تعيش ولاية الخرطوم هذه الأيام أوضاعاً بيئية متردية للغاية حيث تكاثر البعوض والحشرات وانتشر الذباب .. كما أن الطرق داخل الولاية أصبحت في حال لا يمكن وصفه بالمتردي بل أكثر من ذلك حيث (الحفر) و (المطبات) والمياه الأسنة … فالخريف ترك آثاراً لم يتم ترميمها حتى الآن خاصة إذا علمنا أن هذا العمل يعتبر من صميم عمل المحليات.
فهنالك الكثير من (الحفر) ظلت قبل الخريف أو من آثار الخريف العام الماضي بمعنى أن الخريف للعام الحالي ورث (حفر ومطبات) من خريف العام الماضي كما ورثها أيضاً من آثار (المواسير) التي تصدعت أو من مياه الصرف الصحي التي (تتدفق) من وقت لآخر.
وقد يلاحظ العابرون بأن بعض (الحفر) يتم ردمها (بالتراب) .. ومعروف أن (التراب) عمره قصير جداً ولا يستطيع مقاومة الرياح أو أرجل المارة .. بمعنى أن الحل الذي تم ليس جذرياً وإنما آنياً أو قد يستمر لأسبوع بالكثير.
كما نشكر هنا المواطنين الذين ينبهون أصحاب المركبات أو المارة بأن هنا (حفرة) وذلك عندما (يقوموا) بوضع إطارات المركبات القديمة أو وضع (أفرع) من شجرة حتى يستطيع العابرون أن يتنبهوا ومن ثم يتفادوا الوقوع أو انقلاب المركبة خاصة في الفترة المسائية حيث الإضاءة شبه المنعدمة والتي تسبب بطريقة أو بأخرى في الحوادث.
فالوضع المتردي هذا انعكس في السير البطئ للحركة المرورية وتعطلت سرعة المركبات تفادياً للوقوع في (الحفر والمطبات) .. فقط من أجل سلامة الركاب ومن أجل سلامة المركبة.
العديد من المركبات تعطلت بسبب هذه الأوضاع .. تعطلت في ظل الارتفاع الملحوظ في أسعار مختلف الإسبيرات حيث قفز سعر البطارية إلى أكثر من (4) آلاف جنيه وارتفع سعر (الجوز من الإطارات) إلى (5) وذلك كحد أدنى خاصة إذا علمنا اختلاف أسعار الإطارات من مركبة إلى أخرى .. فإذا نجوت من الوقوع في (الحفر) فإنك لن تنجو من أن تسير في بركة ماء تذهب مياهها على الفور إلى ماكينة المركبة وتصيبها بالشلل التام.
نتمنى أن يتم إصلاح اعوجاج الطرق الرئيسة والداخلية ومعالجة الوضع بصورة جذرية وليس بصورة وقتية .. فالحلول الآنية مكلفة وفي نفس الوقت تبدد المال والوقت والجهد، ونحن نسعى لإصلاح الاقتصاد .. فالبنية التحتية المتطورة هي التي تدفع بولوج المستثمر سواء كان محلياً أو أجنبياً كما أنها تعكس الوضع الحضاري للمدن فقياس تطور المدن يبدأ من هنا.