زيارات “معتز”
أشرت أكثر من مرة في هذه الزاوية إلى أن علة الحكومة في التعاطي مع المشكلات ومعالجتها، تكمن في تخندق المسؤولين في مكاتبهم، انتظاراً للتقارير المعلبة التي لا تخلو من تجميل الوجه.
ولاحظت أن أكثر الوزراء نجاحاً في مهامهم التنفيذية هم الذين يقفون ميدانياً على المهام التي تليهم، ويزورون المواقع بأنفسهم أمثال الدكتور “عوض الجاز” والعميد “يوسف عبد الفتاح” وغيرهما من المسؤولين، وأشرت إلى أن استفحال المشاكل دائماً ما يكون بسبب عدم المتابعة وترك الحبل على القارب واستسهال الأشياء.
تفاءلت كثيراً مع رئيس مجلس الوزراء “معتز موسى” الجديد ، وزير المالية السيد “معتز موسى”، والذي لم يطب له حتى اليوم المقام في الكرسيين الجديدين، لأنه اختار أن يدير عمله من الميدان، وهذه أولى عتبات النجاح في معالجة أية مشكلة أو خلل أولاً بأول، وأعجبتني فكرة الزيارات المتتالية التي ابتدرها سعادة رئيس الوزراء إلى المواقع الهامة التي تعنى بالإشكاليات التي تواجه المواطن وتؤرقه، ابتدر “موسى” زياراته ببنك السودان لأنه أس العملية الاقتصادية في البلاد، فأراد الوزير أن يقف ميدانياً على المشكلات التي تعاني منها المؤسسات المختلفة وأعقب الوزير الزيارة في اليوم التالي بزيارة الإمدادات الطبية حيث تقف مسألة السيولة والعملة الأجنبية حجر عثرة أمام استيراد العلاج، وتأمين المواطنين من المرض، زار الوزير كذلك إدارة المخزون الاستراتيجي ليقف على موقف الحبوب سواء كانت قمحاً أو ذرةً أو غيرها من القوائم.
أما الزيارة الملفتة فقد كانت زيارته أول أمس إلى ولاية كسلا ، التي تعاني هذه الأيام من حمى الشيكونغونيا، والتي تسببت في حصاد البعض وآلاف من المرضى، جدل كثيف حول عدد المصابين والتعداد، زيارة الوزير لكسلا وضعت النقاط على الحروف، وصدرت توجيهات مباشرة بتنفيذ عمليات الرش بالطائرات، والالتزام بتسخير الإمكانيات من الحكومة الاتحادية حتى انجلاء الموقف، رئيس الوزراء زار الأحياء ووقف على بعض الأسر المصابة ميدانياً واستمع إليهم واستمعوا له.
زيارة “موسى” بكل المقاييس حققت نجاحات كبيرة لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال، أعادت الهدوء لأهالي الولاية وامتصت موجة الغضب.
مزيداً من الزيارات الميدانية شأنها أن تضع الأمور في نصابها .. والله المستعان