نقاط فقط
} انسل من صفوف المؤتمر رجل أشعت ذو لحية سواء، ورشح الدكتور “عبد الرحمن الخضر” والي الخرطوم لرئاسة مؤتمر الحركة الإسلامية.. ورغم اعتذار “الخضر” إلا أن الواقعة لها دلالاتها الظرفية والمكانية والسياسية. فالرجل الذي رشح “الخضر” لم يأت من جبل أولياء أو كسلا إنما كان يمثل ولاية شرق دارفور التي (عمل) “الخضر” فيها محافظاً للضعين في سنوات خلت ولا يزال الناس هناك (يذكرونه) بالخير، مثلما يذكر أهالي تلودي وجنوب كردفان الدكتور “إبراهيم الخضر” والي الشمالية الحالي.. إنه الوفاء لأهل العطاء ومن يزرع في الأرض يحصد.. ود. “عبد الرحمن الخضر” له في بنوك الجماهير في ولايات القضارف ودارفور والشمالية رصيد، ربما حمله يوماً لموقع لن (أذكره) خوفاً عليه، وخوفاً على (قلمي) من الصمت إلى الأبد.
} مرافعة د. “أمين حسن عمر” عن مؤتمر الحركة الإسلامية وعن “الزبير أحمد الحسن”، ودفاعه المهذب عن الرجال والمبادئ لا يغني عن سؤال لماذا انصرف المؤتمر عن قضايا البلاد الكبيرة من حرب في الأطراف، وعلاقة مأزومة مع الجار الجنوبي، وانسداد أفق حوار مع الخارج، وبات الجميع مشغولين من يقود الحركة الإسلامية وكيف صعد “الزبير” للقيادة وأين موقع الرئيس “البشير”؟؟! وكأن (المغانم) والسلطة هي الغاية التي يسعى إليها الجميع!
} أخيراً شعر الحزب الاتحادي الديمقراطي بأهمية منصب الوالي، وسعى بانتهازية لوراثة مقعد الراحل “فتحي خليل” في الولاية الشمالية.. والحزب الاتحادي بقيادة “الميرغني” نال من المؤتمر الوطني كل (الأماني).. السلطة، الذهب وأشياء أخرى مفيدة، ولكن أن يتنازل للاتحادي في مناطق نفوذه التاريخية و(يزيح) “إبراهيم الخضر” إرضاءً للسيد، فتلك سقطة لن يجرؤ د. “نافع علي نافع” على الإقدام عليها.. الاتحادي يمكنه منافسة المؤتمر الوطني و(نيل) المنصب (بالضراع) وعرق الجبين بدل (الدغمسة) وعطية مزين، وإلا فليتنازل المؤتمر الوطني أيضاً لدكتور “جلال الدقير” عن منصب الوالي في الجزيرة، ويتنازل لأنصار السنة عن كسلا، ولدكتور “التجاني سيسي” عن نيالا ولـ”محمد بحر حمدين” عن غرب كردفان إذا عادت للوجود.. وأي تنازلات للأحزاب الكبيرة الطائفية هي تنازلات لعودة السودان القديم في ثياب السيدين الجديدين!!
} لا يزال الشيخ “حسن العطا” أحد القيادات المجتمعية في محلية كرري يسعى بين المعتمد د. “الناجي” والمهندس “جودة الله” مدير المياه بالولاية لإصلاح ما أفسدته الشركات الخاصة بالحارة (20)، التي تغرق في فصل الشتاء بسبب (كسورات) الشبكة المتهالكة وتغرق في الخريف بمياه الأمطار لعسر التصريف.. تعهدات المعتمد الناجي في صلاة عيد الأضحى بحل مشكلة الحارة (20) يعدّها “حسن العطا” سلاحاً ذا حدين، إذا لم تنفذ سيفقد المؤتمر الوطني مصداقيته عند القواعد، وإذا شرع في تنفيذها فإنها تحتاج لمراقبة حتى لا تعيد الحكومة تجارب عديدة باءت بالفشل لإصلاح حال حارات الثورة، التي أضحت (عصية على الحل).
} يبدو وزير المالية “علي محمود” في موقف صعب جداً وقد بدأت نُذر حرب برلمانية عمالية صحافية شاملة حتى يذهب الرجل بعد حرق أصابعه.. المعركة التي بدأت في البرلمان لا يقودها “مهدي أكرت” ولا اتحاد العمال.. هناك أفيال ترابط في الظل تربصت طويلاً بالوزير، والآن فقط بدأت حملة الشتاء الانتقامية!!