أخبار

السفارة الأمريكية: وضع السودان في قائمة الإرهاب وضع قيوداً على نمو الاقتصاد

"أسامة داوود": فقدنا فرصة التمويل.. ورجال أعمال يناشدون واشنطن

الخرطوم – وكالات
رسم رجل الأعمال “سمير أحمد قاسم” صورة زاهية عن السودان عندما رفعت واشنطن قبل عام عقوبات اقتصادية فرضتها لمدة عقدين من الزمن على الخرطوم، لكن التدهور الذي حدث منذ ذلك الوقت جعله يتخلص من عشرات العمال في مصنعه. ويقول “قاسم” من داخل مؤسسته التي تصنع المواد الغذائية والعصائر: (الآن مصنعنا يعمل لثماني ساعات فقط مقارنة بأربع وعشرين ساعة في السابق). وبرزت توقعات بأن يتجاوز الاقتصاد السوداني أزمته عقب إلغاء العقوبات الأمريكية. لكن رجال أعمال سودانيين يؤكدون أن بقاء السودان في “قائمة الدول الراعية للإرهاب” حطم هذه الآمال. ويقول “سمير”: (أجبرنا ارتفاع تكاليف الإنتاج على تسريح العديد من عمالنا). ويوضح مسؤولون، أنه على الرغم من زوال العوائق القانونية أمام الاستثمار في السودان، إلا أن المصارف الدولية والمؤسسات المالية العالمية والمستثمرين لا يزالون يخشون القيام بتعاملات تجارية مع بلد تدرجه واشنطن على قائمتها السوداء.
ويقول “أسامة داوود عبد اللطيف”، رئيس مجموعة شركات “دال”: (فقدنا فرص تمويل تبحث عن مشروعات جيدة).
ويضيف “عبد اللطيف” ذو السبعة والستين عاماً الذي يدير استثمارات تتجاوز (1,5) مليار دولار في مجالات مختلفة من الزراعة إلى العقارات: (المشكلة في القيود)، ويؤكد أن بقاء اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب حرمه من موارد دولية كانت ستساعد الاقتصاد على التعافي من التدهور.
ويتابع “أسامة” لوكالة (فرانس برس) خلال وجوده في ملعبه للغولف في ضاحية الخرطوم: (من مصلحة واشنطن والخرطوم الخروج من هذا النفق، لكن من سوء الحظ أن الولايات المتحدة تغير أهدافها كل مرة، ما يصعب الوصول إلى حل نهائي).
ويقول “أحمد أمين” رئيس مجموعة شركات (سي تي سي)، وهي واحدة من كبريات الشركات بالبلاد: (العجز التجاري 60% وأثر ذلك مباشرة في تراجع قيمة الجنيه السوداني). ويشير إلى أن رفع اسم السودان من قائمة واشنطن سيكون رسالة إلى المستثمرين ما وراء البحار مفادها (الآن يمكنكم دعم السودان).
بيد أن “أسامة عبد اللطيف” يشير إلى أن اقتصاد السودان لم يتأثر فقط بما فعلته واشنطن، بل بما فعله السودان نفسه الذي (ضيع فرصاً) لزيادة نموه عندما كان يستمتع بحوافز عائدات النفط، ويضيف: (أعتقد أنه كان علينا أن نعمل أكثر في قطاع الزراعة باستخدام الدخل الذي استمتعنا به من النفط).
ويقول القائم بالأعمال الأمريكي رئيس بعثة واشنطن الدبلوماسية لدى الخرطوم “ستيفن كوستيس” لوكالة (فرانس برس) إن الطريق ما زال شاقاً أمام السودان، ويؤكد أن وضع السودان في القائمة السوداء وضع قيوداً على نمو الاقتصاد، لكنه شدد على أن السودان (كانت له خيارات اقتصادية سيئة لأعوام).
ويتابع “كوستيس” من داخل مقر بعثته: (من جانب الولايات المتحدة، أكبر وأهم شيء يمكن القيام به هو الوصول إلى مكان يسمح لها بإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب)، مضيفاً إن (جزءاً من أجندتي خلال فترة وجودي هنا هو مساعدة السودان لتحقيق الشروط التي تتيح له ذلك).
ويشدد “عبد اللطيف” على وجوب أن يقوم السودان بعدد من الإصلاحات في اقتصاده مثل توحيد سعر صرف العملة بين القيمة الرسمية وفي السوق السوداء. ويقول رجل الأعمال المخضرم: (الكلمات الطيبة وحدها لن تساعد الناس. علينا إيجاد سبيل لمساعدتهم.. آخر ما نريده هو وجود أناس جوعى).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية