شهادتي لله

السعودية والإمارات .. إلى الأمام

علاقات السودان مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ، تظل علاقات تاريخية وإستراتيجية قوية وراسخة ، كعلاقتنا مع مصر ، أسست لها الشعوب منذ عقود طويلة ، لا يمكنها أن تتأثر باختلاف الحكومات وأخطاء الساسة مهما كان ، ولا أدل على ذلك ما ترون من تبدل كبير في مشهد العلاقات السودانية – المصرية ، ولعلكم تقرأون وتسمعون عن الحفلات المتلاحقة التي نظمتها جهات سياسية ورموز مجتمع لوداع السفير “أسامة شلتوت” سفير جمهورية مصر العربية ، المنتهية فترته بالسودان .
لو أن سعادة السفير غادر قبل عام ، لما تسابق عليه الناس في الوداع كما تسابقوا خلال الأيام الفائتة ، والسبب أن كثيراً من المشتغلين بالعمل السياسي في بلادنا وبلاد أخرى يتأثرون بالطقس العام ، ولا يحاولون تغييره وتلطيفه ، كما كنا نفعل من خلال (المجهر السياسي) ، وعبر هذه الزاوية طيلة السنوات الثلاث الماضية ، وقد كسبنا كأس النهايات ولله الحمد ، وكله كان كفاحاً لصالح السودان ، لا لذواتنا .
واليوم نمضي في ذات المسار الوطني ، لنؤكد أن عمقنا الإسلامي والعربي يمتد بجذوره في بلاد الحرمين ، مهبط القرآن ومنطلق الرسالة المحمدية ، ليعبر منها إلى شط الخليج العربي الخالد حيث إمارات حكيم الأمة الشيخ “زايد بن سلطان آل نهيان” .. تقبله الله في رضوانه .
لا يمكننا أن ننفصل عن هذين البلدين ، لاعتبارات كثيرة ومختلفة ، وفيهما يعيش مئات الآلاف من السودانيين ، خدموا هناك وأخلصوا وأسسوا للنهضة الحضرية والتنموية مع أشقائهم في “أبوظبي” ، “الرياض” ، “مكة” و”المدينة” ، “جدة” ، “دبي” ، “الشارقة” و”عجمان” ، فاستحقوا احترام وتقدير حكومات ومواطني الدولتين .
في مايو من العام(2014).. كنت من أوائل المبادرين لعودة العلاقات مع الإمارات على ما كانت في عهد الرئيس “نميري” والشيخ “زايد” ، فكتبت مقالاً في هذه المساحة بعنوان : (مليون وحدة سكنية .. يا أصيل يا ابن الأصيل) .. دعوت فيه إلى قيادة مبادرة شعبية لإنهاء حالة الفتور التي كانت تعتري العلاقات السودانية – الإماراتية في تلك الفترة ، مستشهداً بالدبلوماسية الشعبية المصرية ممثلة في أغنية أطلقها الفنان الشعبي المصري “شعبان عبدالرحيم” يغني فيها لولي عهد أبوظبي رجل الدولة القوي الشيخ “محمد بن زايد” ( يا أصيل يا ابن الأصيل) بعد أن تبرع ببناء مليون وحدة سكنية لصالح الجيش المصري .
بعد عدة أشهر تحركت المبادرات على طريق الخرطوم – أبوظبي ، وبدأت الخطى تتسارع نحو التقارب ، إلى أن تكللت المساعي بزيارة السيد رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” لدولة الإمارات في فبراير من العام(2015)، ثم توالت زيارات سيادته للإمارات والسعودية بترتيبات ومجهودات خاصة كان يقودها مدير مكتبه الأسبق الفريق “طه عثمان الحسين” .
اليوم .. لابد أن نعمل جميعاً في كل القطاعات السياسية والشعبية على استمرار انطلاقة هذه العلاقات بذات الوتيرة .. والحميمية .. الثقة ، دون انقطاع .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية