جريمة (سودانية 24) … (3-3)
{ تماماً كما قال رئيس هيئة علماء السودان الشيخ البروفيسور “محمد عثمان صالح” لـ(المجهر) أمس: كان السقوط الأخلاقي والقيمي ظاهراً ومتفشياً في حلقة برنامج (شباب توك) الذي أنتجته وبثته قناة (DW) الألمانية بالتعاون مع قناة (سودانية 24) بمقر منظمة (أنا السودان) التي يرأسها د. “محمد محيي الدين الجميعابي”.
{ موضوع الحلقة (حقوق المرأة في السودان)، وضيوف الحلقة رئيس هيئة علماء السودان، ومدير برنامج مكافحة العنف ضد المرأة “عطيات مصطفى” وقد اجتهدت في تقديم وجهة نظر علمية ومتوازنة في مواجهة الخطاب الهتافي التجريمي للمجتمع السوداني الذي مثّلته الضيفتان الناشطتان من منظمة (كفاية) يسارية التوجُّه “أسيل عبده” ومهندسة الديكور “عزة تاج السر”.
{ قالت “عزة” إنها تعرّضت عديد المرات للتحرُّش الجنسي في السودان، فرد عليها الشيخ “محمد عثمان صالح” أن لبس المرأة الفاضح الذي يصف ويشف هو الذي يساعد على التحرش، فردت عليه بعد احتدام النقاش بينهما: (يعني إنت – يا سيد – عندك رغبة تتحرش بي؟!!).. فلم يجد الشيخ الذي هو في عمر والدها غير أن ينهار خجلاً أمام هذا الفجور السافر مردداً: (حرام عليك يا بنتي.. حرام عليك)!!
{ ليس هذا فحسب بل إن مذيع البرنامج لبناني الأصول “جعفر عبد الكريم” الذي نشر في حسابه على (تويتر) اعترافه الجهير والصادم بشذوذه الجنسي قائلاً: (أنا مثلي .. وهذه حياتي)، أساء الأدب إلى رئيس مشايخ السودان، وهو يعنفه موجهاً له الحديث بأن يحترم الناشطات أمامه من حاسرات الرأس المطالبات بالحرية المطلقة بما فيها حرية تطليق الزوج، والخروج والعودة في الساعات الأولى من الصباح دون اعتراض من فرد أو جهة!!
{ توجيه الحلقة واضح من الترويج لها ومدخلها وضيفاتها، فحتى عندما اعترضت شابة اسمها “أماني صلاح” على الادعاء بكبت المرأة في السودان وانتشار التحرش في المجتمع قائلة: (نحنا عندنا حرية في السودان والبت المحترمة ما بتحرشوا بيها) كبتها المذيع ووجّه المايكروفون إلى أخرى يسارية النزعة لتخالفها بعنف وجلافة، ثم أنه لم يروّج لهذا المشهد الوحيد الناسف لفكرة البرنامج، ما يؤكد عدم مهنية الإعداد والتقديم.
{ لو أنكم شاهدتم هذه الحلقة الكارثية لرأيتم كيف تجاسرت فتيات بلا حياء على كل المجتمع السوداني، وليس على الشيخ “محمد عثمان صالح”، وأسأن الأدب، ورفعن أصواتهن بوقاحة يحسدن عليها على من يكبرهن عمراً وعلماً، لفرض آرائهن الغريبة والشاذة على أيّ مجتمع محافظ.. مسلماً كان أم مسيحياً.
{ لا شك أن فريق قناة (سوانية 24) شريك في الإعداد، ولا ينحصر دوره في توفير الدعم الفني فقط، لأن مقدم البرنامج لا يعرف شيئاً عن السودان، ولا يمكنه الوصول للضيوف المناسبين لغرضه وغايته في دعم تيار العلمانية واللا دينية في السودان، وقد أكد ذلك رئيس هيئة علماء السودان عندما قال إن مندوب القناة السودانية هو الذي اتصل به وإنه لا يعرف أحداً بقناة (دوتش فيله) الألمانية.
{ وقد أبرمت قناة (سودانية 24) اتفاقاً مع القناة الألمانية ممثلة في مقدم البرنامج “جعفر عبد الكريم” وقعه مدير القناة السودانية “الطاهر حسن التوم” العام الماضي، وقد ظهرا على منصة واحدة، والصور موجودة بالشبكة العنكبوتية، كما استضافت القناة من استوديوهاتها بالخرطوم ضيفها (الشاذ) “جعفر عبد الكريم” أكثر من مرة!!
{ السؤال: كم قبضت قناة (سودانية 24) مقابل الدعم الفني لبرنامج الدعوة للسقوط والتفسُّخ الأخلاقي بل والإلحاد في المجتمع السوداني؟! هل كان دعماً فنياً (خيرياً).. أي بدون مقابل، لصالح حرية المرأة في بلادنا.. حرية مخالفة للدين والأعراف؟!
{ تلاحظون أنني لم أركز على ما قالت الفتاة المتهورة الجاهلة بالدين “وئام شوقي”، لأنني أعلم أنها حلقة صغيرة من مشروع كبير لضرب الدين والعرف في بلادنا، وما مخاطبتها للشيخ “محمد عثمان” بتلك الطريقة الفجة المبتذلة، ومطالبتها بحقها في الطلاق (حتى قبل أن تتزوج) إلا جهالة سافرة، فكيف له أن يطالب بما يخالف القرآن الكريم في موضوع الطلاق؟! هذه ليست قضية حريات سياسية، أو قوانين وإجراءات وضعية يمكن التعديل والتبديل فيها.
{ إنهن فتيات مغرر بهن يسعين بهذا التجني القبيح على مجتمعاتهن، إلى الحصول على الإقامة في الولايات المتحدة أو دولة أوروبية، كما حدث مع المرتدة “زينب يحيى” وغيرها من الناشطات، فعلى سفارات الغرب بالخرطوم أن تنتبه لمحاولات (الهجرة غير الشرعية) عبر باب حرية المرأة.
{ إننا نطالب وزارة الإعلام التي تلتزم الصمت المريب حتى الآن، ونشدّد على وزيرها الجديد السيد “بشارة أرور” بالتدخل الفوري، وإلغاء اتفاق القناة الألمانية مع هذه القناة السودانية، والتحقيق في خلفيات وأبعاد الاتفاق الملغوم، ومنع مقدم البرنامج من دخول السودان وتعميم الأمر من الجهات الأمنية على كل سفاراتنا ومطاراتنا.
{ ونطالب مجلس إدارة القناة الذي يرأسه السيد “وجدي ميرغني” – وهو رجل أعمال محل تقديرنا واحترامنا – بمحاسبة إدارة القناة، فليس هذا البرنامج وحده، بل إن النهج الإعلامي العام للقناة منذ انطلاقتها ينحو قريباً من رؤية (شباب توك) التحررية الرافضة لثوابت المجتمع.
{ ويبقى المجتمع السوداني مجتمع خير.. وفضيلة.. وحرية محروسة.. ودين قويم، رغم أنوف هؤلاء الشاذين والشاذات.. غفر الله لهم وهداهم إلى سواء السبيل.