بكل الوضوح

نعم لهذا أذلنا الله .!!

عامر باشاب

{ لو كنت المسؤول لطبعت القصة القادمة بماء الذهب وعلقتها في كل القصور الرئاسية على امتداد البلاد الإسلامية حتى ينتبه قادتنا وسادتنا وكبراؤنا (عرب وأعاجم) ويتركوا شهوة السُلطة وحُب الدنيا والانقياد للغرب، ومن ثم يعودوا للبحث عن العزة في الحُكم الرشيد وإصلاح الأحوال بالرجوع للدين الحق، وفي الإتباع الحق لما جاءنا به سيد الأولين والآخرين النبي “المصطفى محمد” صلى الله عليه وسلم.
{ والقصة الواقعية تقول في العام الخامس عشر للهجرة أرسلَ قادة الجيش الإسلامي إلى حاكم القدس ليسلمهم مفاتيح القدس فأبى حاكمها البطريارك (صفرونيوس) أن يُسلم المفاتيح لأيّ من القادة المعنيين، “عمرو بن العاص”، أو “شرحبيل بن حسنة”، أو “أبا عُبيدة عامر بن الجراح”، وقال لهم بالحرف: لقد قرأنا في كُتبنا أوصافاً لمن يتسلم مفاتيح مدينة القدس ولا نرى هذه الأوصاف في أي واحد من قادتكم، عندها أرسلوا إلى الخليفة “عمر بن الخطاب” (رضي الله عنه) وطلبوا منه الحضور ليتسلم المفاتيح بنفسه، ما داموا لا يُريدون القتال بل يُريدونَ السلم وتسليم المفاتيح، ولا نـُريدُ أن ندخلَ معهم في قتال حتى تأذن لنا.
{ فركب الفاروق “عمر بن الخطاب” (رضي الله عنه) ومعه غلامه وكانا يتناوبان على الدابة بالركوب ويتركانها ترتاح مرة.
وعندما اقتربا من الوصول على مشارف بلاد الشام وقريباً من القدس قابلتهم مخاضة من الطين استعد الفاروق للخوض
هنا قال له: أمين الأمة “أبو عُبيدة عامر بن الجراح”
أتخوض هذا الطينَ بقدميك يا أمير المؤمنين وتلبس هذه المُرقعة وهؤلاء القوم قياصرة وملوك ويُحبون المظاهر وأنت أمير المؤنين فهلا غيرت ثيابك وغسلت قدميك؟ وهذا مقام عزة وتشريف للمسلمين بتسلم مفاتيح القدس.
{ فجاءه الرد حاسماً من الفاروق قائلاً: لقد كنا أذلاء فأعزنا الله بالإسلام، فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله والله لو قالها أحد ٌ غيرك َ يا “أبا عُبيدة” لعلوت رأسه بهذه الدِّرة. وركب “عمر” وسار الغلام، ثم تناوب معه حتى قال أمراء وقادة الجند، نتمنى أن تكون نوبة أمير المؤمنين “عمر” على الدابة، حينَ يدخل على حاكم القدس، ونخشى أن تكون نوبة الغلام، فحدث ما كانوا يحذرون ويخشون (دخل الغلام راكباً وأمير المؤمنين يمشي على قدميه).

ولما وصلوا إلى هناك نظر (صفرونيوس) إلى “عمر بن الخطاب” وإلى ثوبه المرقع وهو يقودُ الدابة لغلامه فسلمهُ مفاتيح القدس ثم قال له: أنتَ الذي قرأنا أوصافه في كتبنا يدخلُ ماشياً وغلامهُ راكباً وفي ثوبه سبع عشرة رقعة وفي رواية (أربع عشرة رقعة)، وعندما تسلم الفاروق “عمر” مفاتيح القدس خرَّ ساجداً لله وقضى ليلتهُ يبكي وما جفت دموعه، ولما سُئلَ عن سبب بكائه، قال: أبكي لأنني أخشى أن تـُفتحَ عليكم الدنيا فينكر بعضكم بعضاً، وعندها يُنكركم أهل السماء.
{ وضوح أخير :
{ يبدو واضحاً ما كان يحذره ويخشاه الصحابي الجليل الخليفة الراشد الفاروق “عمر بن الخطاب” أن يقع في ذلك الزمان قد حدث في زماننا هذا وكل الشواهد تؤكد بأن الدنيا قد فتـُحَت علينا فاختلفنا وتفرقنا وظلت المصائب تنزل من كل الاتجاهات على بلاد الإسلام عندما أنقاد قادتنا بسياسات الغرب وانشغلت الشعوب بملاهي آخر الزمان وبالفساد والإفساد في كل مناحي الحياة والتنافس على السُلطة والجاه متجاهلين دين العز فتحولنا إلى أذلة بل وصرنا (ملطشة) في أيدي الكفرة الفجرة !!
{ نعم (ابتغينا العزة في غير الإسلام أذلنا الله) .!!

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية