فشلت جهود تسوية النزاع في المنطقتين، وكميات النفط التي اكتشفت في بعض الحقول لن تغطي احتياجات الداخل وصادر الثروة الحيوانية ضعيف والزراعة رغم غزارة الأمطار ونجاح القطاع المطري فإن السودان يفقد (سوقه) الإقليمية لأسباب ترتبط بالسياسة.
{ الموازنة الجديدة لن تتضمن بطبيعة الحال موارد جديدة وأي حساب لعائدات النفط من بترول الجنوب يعتبر حساباً خاسراً، ورهان السودان على هبات الأصدقاء وقروض الصناديق ومنح الدول العربية هو رهان في غير موضعه، فالعلاقات الخارجية الآن لا تؤهل للحصول على قروض أو منح أو هبات، فقد وقفت الدول العربية الشقيقة باستثناء دولة قطر (متفرجين) وشامتين على السودان.. فكيف ستواجه المالية الواقع الراهن؟
{ سياسة (الصراحة) والوضوح وكشف الحقائق للشعب تمثل الطريق المفضي لمواجهة عام صعب جداً ينتظر الشعب السوداني؟ وقد تبدت بوادر هجرة واسعة من البلاد للدول العربية خلال هذا العام، وما أدل على ذلك إلا تقرير وزارة العمل الذي أوضح أن إجمالي السودانيين الذين هاجروا للسعودية وحدها (155) ألف، وإلى الإمارات (6) آلاف، وإلى قطر أربعة آلاف، والكويت (2) ألف، وعمان سبعمائة، وليبيا يصعب إحصاء المهاجرين في عام واحد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية