(العوادة) يجملون أمسية منتدى “راشد دياب”
الخرطوم _ المجهر
في إطار منتدياته الراتبة بمقره بالجريف غرب، سلط مركز (راشد دياب) للفنون، وبرعاية شركة سكر كنانة المحدودة، سلط الضوء على آلة العود في منتدى جاء موسوماً بـ”إيقاع العود” وذلك وسط حضور كبير من المهتمين، وشارك فيه بالعزف والغناء مجموعة من الموسيقيين والعازفين بآلة العود، أبرزهم الفنان “عثمان الأطرش” والعواد “عوض أحمودي وسيد عوض وأريزا أحمد الأمين”، فيما أدار المنصة الإعلامي “عمر محي الدين” .
واستهل الحديث “عوض أحمودي” فألقى نبذة تعريفية عن آلة العود ومساراتها واتجاهاتها، فقال إن العود هو في الأصل لم يكن آلة عزف عربية كما يروج الكثير من الناس، وإنما هو آلة عزف عرفت عند الفرس، وكان يُسمى بـ”البَرْبَطْ” وهو كلمة فارسية وتعنى صدر البط، وأضاف بأن العود في فترة من فترات تقادم السنين انتقل إلى الحضارات العربية بدءًا من الأمويين ثم اشتهر أكثر في فترة العهد العباسي، حيث أصبح ذائع الصيت والشهرة، وحسب “عوض أحمودي” أنه في تلك الفترة بزغ نجم “الموصلي” و”زرياب” وغيرهم .
وذكر أن تطور الموسيقى أضاف كثيراً لآلة العود وذهب الأستاذ “عوض أحمودي” إلى الحديث عن مدارس العود، مشيراً إلى أنها أفرزت ما يُسمى ب “اللكنة” عند القوميات العربية المختلفة، إضافة إلى المقامات والتي وصفها بالمقامات الثابتة التي اتفق عليها كل الموسيقيين في الوطن.
وعرج “عوض أحمودي” للحديث عن العود وعلاقته بالغناء السوداني، لافتاً إلى أن آلة العود دخلت إلى السودان وافدة من شمال الوادي، وذلك في مطلع القرن الماضي، وقال إن أول من عزف عليه هو “الخليل” الذي استقى مقدمة أغنية “عازة” من غرب السودان، وفي الأثناء أكد أن أول من تعلم العود في السودان هو الأستاذ “عبد القادر سليمان” شقيق الفنان “حسن سليمان الهاوي” وأوضح أن “عبد القادر” قام بتعليم العزف على آلة العود لمجموعة من الفنانين، من بينهم “خليل أحمد” و”حسن عطية” و”عثمان حسين” وآخرين .
ثم تعرض “عوض أحمودي” إلى الحديث عن العود وتأطيره في مدارس الأغنية الوترية، فقال إن العوادة السودانيين كانوا في بداياتهم يستمعون إلى “فريد الأطرش والموجي وعبد الوهاب”، وأضاف إن كل مدرسة اتسمت بسمات معينة ولكن أبرز هذه السمات برز فيها “برعي محمد دفع الله” في ثنائياته مع الفنان “عبد العزيز محمد داؤود” وهي سمة السحب على العود، لافتاً إلى أن تعدد ابتكاراته على العزف على آلة العود، هذا إلى جانب الأستاذ “بشير عباس” الذي ابتكر الموال الموسيقي في الأغنية السودانية.
وخلص “عوض أحمودي” إلى أن آلة العود هي آلة مسامرة في المقام الأول، ويرى أن كل الفنانين المجيدين في صناعة الألحان هم في نفس الوقت مجيدين في العزف على آلة العود، وأبرزهم الفنان “عثمان حسين والتاج مصطفى والعاقب محمد حسن” ومن ثم الموسيقار “محمد الأمين”، وأكد أن لكل فنان من هؤلاء الفنانين لونيته الخاصة في العزف على هذه الآلة .
كما تخلل البرنامج نماذج من العزف على آلة العود أبدع فيها الفنانون “عثمان الأطرش وسيد عوض وأريزا أحمد الأمين”.