البعوض والفئران والثعابين تثير الرعب بشرق الجزيرة
شلل تام في تفاصيل حياة الأهالي أوقات المساء
شرق الجزيرة ـ سيف جامع
يشكو مواطنو قرى شرق الجزيرة، من انتشار كثيف للبعوض والحشرات والفئران والثعابين بسبب زراعة محصول الردوس والأرز بالقرب من القرى الأمر الذي أدى إلى شلل تام في تفاصيل حياتهم، إذ منذ غياب الشمس يختفي الجميع إما داخل النواميس أو الغرف المكيفة، وقاد مواطنو قرية ود عشوب أكثر القرى المتضررة خلال الفترة الماضية حملات واسعة لإيجاد حلول لمشكلة البعوض، وباتت كل محاولاتهم بالفشل، إلى أن نفذوا (الجمعة) الماضية، وقفة احتجاجية داخل مسجد القرية العتيق، رفعوا فيها لافتات طالبوا فيها بحل مشكلة البعوض وهتفوا لا للبعوض لا للمشروع، وخاطب الوقفة معتمد محلية شرق الجزيرة، معلناً عن تشكيل لجنة طارئة لبحث الضرر ومعالجة صيغة العقد بين الشركة والأهالي الأمر الذي وجد استحساناً لدى الحضور.
يقول “يوسف الأمين” أحد ناشطي القرية وأصحاب مبادرة محاربة أضرار المشروع، إنهم منذ فترة تحولت حياتهم رأساً على عقب، حيث انقطع التواصل بين المواطنين في فترات المساء، وعجز الطلاب عن مذاكرة دروسهم بسبب البعوض، لافتاً إلى تواجد البعوض بالقرية غير طبيعي من حيث حجمه الكبير ولسعاته التي تسببت في أمراض جلدية وملاريات وسط المواطنين،
وتحتضن القرية قبة الشيخ “ود عشيب بن غلام الله بن عابد الركابي” الذي سميت القرية عليه (ود عشيب) وسرد ممثل أهالي القرية “بابكر التاي” بداية المعاناة قائلا: “نحن نعاني أولاً من تلكؤ المحلية في حل مشكالنا بعدم الحسم حتى تفاقمت بطريقة مخيفة، مشيراً إلى أن القرية يسكنها حوالي (10) آلاف نسمة، وطالب ممثل اللجنة المنظمة “الواثق عبد الرحيم” بمحاربة أسراب البعوض والفئران والثعابين، وذلك بعدم رشها بما يضر صحة المواطنين، مع ضرورة إيقاف زراعة المحصولات التي تحتاج إلى غمر الأراضي بالماء، ومراجعة الاتفاقيات القديمة التي بموجبها أنشئ المشروع.
وذهبت (المجهر) إلى داخل مقر إدارة المشروع مصدر الضرر، الذي قال المواطنون إنه ظل حصناً منيعاً منذ أن أسست الشركة في تسعينيات القرن الماضي، حيث ممنوع الاقتراب والتصوير، وداخل مقر الشركة وجدنا بعض الآليات التي تستخدم في حصاد الردوس، ويعمل بالمشروع غالبيتهم أجانب، حيث اشتكى أحدهم من البعوض، وأشار إلى أن عدداً من العمال مصابون بمرض الملاريا، وأكد أنه يريد مغادرة المنطقة قريباً، وبالفعل قبل أن تغيب الشمس بدأ البعوض في الانتشار مما دفعنا مسرعين للهروب من مقر الشركة.