تقارير

رئيس الوزراء القومي :كسلا في حاجة لدعم عاجل

أعلن أنها تمر بابتلاء كبير وتحدٍ صحي كبير

*انحسار المرض في غرب القاش، ولكنه ظهر في الضفة الشرقية …!
معتز موسى : ما سمعته من أهل كسلا حديث حقيقي..*
كسلا : طلال إسماعيل

قال رئيس مجلس الوزراء، “معتز موسى”: (الهدف من زيارة مدينة كسلا، الوقوف ميدانياً على الوضع الصحي واستبصار مناطق الهشاشة والضعف، وما يمكن تقديمه من حل،
وأوضح، قائلا : ما شهدناه في كسلا يؤكد أنها تمر بابتلاء كبير وتحدٍ صحي كبير، ولا خلاف على أن هذا توصيف الإصابة بالحمى، إنه فيروس يتم التعامل معه بطرق معلومة، وأشار إلى انحسار المرض في منطقة غرب القاش، ولكن هنالك إشكالية لا تزال موجودة في شرق القاش، وهذا يتطلب جهد كبير، بدأنا الرش بالطائرة وهذه نقلة نوعية بعد إرسال (2) طن من مبيد مكافحة البعوض، عقب الاجتماع الذي تم مع وزير الدولة، بوزارة الصحة الاتحادية “سعاد الكارب” ووكيل وزارة الصحة،
وزاد “معتز”: الطائرة تعمل بشكل فوري وسيستمر المركز في دعم جهود الولاية لإنهاء الأمر في شرق القاش، هذه مسألة لا تخضع للمزايدة، وإذا هنالك سياسي استغل الأمر فليس محل اهتمامنا، ولن يكون هنالك غبش وليس هنالك مجال للمناكفة وما سمعته من أهل كسلا هو حديث حقيقي وبأدب جم، في حي العمل التقيت بهم وقالوا لي: “ليست لدينا مشكلة مع الوالي ولا مع الرئيس ولا الحكومة، مشكلتنا ما عندنا موية، مويتنا قاطعة.. نحن لم نرسل لإسكات أي شخص، ولكن صاحب العقل يميز، من أراد أن يتحدث في الواتساب فليكن، هنالك فرق كبير بين العمل الايجابي وبين العمل السلبي ولا يهمنا، نحن سنأخذ الحكمة من أي قلم ومن أي منشور بالواتساب ولو كان معارضا لنا نحن أصحاب الحقيقة ونبحث عنها ونصوب جهدنا كلنا في معالجة الأمور.”
وأكد رئيس الوزراء، أن كل إمكانيات حكومة السودان تحت طلب حكومة كسلا ،حتى انجلاء الأزمة، وأشاد “معتز موسى” بمجهودات حكومة كسلا ودورها في مكافحة الفيروس وانحسار المرض، وزاد:” حكومة كسلا بذلت مجهوداً فوق ما تستطيع ولا ينبغي أن ننتقص من هذا، أمر مقدر أن يكون هنالك غضب من مواطن ،وجئنا لحلحلة المشاكل”.
وكشف “معتز موسى” عن خطة مستقبلية لاجتثاث الفيروس، وقال إن مدينة كسلا تقع في منخفض كبير جدا وهي أسفل القاش بـ(4) أمتار، وتمر بها السيول، وأضاف:” اعتقد أنه ينبغي أن تكون أولى الأولويات لمحلية كسلا هي إصحاح البيئة حتى لا نترك مجالاً للحُمى، ولابد من اجتثاث هذا الأمر..”
استفهمات حول الشيكونغونيا:
من على مشارف مدينة كسلا يلوح جبل توتيل من بعيد، وخيوط شمس غروب (الأحد) الماضي، تنسحب رويدا رويدا مودعة المكان، العربة التي تقل الوفد الإعلامي، المرافق لرئيس مجلس الوزراء “معتز موسى”، في أول زيارة له خارج العاصمة، تقترب من بوابة المدينة، واستفهامات عدة تدور حول كنه حُمى الشيكونغونيا، التي تفشت في المدينة، عقب السيول والأمطار التي اجتاحت المنطقة في أغسطس الماضي، ونهر القاش رابضا وسط المدينة يغسل أحزانها، ويفيض عليها بالخير، ويكتب على ضفتيه قصة حُمى غامضة بذرت الخوف في المدينة.

في جبل توتيل، كان الفتى “مصطفى” يقف على صخرة ومن حوله فخاريات التراث البجاوي، في انتظار السواح والعاشقين والعرسان والزوار، أدرت حواراً معه حول نسبة الإقبال في الشراء لمنتوجاته من الزخارف والجبنة فأطرق رأسه متحسراً : “إنه المرض” لقد أصاب الناس بالخوف، ولم يعد الإقبال كما في السابق .” فيما جلس بجواره فتى أخذ في استعراض تجربته مع الحُمى التي أصابته لمرات عدة، وحكى كيف أن مناعته مكنته من مقاومة الفيروس الغامض الذي يسبب الحُمى، وبعفوية قال:”شوف ياعمك تضرب عصير البرتقال وتشرب موية كثيرة، عوجة مابتجيك”.
وما بين أحاديث تترى متداولة، في ولاية كسلا ظللنا نترقب زيارة رئيس مجلس الوزراء القومي ووزير المالية “معتز موسى”، ووزيرة الدولة بالصحة الفريق “سعاد الكارب” إلى كسلا صباح يوم أمس (الإثنين)، وطوال ليلة (الأحد) نسمع حكاوى الحمى ونكاتها.
بالقرب من شقق تولوس، تناولت فنجان قهوة الصباح، حركة المواصلات بدأت عادية، النشاط اليومي ارتفع تدريجيا، لفتتني حركة طلاب المدارس ودوامهم الأكاديمي، وبجواري جلس ألمانيان من منظمة اليونيسيف، وبلغة انجليزية غير محترفة القيت عليهما تحية الصباح والترحيب، ارتشفا قهوتهما، وعندما أدركا بأنني صحفي، ابتسما وفوجئت بسؤال أحدهما عن برنامج شباب توك”؟ وقبل أن أفيق من الصدمة، وأرد عليهما رأيت أحدهما يمسح ذبابة من على وجهه ويسألني ضاحكا:” هل تسبب هذه حمى الكنكشة؟

اول زيارة رسمية لرئيس الوزراء:
وصل رئيس مجلس الوزراء إلى كسلا وتفقد المراكز الصحية وشهد انطلاق حملة التوعية الصحية بشرق القاش، قبل أن يجتمع بمجلس حكومة ولاية كسلا.
الشفافية والوضوح في طرح المعلومات عن الوضع الصحي
بدأ والي كسلا “آدم جماع” مرحباً بحضور الوفد برئاسة رئيس مجلس الوزراء، “معتز موسى” وقال:” التحية لرئيس الوزراء وهو ينفذ سياسة الواقع المعاش لتفقده الأوضاع ميدانياً في كسلا، وأي زيارة لنا من المركز تكون دافعاً وسنداً لنا، وتبعث الروح لمواجهة الأزمة ومقابلتها، وسحابة الصيف التي مرت بنا”.
وقال :” خريف هذا العام كان ممتازا، وفيضان القاش والأمطار التي هطلت منذ العاشر من يوليو نعمة، وقال رتبنا لزيارة مناطق الإنتاج في ود الحليو، ولكن تم تأجيل الزيارة للأيام القادمة، وقال إن الولاية تأثرت بالفيضان والسيول منذ يوم الثالث والعشرين من يوليو في مناطق مكرام ومحلية كسلا، وأصبحت مياه الأمطار حاضنة للبعوض ومسببة للحميات واستطاعت محلية كسلا من الحد من الانتشار السريع لهذا المرض.
اول ظهور للحمى :
وزير الصحة بالولاية “عبد الله آدم عباس” قال إن أول حالة مرض بالحمى ظهرت في اليوم الثامن من شهر أغسطس الماضي، وبدأت أعداد المصابين في زيادة، ومنذ الأيام الأولى حددنا حجم المشكلة بعد إجراء الفحص المعملي وأرسلنا النتائج إلى وزارة الصحة الاتحادية وأكدت النتائج المعملية أن المرض هو (حمى الشيكونغونيا)، وتمت عمليات رش لمكافحة البعوض، ووصل فريق من وزارة الصحة الاتحادية قبل عيد الأضحى المبارك، ووقف على حجم المشكلة وكانت نسبة الزيادة في الإصابات عالية جدا ووصل التردد في المركز الصحي مابين (200 إلى 300 ) حالة مرضية، ووفر لنا وفد وزارة الصحة الاتحادية (20) طلمبة للرش والتدخلات السريعة”.
وشارك (600) عامل في محاربة النواقل للمرض، وقال:” انحسر المرض في الضفة الغربية لنهر القاش، والآن ظهر بكثافة في الضفة الشرقية،.”
وكشف وزير الصحة بولاية كسلا عن تقديم طلب لزيادة الميزانية لمواجهة الحمى موضحا بأن الموازنة تكفي لمدة أسبوعين.

قال وزير التخطيط العمراني بولاية كسلا “محمد سعيد محمود” :”عقب صلاة المغرب في اليوم الثاني والعشرين من شهر يوليو هطلت أمطار غزيرة جدا وتزامنت مع هطول الأمطار في اريتريا لأكثر من ( 10) ساعات وعند الساعة الثانية صباحا تلقيت اتصالا هاتفيا بوصول السيول إلى منطقة مكرام، وأول قرار اتخذناه فصل التيار الكهربائي لجهة أن حجم السيول وازى حجم نهر القاش، خاصة وأن مدينة كسلا منخفضة الارتفاع وبلغ معدل الفيضان (4) أمتار،
وأشار إلى أن السيول تراجعت عن مناطق مكرام والراشدين وكادوقلي والإنقاذ بعد ( 3 ) ساعات بعد أن دمرت ( 4482 ) منزلا في محلية كسلا، وأضاف:”هذا الموقع لا يصلح للسكن واخترنا موضعاً مميزاً يجري العمل فيه لإعادة توطين المتضررين، وبدأت الوزارة في الإعمار بتوصيل الكهرباء والمياه”.
وأشار الوزير إلى أن ولاية كسلا تجاوزت مسألة الفيضان بعد إصلاح (6) كسور في الجسر الواقي لمدينة كسلا بتكلفة بلغت ( 3 ) مليارات ونصف المليار جنيه، بعد مرابطة وحدة هندسية شرق جبل موسى”.

تقريران عن الوضع الامني :”
مديرا الشرطة وجهاز الأمن قدما تقريرهما حول الأوضاع
وقال مدير الشرطة مقرر لجنة الولاية اللواء “يحيى الهادي” إن الولاية اعتادت على المهددات الأمنية المتوقع منها وغير المتوقع ومن ضمنها فيضان القاش وتأثيراته وإن القوات النظامية شاركت بالف فرد في مكافحة الحمى وكان لهذه المشاركة اثر في تخفيف الأزمة.”
وزاد:” من المهددات التي تعاملنا معها بضبط النفس هو النشر السالب ولدينا قانون جرائم المعلوماتية.
وكشف مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني بولاية كسلا عن متابعتهم لموقف الامدادات الدوائية خلال ( 57 ) يوما حتى تصل للمواطن، وقال لدينا تقدير للنشر السالب وانه يرتبط بأحداث مثل شهر سبتمبر وما يلي أحزاب المعارضة،
وحذر مدير جهاز الأمن بأن الحديث عن وجود حمى الايبولا يعتبر مساساً بالأمن القومي للسودان، وكشف عن نقص في الأطباء والكوادر الصحية.
محاولات لتعطيل الدراسةبالجامعة :
وقال مدير جامعة كسلا “عبد الله علي” إن هنالك محاولات سياسية لتعطيل الامتحانات في كليات الجامعة، موضحا أن عدد ( 12 ) ألف طالب جلسوا للامتحانات في ظل غياب ( 7 ) طلاب فقط، وأضاف:” الدراسة منتظمة وهنالك محاولات سياسية لتعطيلها”.
وقدم بروفيسور “تاج الدين محمدين” – اختصاصي- وأستاذ بكلية الطب تنويرا علميا عن المرض وجد إشادة من رئيس مجلس الوزراء، “معتز موسى” لما اسماه بالوصف الدقيق والتحليل الموضوعي، قال البروف “تاج الدين”:” انتقال الحميات من ولاية البحر الأحمر وعن طريق اللجوء إلى ولاية كسلا أمر معروف، تلقيت اتصالا هاتفيا في اليوم الثامن من شهر أغسطس حول وجود حمى، بالفحص السريري والعلمي أوضحت لهم أنها فيروس حمى الشيكونغونيا يسببه فيروس سريع الانتشار وفترة حضانته من يومين إلى ( 12) يوما ونسبة الوفيات به قليلة جدا تكاد تصل إلى واحد من كل ألف مريض، وأشار البروف “تاج الدين” إلى تداخل حمى الشيكونغونيا مع حمى الضنك، موضحا بأنه تردد عليه كثير من المرضى وقد من الله عليهم بالشفاء، مشيرا إلى أن المضاعفات تحدث لحديثي الولادة وأصحاب أمراض السكري والضغط. وقال :” لدى( 4 ) أفراد من أسرتي أصابهم المرض وتماثل للشفاء ( 3) منهم”.
وبعث برسالة تطمينية إلى أهل ولاية كسلا ودعا إلى تعاضد المجهودات الرسمية والشعبية لمكافحة المرض، ودعا رئيس مجلس الوزراء إلى تقديم بعض المعينات الطبية لوزارة الصحة بولاية كسلا لاستكمال جهودها في محاربة الفيروس.
وقال رئيس المجلس التشريعي لولاية كسلا “محمد طاهر بيتاي” إنه تلقى اتصالات من بعض القادة حول وفيات بولاية كسلا، فرد عليهم بلهجة ساخرة :” نحن في كسلا، سبحان الله ما سمعنا.”
وأشار رئيس المجلس التشريعي بالولاية موجها حديثه لرئيس مجلس الوزراء :” هنالك حملة منظمة بعد إعلان التشكيل الوزاري ضد كسلا وأخرى ” كررها مرتين ودعا “معتز موسى” إلى تفسير كلمة أخرى”.

مثل “أحمد بلال الطيب” أهل الإعلام وقال :” جروني المواطنين من يدي وطلبوا مني البقاء معهم لأسبوع، وتحدثوا عن وجود المرض وعن عدم وجود أدوية ونحن ننقل لكم رسالتهم لم ينحسر المرض بعد ،ورسالتنا لأهل كسلا أننا لم نأت لنزين باطلا أو لنتقرب للحكومة.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية