ربع مقال

الأخلاق في القرآن والسنة

د.خالد حسن لقمان

يقول تعالى: (…إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ …)، فاطر (10)، وفي حديث نبوي شريف، أخرجه الإمام “البخاري” ورواه “أبو هريرة” (قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من تصدق بعدل ثمرة من كسب طيب ولا يصعد إلى اللّه تعالى إلاّ الطيب، فإن اللّه عز وجل يقلبها بيمينه فيربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه “فصيله” حتى تكون مثل “جبل” أحد)، وقال تعالى وهو يخاطب نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)، القلم (4).
وقد وصفت أم المؤمنين السيدة “عائشة” رضي اللّه عنها وأرضاها، هذا الخلق العظيم للنبي عليه الصلاة والسلام، فقالت: كان خلقه القرآن (رواه البخاري).
وقد روى “أبو داود” في السنن: (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً)، كما روى “الترمذي” في الجامع الصحيح: قال رسول اللّه عليه السلام: (أتقِ اللّه حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن)، وفي حديث رواه “الترمذي” أيضاً: قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم: خصلتان لا تجتمعان في مؤمن: الإيمان وسوء الخلق.
كما روى “البخاري” عن النبي صلى الله عليه وسلم: خيركم إسلاماً، أحسنكم أخلاقاً، إذا فقهوا، ولكن ما هو مفهوم الأخلاق في القرآن؟.. هو أدب شامل يعم كل تصرفات الإنسان، وكل أحاسيسه ومشاعره وتفكيره، ولا يوجد في الإسلام عمل واحد يخرج عن دائرة الأخلاق، فالصلاة لها أخلاق هي الخشوع، والكلام له أخلاق هي الإعراض عن اللغو، ومعاملة الناس ومعاشرتهم بالأخلاق الحسنة وكذلك الوفاء بالأمانة ورعاية العهد، والتقتير والإسراف والغضب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية