“أحمد محمد الحسن” يتساءل عن وزارة الشباب والرياضة في حكومة “معتز موسى”
أكتب إليكم اليوم، معلقاً على أهم حدث في تقديري فرض نفسه على الساحة الرياضية، وشغل أهلها بالكثير من التعليقات.. فقد فوجئ الرياضيون بخروج وزارة الشباب والرياضة الاتحادية، من دائرة التشكيل الوزاري، الذي اعتمده المكتب القيادي للمؤتمر الوطني في اجتماعه الأخير .. وذهب وزيرها الشاب “أبو البشر عبد الرحمن يوسف”، الذي لم يطل عمره في الوزارة لأكثر من ثلاثة أشهر تقريباً وزير دولة بوزارة الصناعة والتجارة.. نعم خرجت وزارة الشباب والرياضة من حكومة دكتور “معتز موسى” كما تخرج الشعرة من العجين.. وطارت من تشكيلة حكومة الوفاق الوطني كما يطير طائر من عشه دون أن يعود .. ولم يجر على لسان الدكتور “فيصل حسن إبراهيم” مساعد رئيس الجمهورية، ونائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب، وهو يعلن تفاصيل التشكيل الوزاري الجديد للصحفيين أي حديث عن وزارة الشباب والرياضة، ولا عن وزيرها الأمر الذي فسره البعض بأنه تجاهل مقصود وأن كنت استبعد ذلك لأنه في وقت تصاعدت فيه وتيرة الاهتمام الرئاسي للرياضة إلى درجة أن يوجه الرئيس “البشير” بأهمية وجود المنتخب السوداني الأول لكرة القدم في نهائيات مونديال قطر 2022 وطبيعي أن هذا لا يمكن أن يتم بعيداً عن وجود الوزارة التي ترعى هذا الحدث.. والوزير الذي يترجم أقوال الرئيس إلى أفعال.. وهناك من يرى أن عدم وجود أثر لوزارة الشباب والرياضة في حكومة “معتز” قد يكون مقدمة لتحويل الوزارة إلى مجلس أعلى للشباب والرياضة أسوة بما حدث في أيام الإنقاذ الأولى عندما تحولت الوزارة التي اختاروا لها في ذلك الوقت سعادة اللواء “إبراهيم نايل ايدام” إلى مجلس أعلى للشباب والرياضة، كان رئيسه آنذاك سعادة العميد “يوسف عبد الفتاح” الذي جاهد وكافح وقاتل قتال المستميت من أجل أن يتحول المجلس إلى وزارة كاملة الدسم.. وعندما حدث ذلك بالفعل في أول تعديل وزاري غادر سعادته كرسي الوزارة لتؤول مسؤولية الإشراف عليها للأستاذ الكبير “حسن عثمان رزق” على الرغم من أن العميد “يوسف” تلقى تأكيداً قاطعاً قبل يوم واحد من إعلان التشكيل الوزاري بأنه باقٍ في منصبه..
غريب جداً أن يتعامل حزب المؤتمر الوطني الحاكم، مع الرياضة بهذا الفهم الخاطئ، وهذا الإهمال الواضح لدورها ورسالتها وشعبيتها الهادرة، بالرغم من أن الرئيس “عمر البشير” والفريق “بكري” معروفان بحبهما للرياضة واهتمامهما بما يدور في مجتمعها الكبير، كما أنهما قدما للرياضة الكثير وساهما في تكريم المبدعين من أبنائها مما كان موضع إشادة وتقدير كل الرياضيين .. والخوف كل الخوف أخي “محجوب” أنه حتى لو عادت الوزارة مجلساً أعلى للشباب والرياضة، أن يأتي على رأس المجلس المرتقب رئيس أو وزير لا تكون له أدنى علاقة بالرياضة كما حدث في مرات كثيرة سابقة، بسبب (الموازنات) التي تفرض نفسها على الأمر الواقع قبل كل تشكيل وزاري، في الوقت الذي تذخر فيه الرياضة بكفاءات كثيرة ومتميزة وقادرة على أن تكون مضرب الأمثال في تقديم النموذج الأفضل للأداء الرفيع سواء على المستوى الاتحادي أو الولائي .. وشخصياً على استعداد لتقديم قائمة بهذه الأسماء لصناع القرار إذا طلبوا مني ذلك .
أناشد الأخ رئيس الجمهورية، فخامة المشير “عمر حسن أحمد البشير” أن يعيد لوزارة الشباب والرياضة سيرتها الأولى.. وأن يختار لها أو لمجلسها المرتقب شخصية اعتبارية تحظى باحترام الوسط الرياضي، وتكون من أهل مكة الذين هم ادرى بشعابها، آملين أن يتحقق حلمنا في صعود منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم إلى نهائي مونديال قطر 2022 .. وهو حلم يراه البعض بعيداً.. وأراه أقرب من حبل الوريد.