أخبار

وقائع صادمة

لو تذكرون وقائع مقتل مدير شرطة محلية القوز في رابعة النهار.. ومقتل المتحري المساعد شرطة على يد مجهول في ذات الحادثة التي كان مسرحها مدينة الدبيبات..
فجعت المدينة مجدداً يوم أمس الأول (الجمعة) بمقتل الشاب “محمد فتحي محمد سليمان” على يد مجهول أو مجهولين حيث عُثر على الشاب القتيل غارقاً في دمائه مطعوناً بسكين أو سكاكين ومرمياً في حي قرب السكة حديد.. وحتى لحظة كتابة هذه السطور الجريمة مسجلة ضد مجهول ولم يقبض على الجاني أو الجناة. وكيف يقبض على هؤلاء إذا كان قاتل مدير شرطة المحلية لا يزال حراً طليقاً..والقضية تم تجاهلها ودفنت في رماد الفشل رغم أن الولاية التي تشهد في كل يوم تدهوراً في أمنها يحكمها جنرالات.. في عهد اللواء “عيسى آدم أبكر” وقعت واقعة مقتل مدير شرطة المحلية، وفشلت الشرطة في الوصول للجناة حتى اليوم، وفي عهد الجنرال “مفضل” تقع حادثة مقتل الشاب “محمد فتحي” ولم يقبض على الجناة بعد.
الجرائم من طبيعة البشر، ولكن الشرطة السودانية وفي الخرطوم والمدن الكبرى عُرفت بدقة التحري والنجاعة في كشف غموض أحداث القتل والسرقات والوصول إلى المجرمين مهما كانت تعقيدات الجريمة إلا في جنوب كردفان حيث فشلت الشرطة في تعقب الجناة.. فإذا كان مدير شرطة محلية يُقتل في النهار ويهرع الفزع متعقباً أثر القاتل ويعود دون القبض عليه، ويُكافأ المقصرون بالإبقاء عليهم في مواقعهم دون محاسبة فكيف لا يستمرؤون الفشل ؟!
إن التغييرات التي أعلنها الرئيس الأسبوع الماضي في قيادة الشرطة بمثابة دفع معنوي وتجديد للدماء في أوصال جسد الشرطة و(فك) اختناقات الترقي من رتبة الملازم حتى اللواء.. واختار الرئيس كفاءة مجربة وقيادة عُرفت بالحنكة والدهاء واستقامة السلوك والبعد عن هوى النفس ممثلة في الفريق شرطة “الطيب بابكر” ، فهل تشهد في عهده الشرطة تطوراً واهتماماً بالأفراد وحل المشاكل المتراكمة وتحسين شروط الخدمة.. ومضاعفة رواتب الجنود والضباط لبث روح جديدة في أوصال الشرطة تجعلها تؤدي واجبها .. وخاصة في الولايات التي ربما تفتقر إلى (الكوادر) والكفاءات خاصة في مجالات التحري والبحث والتقصي، وبطبيعة الحال تستأثر الخرطوم بالقدرات الاستثنائية، وإذا وقعت حادثة قتل هنا مهما كانت تعقيداتها فإن الشرطة تستطيع الوصول إليها وكشفها، ولكن في الولايات وخاصة جنوب كردفان الأوضاع تثير الشفقة والرثاء على أمن المواطنين، وما يحدث في محلية هبيلا، وتنامي السرقات الليلية والنهب، وما يحدث في محلية القوز من قتل يستدعي أن يبدأ مدير عام قوات الشرطة الفريق “الطيب بابكر” مهامه من هناك.. ليضع يده على نقاط الضعف.. وحل مشكلات ظلت عصية على الذين من قبله، لكن واقعة مقتل الشاب “محمد فتحي” لهي جرح آخر غائر في نفوس أهل جنوب كردفان حتى يتم القبض على الجناة، وتكشف الشرطة ملابسات ما حدث ليلة (الجمعة) في الدبيبات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية