أخبار

هل تتذكرونهم!!

في صحبة اتحاد أصحاب العمل وشركة الجنيد في زيارتهم لولايات دارفور.. توقف الركب في طريقهم من نيالا إلى الفاشر عند بلدة وسوق منواشي الواقع منتصف المسافة بين المدينتين.. ولمنطقة منواشي شرق جبل مرة ذكريات في مخيلة كل إنسان طرق أسواقها وطاف في قرى قوز زريقة والملم.. واشتهرت منواشي بالثراء.. والمطاعم الكبيرة ، وجودة صناعة اللحوم على الطريقة الدارفورية المتميزة.. والمصنوعات اليدوية من الخزف والسعف.. ولكن عندما بدأ الوفد الكبير ينتشر في سوق منواشي.. “سعود مأمون البرير” يشتري قدحاً و(مندولة) و”بشير الكارس” يشتري البروش و”محمد عبد العظيم” الشاب الذكي يداعب بائعات الأطعمة وينثر المال في أيادي الشباب.. تذكر “يوسف أحمد يوسف” القيادي في المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وفي نادي الهلال بعض من جمعته معهم تصاريف السياسة وأقدار السجن.. والفكرة والمشروع الإسلامي الذي لا يزال حلماً وهو حاكم لثلاثين سنة.. رفع سماعة الهاتف للحديث مع الشيخ “الصافي نور الدين” أحد قادة الحركة الإسلامية الذين أفنوا زهرة الشباب وريحان الصبا في زراعة قمحها وفولها وعدسها، وحينما أينع الزرع وأنجب الضرع قذف به تلاميذه إلى السجن مرمياً في كوبر.. و(طردوه) من بلاده إلى كمبالا.. وطرابلس.. وأكلوا لحمه بكاذب التقارير، ولكنه أي “الصافي نور الدين” ظل مبتسماً لمن يحمل سكيناً لغرسها في عنقه، تبادل “يوسف أحمد يوسف” الذكريات مع “الصافي نور الدين” الذي حرص على الحديث مع بعض الذين يعرفهم ويعرفون قدره من أعضاء الوفد، وخصنا والزميل “الرزيقي” بالثناء لوجودنا في منواشي، ولم ينس المتصل أي “يوسف أحمد يوسف” مهاتفة د.”علي الحاج” وهو رمز من رموز منواشي.. التي اقترب شارع الإسفلت من بلوغها من جهة الجنوب وهي موعودة في القريب بوصول البص أبو قرون لحل نصف مشاكلها!!
هل يتذكر قادة الحركة الإسلامية في مؤتمراتهم التي تنعقد في هذه الأيام بعضاً من الذين حفروا بأسنانهم على الصخور حتى ينبت الزرع الذي يحصدون من ثمره اليوم؟؟ في قاعة الصداقة عرضت صورة الشيخ “الترابي” في المؤتمر التاسع لشباب الحركة الإسلامية بقاعة الصداقة، وكتبت الصحافة عن ذلك باعتباره حدثاً؟؟
وبالطبع إذا كان “الترابي” المؤسس وحامل الثقل والمفكر الذي لم تنجب الأرض السودانية حتى اليوم من هو في قامته أو قريباً منه يمثل عرض صورته في مؤتمر حركة لا تذكر إلا وذكر اسمه، فهل يتذكر القادة والشيوخ الرموز من جيل التضحيات، من يتذكر الشيخ “موسى حسين ضرار” الذي رفض مصافحة “عبد الناصر” عند زيارة السودان، وقال عبارته الجهرية: ” لن أصافح من تلطخت يده بدماء “حسن البنا” و”سيد قطب”؟؟ ومن يتذكر “التجاني سراج” ،وكيف تعيش أسرته الآن.. وبالطبع لن يتذكر أحد الشيخ الراحل “منقو أجاك” و”علي تميم فرتاك” والشيخ “بيش” من الذين غرسوا في أرض جنوب السودان بذرة الدعوة الإسلامية.. وبفضلهم دخل الآلاف دين الله أفواجاً.. والمؤتمرات التي تنعقد هذه الأيام للمراجعة.. والتأمل في الحاضر.. واستذكار دروس الأمس.. وليست فقط مهرجانات خطابة وحشود.. وليت الجميع تذكر أخوان الأمس كما تذكر “يوسف أحمد يوسف” في منواشي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية