محمد إلياس محجوب.. الرئيس المنتظر للمريخ والثائر في الاتحادي الأصل
الأستاذ “محمد إلياس محجوب” قطب المريخ الأم درماني والقيادي بالاتحادي الأصل يطلق عليه الكثيرون لقب (المصلح القابع في الظل) فقد رأى “ود إلياس” منذ فترة ليست بالقصيرة ـ وفقاً لخياره التلقائي وقناعته الشخصية ــ الابتعاد عن فضاءات السياسة وعالم الرياضة في خطوة مدروسة من جانبه ارتكزت على الإحباط الشديد والتأمل الشفيف.
والعلاقة بين السياسة والرياضة تشكل نموذجاً لا مثيل له من التداخلات السحرية والتشكيلات المتطابقة، وقد يجد المرء أن كليهما يرتبط بحبل ممدود وخيوط متماسكة، فالشاهد أن “محمد إلياس” يجمع بين المنزلتين في إطار طموحات الإنسان القائد الذي يتصدى لمسئوليات التكاليف العامة من خلال رحلة الحياة المتشابكة الأهداف والغايات.
السؤال المركزي: هل يراجع “محمد إلياس” قراره بخصوص إيقاف نشاطه السياسي في حزبه الاتحادي الأصل وترك أحوال المريخ والاكتفاء بالمراقبة من بعيد؟
الإجابة .. دلالات الأوضاع المزرية في المريخ والاتحادي الأصل تشكل حالة استنهاض في دواخل “ود إلياس” للتفكير في أبعاد خطوته من منطلق فرضيات الشهامة والولاء الوجداني والرؤية العميقة، وفي الذهن أن هنالك قطاعات عريضة على الصعيدين السياسي والرياضي تقول بحسم لا يقبل القسمة لابد أن يعود “محمد إلياس” إلى المريخ والاتحادي الأصل تسنده أناقته ونجاحاته وثوريته وتاريخه المبجل، وهؤلاء يتطلعون إلى “ود إلياس” في سبيل ترميم شروخ وجراحات المريخ الحالية وجبر الخواطر لجماهيره العريضة، وبالقدر نفسه تريد الفئة الحزبية أن يعمل “ود إلياس” على إزالة الانكسار في الاتحادي الأصل والمشاركة في بناء التوجهات الصحيحة لمنطقة أم درمان في الحزب.
لقد ارتسمت لوحة مدهشة في خضم قرار الأستاذ “جمال الوالي” بالتنازل عن رئاسة نادي المريخ بعد نهاية الموسم الكروي الحالي، حيث وجدت الخطوة التأييد والمباركة من المعارضة المريخية التي يقودها الأستاذ “نادر إبراهيم مالك” والمحامي “خالد سيد أحمد” والأستاذ “خالد ليمونة” والأستاذ “عمر حجوج”.
وازدادت الإيقاعات المذهلة من خلال التفكير في المطالبة بقيادة “ود إلياس” في المرحلة الحالية من معظم مكونات المريخ، وفي الصورة المقطعية صار “محمد إلياس محجوب” الآن رهان المريخ والأمل المرتجى لقواعده الوفية وهو داخل صومعته!
وها هي مجموعة مقدرة من مجلس إدارة المريخ الحالي تفكر في الذهاب للأستاذ “محمد إلياس” ليكون الرئيس المنتظر للمريخ، بعد أن ضاق الماعون بالمرشحين لخلافة “جمال الوالي” وهم “الفاتح عز الدين” و”عثمان الدقير”.
في سجل “ود إلياس” أنه أحرز كأس الدوري الممتاز للمريخ ثلاث مرات من عام 2000 إلى 2002 خلال فترة رئاسته للنادي، فضلاً عن سيكافا، في حين خسر “جمال الوالي” البطولة (8) مرات، وأحرز الكأس مرتين، وقد اشتهر “محمد إلياس” بأنه إداري عميق يقتحم المشاكل والصعاب وله قدرة على تطوير الأفكار والتصورات” بينما ظل “جمال الوالي” يدير المريخ بالمال الوفير وإدارة الرجل الواحد.
إذا حاولنا إضاءة المصابيح عن مساهمة “ود إلياس” في الاتحادي الأصل نجد أن الرجل كان يتولى رئاسة اللجنة المركزية لمنطقة أم درمان بالحزب، غير أنه تقدم باستقالته احتجاجاً على السياسة الحزبية في نطاق المشاركة وإدارة العمل على صعيد التنظيم والمؤسسة والتوجه.
وقد مارس “محمد إلياس” العمل السري لإسقاط الإنقاذ في الأيام العصيبة، وكانت جريدة (الاتحادي) تطبع في منزله، فضلاً عن تنظيم الاجتماعات المناهضة للنظام، بينما كان ابنه “إلياس” يمارس نشاطاً معارضاً للحكومة في الجامعات يومذاك.
الأستاذ “محمد إلياس محجوب” ينتمي إلى أسرة الكوارتة العريقة التي تدين بالولاء للسادة المراغنة والطريقة الختمية، لكن ذلك لم يعصمه من أن يكون ثائراً ورافضاً لمنهج مولانا “محمد عثمان الميرغني” في إدارة الاتحادي الأصل، فهو صاحب وجدان شفاف وعزيمة صادقة لا تسمح له بأن يطبق النفاق والتدليس، وبذات القدر لم يدلق “محمد إلياس” أي هجوم جارح أو لغة غليظة حيال مولانا.
وفي الإطار رفض “محمد إلياس” عرضاً لحزبه بأن يصبح وزيراً للشباب والرياضة خلال التشكيل الوزاري الأخير، وكانت حجته أنه لا يمكن أن يتولى حقيبة سياسية في ظل القبضة القوية للمؤتمر الوطني على السلطة التنفيذية.
شارك “محمد إلياس” في مؤتمر مرجعيات الحزب عام 2004 بالقناطر الخيرية بمصر وأدرج اسمه ضمن عضوية المكتب السياسي، غير أن العناصر المقربة لمولانا وعلى رأسها أحد أبناء الكوارتة لعبت دوراً بارزاً في إقصائه من المكتب السياسي، بحجة أن “ود إلياس” شخصية شرسة ومقاتلة وواضحة لا تعرف المجاملة وأنصاف الحلول!!
المحصلة.. إنه مشهد سريالي في إطار مذاق فريد ربما يجبر “محمد إلياس” على بلوغ الاستجابة المتأنية للعودة للنشاط السياسي والرياضي من خلال التوقيت المحدد.