على دفتر وزيرة التربية والتعليم..
{ لا أدري ماذا كانت مقاصد قيادة الدولة والمؤتمر الوطني من تحريك الوزيرة الناجحة “مشاعر الدولب” من وزارة الضمان الاجتماعي إلى التربية والتعليم، رغم الأهمية القصوى لوزارة تربية النشء في بلادنا، لتعتذر دكتورة “سمية أبو كشوة”، فتحلّ محلّها سيدة الأعمال “وداد يعقوب”!!
{ وفي رأيي أن المهندسة “وداد” لم تكن الخيار الأمثل لهذه الوزارة التي لا تحتاج لسيدة أعمال، بل إلى سيدة مهتمة بالعمل الاجتماعي والخيري وقريبة من الأوساط الشعبية والشرائح الضعيفة، وقد كانت “مشاعر” تمثل ذلك تماماً.
{ ورغم ذلك النقل غير المبرر من وجهة نظري، تماماً كنقل الوزير “محمد أبو زيد” من السياحة إلى الصحة، والوزير “بحر أبو قردة” من الصحة إلى العمل وتنمية الموارد البشرية، فلا شك عندي أن “الدولب” ستكون أفضل من سابقتها ممثلة حزب التحرير والعدالة في الوزارة.
{ المطلوب من الوزيرة “مشاعر الدولب” العمل على إعادة الأمل لمدارس الحكومة في تعليم الأساس والثانوي، وتعميم تجربة مدارس أساس نجحت في تحقيق مستويات نجاح وبيئة مدرسية راقية كمدرسة “الرياض الثورة النموذجية – أساس” بمحلية كرري التي يتسابق أولياء أمور التلاميذ على نيل فرصة تسجيل بها لأبنائهم، مما يجعلها تتفوق على المدارس الخاصة في الإقبال عليها.
{ فلتدرس السيدة الوزيرة هذه التجربة الفريدة، وتعمل على تعميمها في كل محليات ولاية الخرطوم، وكل ولايات السودان بدفع وزراء التربية والتعليم بالولايات إلى استنساخ التجربة وتطويرها.
{ لو أن تجربة مدرسة “الرياض الثورة” التي أسسها المعلم القدير الأستاذ “أزهري محمد عمر” قد تكررت في كل حي، لمزق مئات الآلاف من المواطنين فاتورة (التعليم الخاص) باهظة التكاليف.
{ أعلم أن الوزارة الاتحادية دورها يتركز في السياسات والتنسيق، فلتكن هذه واحدة من سياسات الوزيرة الجديدة للتربية والتعليم.
{ محور ثانٍ أهم في السياسات؛ هو زيادة جرعات التربية الوطنية في المناهج وحصص المناسبات، والتعريف بالسودان كوطن.. جغرافيا وتاريخاً وتراثاً وولاءً، والتشديد على ترديد النشيد الوطني في طابور الصباح في كل رياض الأطفال ومدارس الأساس في كل الولايات، وفرض عقوبات مالية وإدارية على المدارس الحكومية والخاصة التي لا تهتم بهذا الواجب التربوي العظيم، فمجتمعاتنا كما ذكرت هنا خلال الأيام الفائتة، تعاني من نقص حاد في (فيتامين الوطنية).
{ ننتظر من الوزيرة المثابرة “مشاعر الدولب” الكثير.. وهي أهل له.