أخبار

وخزات آخر الأسبوع..

* الخريف الذي كان حتى وقت قريب باعثاً للفرح وفصلاً لدفء العلاقات الإنسانية.. وكان الأطفال ينتظرونه لأن الأمطار كانت تجمل أعينهم الصغيرة بخرز البهجة واللعب الطفولي، أصبح السودانيون الآن يضعون أياديهم على قلوبهم مع كل تجمع لسحب رعدية.. يسألون الله أن يخفف عن عباده وطأة الأمطار التي باتت تنكل بإنسان هذا البلد كل موسم موتاً وتشريداً وتهديماً لمنازلهم.. لما كان ذلك كذلك فإننا لا نتحرج أن نؤكد أننا أصبحنا نتطور عكس منطق التطور الطبيعي للبشرية.. ونسأل الله السلامة..
* عودة “النصري” إلى الحفلات الجماهيرية مرة أخرى تعتبر انتصاراً لإرادة مطرب مختلف كسر كل أنماط الاستقطاب الإثني والقبلي الذي كان يهدد إلى وقت قريب قوة وتلاحم المجتمع السوداني، فـ”النصري” ذوب كثيراً من دعاوى القبلية التي كانت تؤججها بعض الدعوات الغافلة، وأصبح لـ”النصري” معجبين من مختلف أنحاء البلاد بمختلف إثنياتهم وقبلياتهم رغم خصوصية ألحانه وأدواته وأشعاره، إلا أن “النصري” استطاع أن يوحد الوجدان السوداني حوله..
*ليس لدى ارتباط قوي بما يدور في الأسافير وخاصة الفيس بوك.. ولكن اطلعت مؤخراً على حكاية غريبة للغاية قال المقربون منها إن بطلها هو الفنان والموسيقار “علاء الدين سنهوري” وقيل إنه انشأ حساباً وهمياً باسم “سارة رحمة” أعلن مؤخراً عن وفاتها..
شد الأمر انتباهي لجهة معرفتي اللصيقة السابقة بـ”علاء سنهوري”.. فقد تعرفت عليه في جامعة جوبا كلية الاقتصاد قبل عدة سنوات.. كان يأتي إلينا نهاراً متأبطاً عوده ليغني أشعار “حميد” وأغنيات “مصطفى سيد أحمد”.. كان شاباً بالغ التهذيب إلى درجة تقرب من أن يكون خجولاً.. لا تفارقه تلك النظرة العميقة التي كانت تنم عن ذكاء حاد.. أغلبنا طلاب الجبهة الديمقراطية كنا أصدقاء بدرجات متفاوتة مع “سنهوري”.. ثم راقبت خطواته الموسيقية بعد ذلك من بعيد.. وبي زهو لتقدم “سنهوري” موسيقياً فهو ارتبط عندي بأيام الجامعة البيضاء ناصعة الأحلام والثقافات الثورية وجلسات الرفاق والأصدقاء الذين باعدت بينهم الأيام..
لم التق “سنهوري” منذ سنوات طويلة.. ولكنه التصق بذاكرتي بالمثقف الثوري صاحب الرؤية الإبداعية الإنسانية.. صدمني كغيري مما تناولته الأسافير.. ولأن كل شيء يمكن أن يكون غير حقيقي في عوالم الأسافير وتلاقيها الحقيقي أحياناً والافتراضي غير الصادق أغلب الأحايين.. تمنيت أن يكون الأمر غير حقيقي.. وأن ما راج عن “سنهوري” ليس سوى خدعة إسفيرية جديدة.. ولكنه باعترافه قطع كل أمل في أن يظل بذات الصورة التي انطبعت في ذاكرتنا منذ سنوات طويلة..

مسامرة أخيرة..
ياتو وطن في الكون الواسع
دون عينيك راح يبقى وطن
وياتو سكن في الدنيا الغنوة
دون عينيك راح يبقى سكن
ياتو شمس راح تشرق تطلع
لو عينيك بالدمعة بكن
وقام منديلك…..غازل خدك
غطى عيونك….غصبا عنك
هاج منديلك..أغمى عليهو..وقع من ايدك
ومن الدهشة الفيهو رطن..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية