الأخ الأصغر الزميل.. الأستاذ “الهندي عز الدين” تحية واحتراماً.. أمس الأول، أعدت نشر عمودك (شهادتي لله) والذي نشرته في الشهر الماضي.. وتأكد لي بعد قراءته أنكم – كما أسلفت – بالكتابة عنكم – صحفي عميق الرؤى وتتمتع ببصيرة نافذة تستبق قراءة الواقع وتبدي المقترحات الصائبة في شأننا السياسي المعقد الشائك، وما سقته من مقترحات أصدرته الإدارة السياسية التنفيذية.. وخاطب الأخ الرئيس شارحاً ومبيناً الأسباب من صدور القرار الذي سُميَّ بقرار (الوثبة الثانية).. وكما قلت “أن يصدر القرار متأخراً خير من أن لا يصدر.. الشارع السوداني لسان حاله يقول خير وبركة!! ثم ماذا بعد ذلك”.. أقول: الطريق شائك وليس ممهداً للعبور ليجتاز الوطن الأزمة الاقتصادية.. والحكومة الرشيقة محاطة بتناقضات عديدة اكتنفت مسار الوطن نحو مرافئ الأمن الاجتماعي والحصول على لقمة العيش الكريم دون مشقة وعنت.. صحيح أن خصخصة الوزارات الاتحادية والولائية لا توفر مالاً كثيراً لردم الهوة الظاهرة في الشارع العام.. والمتمثلة في أزمات تتناسل يوماً بعد يوم، والمعتدى عليه هو المواطن الذي لا يريد من الحكومة سوى لقمة العيش والأمن والصحة والتعليم، وفي رأيي أن رئيس مجلس الوزراء يحمل حقيبة مليئة بالعقد التي تحتاج إلى حلحلة.. وأولى تلك العقد الإجابة على أسئلة عديدة، كيف نزيد من إنتاجنا الزراعي؟!.. وكيف نزيد من صادراتنا من الذهب ومن ثروتنا الحيوانية، وكيف نحد من هجرة الريف للمدن الكبيرة، وكيف نستفيد من المنح والقروض، وكيف نغلق ملف الحرب والمعارضة، وكيف نقضي على ظاهرة البطالة، وكيف نتوسع في إنتاج النفط، وكيف نصلح الخدمة العامة، وكيف تفي الدولة بتقديمها لخدمات العلاج والتعليم والكهرباء والماء والطرق والبنيات الأساسية.. وكيف!! وكيف!!
إذن الحكومة الرشيقة مطالبة أولاً بضبط العديد من المهام الإستراتيجية بالشكل الذي يضمن تصحيح مسار الحياة في مختلف نواحيها.. وأعلم أن ذلك لن يتم وينجز بين ليلة وضحاها، لكن أسأل الكريم أن يوفق ولاة أمرنا الجدد ليعبروا بسفينة أهل السودان حتى مرافئ 2020م، إلى يوم صناديق الاقتراع.. وأسأل الكريم أن يمدنا بالصبر والعزيمة ويهدينا إلى طريق العمل والإنتاج واستغلال خيرات ومقدرات وطننا، فالنيل والمطر والأرض الخصبة وهبات الله كلها تنتظر الهمة والعمل.. والله الموفق.