“صديق أحمد حمدون”.. الشيخ الذي رأى وفاته في المنام قبل رحيله بأسبوع
الخرطوم_ المجهر
ولد الشيخ “صديق أحمد حمدون” في قرية الهبيكة عكود بالقرب من رفاعة، من أسرة متدينة بعثت به أسرته إلى خلوة (ود أبو صالح) فحفظ القرآن وعمره لم يتجاوز الخامسة على يد الفكي “أحمد المقبول” الذي وصفه (بالفطن الذكي).
رعى الشيخ “صديق حمدون” الأغنام في باكر صباه وبعد حفظه للقرآن التحق بمعهد مدني الديني الثانوي، بعدها تنقل كالنحلة لتعليم القرآن الكريم في المدارس الابتدائية حتى وصل به المقام أستاذاً للقرآن الكريم (في جامعة أم درمان الإسلامية) وبعثته البلاد ممثلاً وسفيراً لها في كثير من بقاع الأرض (إندونيسيا وتونس ونيجيريا ومصر وماليزيا) وكان أنيقاً يحب أن يكون ثوبه حسن، وكان يحب القراءة وامتلك مكتبة ضخمة حفلت بالمراجع في علم التفسير وعلوم القرآن وسيرة “المصطفى” صلى الله عليه وسلم، وكان رحمه الله يحب النكتة اللطيفة خفيفة الظل، وكانت له صداقة خاصة مع البروفيسور “عبد الله الطيب”.
من أكبر إنجازاته مشاركة البروفيسور “عبد الله الطيب” في البرنامج الإذاعي المشهور (دراسات في القرآن الكريم) والذي تواصل لأحد عشر عاماً وكان البرنامج المفضل لكثير من المستمعين داخل وخارج السودان.
قبل وفاته رأى الشيخ “صديق” رؤية مضمونها: أنه قد قرأ سورة النصر في منامه فعند استيقاظه نادى ابنته طالباً منها أن تحضر له كتاب (تفسير الأحلام) “لابن سيرين” الذي فسر له الرؤية بأن من يقرأ سورة النصر في منامه يتوفاه الله بعد سبعة أيام، وأن هذه السورة نزلت تنعي الرسول عليه الصلاة والسلام، بعد أن أدى الرسالة، تصديقاً بهذه الرؤية ودع الشيخ أهله، وعالج أمر معاشه بالجامعة الإسلامية، وأخبر أصدقاءه ومنهم د.”أحمد علي الإمام وحسن أحمد حامد” ودعاهم لحضور تشييعه والدعاء له، وما إن أهل اليوم السابع بعد الرؤية 24 أكتوبر1985 إلا وشعر الشيخ بوخز في القلب، فصلى ركعتين، وأوصى أبناءه وتمدد في سرير مستقبلاً القبلة وأسلم روحه لله سبحانه وتعالى.. له الرحمة بقدر ما قدم لدينه وللمسلمين.