مسألة مستعجلة

مطلوب حتى لا نفقد الثقة في البنوك

أول أمس وبحسب الوعد والالتزام الذي قطعه محافظ بنك السودان، بتوفير (الكاش) في الصرافات، بعد طباعة كميات كبيرة من العملة بالخارج، هرول الآلاف من العملاء صوب هذه الصرافات وبينهم من لم يصرف مرتب شهرين، ولكن لسوء الأسف اصطدم الكثير منهم، بعدم عمل الصرافات، وقد كان المبرر وجود مشاكل فنية وهي أعطال في الصرافات.
كان حرياً بالبنك المركزي تنبيه البنوك بالاستعداد ومراجعة الصرافات قبل هذا الإعلان حتى لا يصطدم العملاء بواقع مرير، فليس من المنطق أن يكون السواد الأعظم من الصرافات متعطلاً، حساسية البنوك تقتضي أن تكون هناك مصداقية وشفافية يتجاوز بها أي مطب، ندرة السيولة خلق حالة من عدم الثقة، وضخ هذه المبالغ وتوفيرها هي واحدة من المعالجات لإعادة الثقة،ولكن أن يكون الواقع عكس ما تم الإعلان عنه بتوفر الكاش، فإن ذلك يعيد البنوك إلى المربع الأول، ونحن نعرف جيداً أن البنوك بحاجة لمعالجة آثار ندرة السيولة والتي كان لها الأثر السالب في تعزيز ثقة المتعاملين مع البنوك.
حسناً، كان الإجراء في اليوم التالي وهو يوم أمس بصدور قرارات صارمة بمحاسبة أي بنك لا تعمل أي من صرافاته لأكثر من 24 ساعة ، وهذا بالتأكيد قرار يصب في اتجاه تعزيز الثقة، ليس بنك السودان وحده المسؤول وإنما المسؤولية الأكبر تقع على عاتق البنوك، والبنك المركزي تنحصر مسؤوليته في الرقابة والمتابعة وحسم التجاوزات والإخفاقات، أتمنى أن تكون الأيام القادمة سبيلاً لتجاوز كل إشكالات السيولة حسبما وعد رئيس مجلس الوزراء القومي .. والله المستعان.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية