أخبار

شكوى "هارون"!!

{ أصدرت لجنة الشكاوى بمجلس الصحافة قرارها برفض الشكوى التي تقدم بها مولانا “أحمد محمد هارون” والي جنوب كردفان متظلماً من نشر آراء وتعليقات وأخبار عن أداء الوالي وحكومته، والمطالبة بأعفائه من منصبه لأسباب سياسية تقديرية تتفاوت من شخص لآخر.
{ الأخ الأستاذ “صلاح حبيب” أثار في زاويته أمس شجوناً وأتراحاً حينما قال عبارات (موغلة) في الحزن النبيل (ليس بيننا ووالي جنوب كردفان خصومة ولم نستهدف الرجل، بل وقفت معه الصحافة في محنة الجنائية).. ولم يذكر الأستاذ “صلاح حبيب” مواقف الصحافة السودانية والإعلام مع “هارون” والياً ومرشحاً يخوض غمار الانتخابات الأخيرة.
وحينما نشبت الحرب الأخيرة وقف الإعلام الوطني مع جنوب كردفان الولاية و”هارون” القائد السياسي، و(استنفر) المؤتمر الوطني كل قاعدته سنداً لولاية ولسياسي يخوض غمار معركة لاتجاه واحد إما النصر أو السقوط.
{ كان للصحافيين الذين اختار الأخ الوالي “أحمد هارون” مقاضاتهم مواقف شجاعة ونبيلة.. حمل “الهندي” قلمه ونافح عن “هارون”، وصوّب كل ذخيرته نحو خاصرة قطاع الشمال و”عبد العزيز” و”عرمان”.. وكان “الصادق الرزيقي” رئيس التحرير الوحيد الذي طاف مناطق (سلارا) و(الدلنج) و(كيقا) و(كادوقلي) براً بالسيارات.. ووجّه “الطيب مصطفى” رئيس مجلس إدارة (الانتباهة) بنشر إعلانات جنوب كردفان الخاصة بالتعبئة مجاناً في صحيفته، وسّل سيفه لحرب من يقذفون “هارون” بالطماطم الفاسدة.. ولكن الأيام بين الناس دول.. ومتغيرات السياسة والغضب وتخرصات المحيطين بالمسؤولين (يوغرون) صدورهم ويبذلون نصائحهم بمقاسات مصالحهم.
{ لم نتجنَ على مولانا “هارون” ادعاءً زائفاً، ولن نكتب كثيراً مما نعرف، ولن نستغل المحكمة التي قادنا إليها “هارون” لمحاكمته وفتح ملفات مطوية في صدور الرجال.. وحينما قذف التمرد كادوقلي وهرع السكان نزوحاً، وحينها كنت في الأراضي المقدسة، صليت ركعتين على طهارة بمسجده قباء بالمدينة المنورة وطلبت من المصلين الدعوة لنصرة المستضعفين في جنوب كردفان، وأبرقت الوالي برسالة دعوته فيها لتوحيد صفه وقيادة الولاية بما يصد عنها التمرد.. والأمانة تقتضي والحق أبلج، فقد بعث “هارون” برسالة تهنئة بالعيد واعتذر عن زيارتي بمنزلي لانشغاله بالمعركة في كادوقلي.. وبالأمس هاتف “هارون” الأخ “الهندي عز الدين” في سرير المرض مما أضفى على العلاقة دفئاً ينبغي له أن يتمدد ويطوي “هارون” ونطوي معه صفحة ما كان لها أن تسود لولا إصرار الرجل على آرائه ودخوله حلبة الصحافة ككاتب يرد على مخالفيه بنفسه، رغم كثرة المحيطين به ممن يعدّون أنفسهم أوفياء مخلصين.
{ الأوضاع في جنوب كردفان والحرب التي تخوضها قواتنا هناك، تستدعي وقفة دعم ومؤازرة، وجهود الولاية في درء مخاطر النزوح من المدن تستوجب المساندة الإعلامية والسياسية، وأن يقدم الوالي على (مصالحة) قيادات حزبه وأبناء جنوب كردفان، ويدرك أن الإقصاء والإبعاد ومحاولات الإحلال والإبدال ليس أوانها أيام الحرب والمحنة، كما أن قادة الولاية ورموزها ينبغي لهم الإقبال على معركة الصيف القادم بصف موحد حتى نحمي المدن من التساقط، ونكسر شوكة تمرد طغى وتجبّر وسيّطر على أغلب الولاية في غفلة من أهلها!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية