“محمد علي الجزولي” المنسق العام لتيار الأمة الواحدة يتحدث لـ(المجهر) 2- 2
نعمل في تحالف 2020م لحشد الشعب للتعبير الجهير عنه في صناديق الاقتراع
عبر تنسيقية الحوار الوطني (فرملنا) استغلال المؤتمر الوطني لأغلبيته الميكانيكية في البرلمان
خطب (الجمعة) هى إحدى الأدوات لنشر فكر تيار الأمة الواحدة والانتشار الأكبر لنا على مواقع التواصل الاجتماعي
“محمد علي الجزولي” المنسق العام لتيار الأمة الواحدة التقته (المجهر) في حوار مختلف تناول عدداً من المحاور السياسية والدينية الراهنة منها، وتلك المتعلقة بحالة الانفلات الديني بين الشباب وانتشار ظواهر الإلحاد في السنوات الأخيرة من عمر الإنقاذ
“الجزولي” تحدث بصراحة عن مخرجات الحوار وتأثيرات (السوشال ميديا)، وعن الانتخابات المقبلة، علاوة على موضوعات أخرى
حوار ـ سيف جامع
– بداية دكتور ، دخلتم في تحالف 2020م هل واثقون من اكتساح الانتخابات..؟
تحالف 2020م، كونته المجموعات المحاورة والتحالف عمل سياسي لأن الأحزاب وظيفتها أن تقوم بالعمل السياسي ،والعمل الرئيسي في الانتخابات المنافسة السياسية ،لا يمكن أن يثق الناس في قيام انتخابات حرة ونزيهة إلا إذا بسطت الحريات ، بطريقة تمكن الأحزاب من الوصول إلى جماهيرها ومخاطبتها والقيام بالتعبئة السياسية لمواقفها ، لذلك التحالف يعمل فيما يلي الحوار الوطني بطريقة الضغط على المؤتمر الوطني لتنفيذ المخرجات ذات الصلة بالحريات السياسية، وإذا أوفى المؤتمر الوطني بعهوده في إطار عملية تحقيق مخرجات الحوار وأتاح الحرية للأحزاب وأقام انتخابات شفافة حينئذ يمكننا أن نقول: لم يبق للمؤتمر الوطني من وجيع ، ولا يستطيع أكثر أعضاء وقيادات المؤتمر الوطني تعصباً أن يقنع عشرة من أهل بيته بمبررات البقاء لـ(2020م)، دعك من تولي السلطة ، بعدها هنالك سخط عام ورفض مكتوم ، يعمل التحالف لحشد الشعب للتعبير الجهير عنه في صناديق الاقتراع .
– المؤتمر الوطني بدأ يشير إليكم في بعض من تصريحات قياداته بأنكم ممولون من الخارج لإسقاطه، ونافع ذكر ذلك .؟
لا أعتقد أن نافع بقوله إن قوى سياسية تنتوي الاجتماع وممولة من الخارج لإسقاطهم يقصد تحالف 2020م والأجهزة الأمنية تعلم أن التحالف لا صلة له بأي جهات خارجية وأنه وطني خالص ولا نتلقى تمويلاً من أحد .
ما هو برنامجكم الانتخابي .؟
تحالف 2020م لديه أربعة مطالب مهمة جداً، المطلب الأول أن يفي المؤتمر الوطني بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني لاسيما المتصلة بالحريات السياسية والإعلامية، ثانيا أن يقر قانون انتخابات مستنبط من توصيات الحوار الوطني وليس قانون انتخابات لا صله له بالحوار الوطني، مثل الذي دفع به المؤتمر الوطني للمجلس الوطني وفيه مخالفات واضحة لتوصيات الحوار الوطني ولا يقحم الوطني عملية تعديل الدستور لأن الدستور قبل الحوار كتبه الوطني أما بعد الحوار أصبح الدستور ملكاً للجميع لا يمكن تعديله إلا بالتوافق الوطني فلم يعد تعديل الدستور شأناً حزبياً وإنما هو شأن وطني وقومي لا يمكن للوطني بالأغلبية الميكانيكية الموجودة في البرلمان أن يعدل الدستور لأن برلمان ما بعد الحوار تحكمه لوائح أخرى ليس للمؤتمر الوطني استغلال أغلبيته بالبرلمان لتمرير التشريعات والقوانين التي يريد، فلابد من الحصول عبر اللجنة التنسيقية العليا، هذا الأمر الجديد الذي لم يكن من قبل موجوداً بأن تكون التشريعات عبر التوافق السياسي وحددت نسبة لهذا التوافق 90% بذلك فرملنا وأبطلنا استغلال المؤتمر الوطني للأغلبية الميكانيكية في البرلمان، ثالثاً بعد بسط الحريات وعدم تعديل الدستور هنالك مخرجات ذات صلة بإقامة السلام العاجل والعادل وليس السلام الذي يقوم على قواعد عرجاء وعين عوراء ومثل ما يفعله الوطني بمحاولة إغراء المحاربين له بمنصب هنا أو هناك وتميز هنا وهناك وإن التمييز يصنع غبائن في نفوس آخرين يمكن أن يلحقوا بالعمل المسلح ضد النظام لأن دائماً المعالجات العرجاء تنتج نتائج كارثية على نحو ما فعل المؤتمر الوطني في اتفاقيات سابقة، فالمطلوب أولاً بسط الحريات السياسية والإعلامية وعدم تعديل الدستور وإقامة انتخابات حرة ونزيهة وتحقيق سلام عادل وشامل على أسس شرعية مرضية في إطار حوار قومي وليس في إطار محاصصة ، نريد السلام القادم أن تشارك فيه كل مؤسسات المجتمع المدني حتى يحل ويعالج كل القضايا ولا يغفل أخرى.
– أهدافكم في تيار الأمة الواحدة..؟
تيار الأمة الواحدة يدعو إلى مسألتين الأولى وحدة الأمة ومعالجة حالة التشظي التي تعاني منها الأمة ، وحدة على قاعدة الاجتماع السياسي وليس الفكري ، لأن المسلمين لديهم مدارس فقهية كثيرة وكذلك المدارس الفكرية والتعدد هذا لا يمكن القضاء عليه بمعنى أن الأمة لديها تحديات حضارية ومشاكل في المنطقة وتلقى استهدافاً إقليمياً ودولياً ولا يمكن أن تواجه ذلك في ظل التشظي، فالتشظي يخدم عدوها أكثر لذلك التيار يدعو إلى وحدة الأمة ونشر ثقافة الاعتذار بين جماعات العالم الإسلامي، وأن هذه الجهود الموجودة الآن في الواقع هي جهود تتكامل لا تتدابر، وهي ليست جهود قسيمة لبعضها البعض وإنما هي أوجه أخرى من الخير كما نقول هي اجتهادات وطرائق للجنة، والأمر الثاني لا يمكن للأمة أن تمتلك الإرادة التي تجعلها تعتصم وتتحد وتعبر عن هويتها الثقافية والفكرية بكل وضوح وكذلك تختار سلطانها بحرية ما لم تتحرر من الاستبداد السياسي، فأزمة الأمة التي ينهض تيار الأمة الواحدة لمعالجتها التفرق والاستبداد الذي يصنعه ويوظفه ويزيد من اتساعه للأمة أن تحرر إرادتها الثقافية ما لم تتحرر سياسياً ، الآن الأمة تعاني من استبداد سياسي من أنظمة جبرية لم تنتخبها الأمة ولم تمتلك الأمة آليات شرعية دستورية لإسقاطها ومحاسبتها على أخطائها ، فتيار الأمة الواحدة يرى تاء التفريق التي أعملت سيفها في النخبة فمزقتهم إلى شتات وتفرق كبير وتاء التفقير ، الإفقار المنظم الذي جعل الأفراد من الأمة والشعوب ملهيين ويلهثون وراء المأكل والمشرب والعلاج وغير ذلك ، الإلهاء من أدوات السلطان الجبري الطاغي الذي يريد أن يشغل الأمة ويفرقها فهو لا يكاد يبقى إن كانت الأمة متحدة نحو إرادة سياسية حرة تتفق عليها الأمة فهي تتفق على إسقاطه وإزالته فهو يعمل على تفريق هذه الإرادة ، ويعمل على الإلهاء المنظم للأمة للانشغال عن الشأن العام ، نحن في تيار الأمة ندعو إلى الاعتصام ووحدة الصف والشورى وبسطها وإزالة الاستبداد، لا يمكن للأمة أن تتخذ قراراً حراً في إطار اجتماعها واعتصامها ما لم تحرر عواصمها من الاستبداد الجاثم فوق صدرها ، لذلك نحن نعمل على إقامة دولة مؤسسات وجعل شركاء الوطن سواسية أمام الوظيفة العامة والحراك الاقتصادي وحرية التعبير والرأي وغيرها من الحقوق التي أقرها الإسلام ، وأقرتها الشرائع الوضعية والقوانين الدولية.
– في ظل التضييق على التيارات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي هل ترى أن لديكم مساحة لاستمرار تيار الأمة ..؟
الحرية ليست هبة أو عطية سياسية هي واجب وحق من الحقوق فإما أن تنتزعها الشعوب من حكامها أو تنتزع الشعوب حكامها ، فهي ليست عطية يمدح عليها السلطان ، فالسلطان من واجباته رعاية شئون الأمة، يرعى شئونها صحة عند المرض وإطعاماً عند الجوع وأمنا عند الخوف ، ويرعى شئونها حفظاً عند الاستهداف ، وإذا عجز عن القيام بهذه الواجبات فليرحل ليس له أن يتولى منصباً لا يستطيع القيام بواجباته ، لذلك نحن ندعو إلى حراك إقليمي عربي إسلامي، تحالف كبير من كل الأحزاب والحركات الراشدة ، هذا الاجتماع مهم جداً ويجب أن ترتفع درجة الوعي بالحقوق وأنها واجبات وليست استجداءً، فالشعوب لا تستجدي الحكومات لكي تعطيها حريتها ، الأنظمة خادمة للشعوب وليست مخدمة للشعوب ومستعبدة لها ، لذلك يجب أن تكون هذه المفاهيم واضحة ، وإنما ننظر من زاوية أن هنالك استبداداً في المنطقة، ونحن ما نجده من حرية هذا يجب أن نشكر عليه السلطان، هذا في حد ذاته جزء من تكريس الاستبداد وواقع الطغيان.
– هل في تيار الأمة الواحدة لديكم أعضاء في كل أنحاء السودان ؟
الأفكار تتجاوز حتى حدود الجغرافيا والمشروع الفكري والسياسي لديه أنصار حتى على مستوى العالم وليس على مستوى السودان، ولدينا متابعون كثر الحمد لله والزيارات للولايات كانت ناجحة مثل زيارتنا إلى ولاية نهر النيل، وأيضاً نحن بصدد إطلاق زيارات لعشر ولايات أخرى في غضون ثلاثة شهور، هو كله برنامج لبناء قواعد بالولايات لتحويل هؤلاء الأنصار والمتعاطفين إلى قوى عاملة ، لأنه يمكن أن يكون هنالك متعاطفون مع فكرك السياسي الذي تطرحه لكن لم يتحولوا إلى التفاعل الحقيقي ، صحيح لدينا مكاتب بالولايات لكن نريد دائرة الأنصار الكبيرة إلى دائرة أكبر.
– ما هي آلياتكم في نشر فكرة التيار .؟
جميع آليات العمل التبصيري السياسي السلمي إن كان باستخدام التقنية والندوات والمحاضرات والمنتديات والمناظرات والحوار والاندياح الفكري والتلاقح مع الأفكار الأخرى بما يمكن من توضيح مفاهيمك ونقد الرؤى المتباينة للصواب والعدل.
– هل تعتقد أن خطب “الجمعة” كافية لتوصيل فكر التيار ؟
خطب “الجمعة” هي إحدى الأدوات والانتشار الأكبر لنا ليس في المسجد وإنما على مواقع التواصل الاجتماعي من واتساب وفيسبوك وانستغرام وتويتر وغيرها ، هذه المنصات هي المنابر الحقيقية لنشر الأفكار وليست منابر “الجمعة”.
– هل ترى أن طرحكم جاذب للشباب..؟
والله يا أخي الكريم الآن الشباب بين أمرين، بين تجربة إسلامية فاشلة أفسدت النسيج الاجتماعي السوداني ومزقته إلى قبائل وجهويات أفسدت النظام السياسي الإسلامي وحولته إلى أحزاب قابلة للبيع في سوق النخاسة السياسية، وأفسدت العلاقات الخارجية وصارت محل توجس وخوف من القوى الإقليمية وإن ابتسموا في وجهها فهم يخشون غدرها ، وأفسدت الاقتصاد ونهبت المال العام، فهي تجربة سيئة جداً للأسف، طبقت ومورست باسم الإسلام هذا الأمر جعل الخطاب العلماني المتطرف يستطيع أن يستقطب ويرجع الجميع إلى الفكر الإسلامي، بين هاتين التجربتين من فاشلة، ومستثمر في التجربة في نشر العلمانية المتطرفة في المجتمع، في تقديري أن فكر تيار الأمة الواحدة يجد حظاً وافراً من النشر والحوار وأن التيار يفرق تماماً ما بين التدين والدين ، الدين كنصوص مقدسة لم تجد قيماً للعدل والطهر الاقتصادي والشفافية في الحكم ووجوب بسط الشورى كما أقرها الإسلام ، بل أقول لن يقيم الغرب من العدل إلا بقدر ما أقامه الإسلام، يعني إذا كان الغرب أقام عدالة في توزيع السلطة فهي من فرائض الإسلام ، لذلك وصل الغرب إلى هذه الدرجة من الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي هذا هو الدين ، أما التدين هي محاولات المسلمين في تنزيل الدين إلى أرض الواقع ، وهذه المحاولة تصيب وتخطئ في أحيان كثيرة ويخشاها كما يخشى البشر من العنت والضعف والمعصية والتقصير لذلك نسبة التصرفات الشائنة للإسلاميين أن تنسب للإسلام هي مغالطة كبيرة لو أردنا محاكمة العلمانيين بمثلها مثل ما يقوم به النظام العلماني في الجزائر ربما لا يوجد نظام أفسد منه حيث مجموعة من خمسة جنرالات ينهبون ثروات أكبر دولة منتجة للغاز والبترول ، هل يمكن أن نقول إن هذه هي العلمانية، فاسدة ومنحرفة وباطلة، لأن الجزائر فاسدة ، وإذا كانت بالممارسة محاكمة الأفكار وعدم التفريق بين خيانة المنتمين للأفكار، فالمستبدون والطغاة المنتمون لفكر الإنقاذ هم خانوا فكر الحركة الإسلامية التي لا تكرس للاستبداد وإنما تدعو إلى بسط الشورى وطهر اليد وعفة اللسان، لكن هذه الخيانة للمعالم والمفاهيم الجميلة هي التي أوقعت الناس في دولة مستبدة فاشلة فاسدة على ما نحن نعيشه الآن، فإذاً يجب أن نفرق بين تصرفات المنتمين وبين الحركات التي أريد لها أن تنتمي لها سلوكاً وتطبيقاً وعملاً في الواقع.