” البشير” يحيي الشعب السوداني على صبره .. و”بكري” يسلّم “معتز موسى” رئاسة المجلس

الخرطوم – ميعاد مبارك
أعلن رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” أن الدولة تعكف الآن وبمشاركة المخلصين من أبناء الوطن والأصدقاء الحادبين، على وضع وتنفيذ برنامج إسعافي عاجل يتضمن مشروعات بعينها ذات عائد مباشر وذلك لرفع مستوى الأداء والإنجاز في الاقتصاد الكلي من أجل تحسين معاش الناس خلال مدى زمني معلوم.
وأبان سعادته في خطابه، أمس، بالقصر الجمهوري بمناسبة حل حكومة الوفاق الوطني أنه حالياً يجري تخصيص الموارد المطلوبة لهذا البرنامج بواسطة رئاسة الجمهورية لضمان حسن التوظيف المطلوب لتوفير الاحتياجات الضرورية للاستخدامات الإستراتيجية (ليجسد هذا البرنامج مشروعنا الوطني المرحلي لإعادة التوازن الاقتصادي).
وأضاف سعادته إن البلاد تغلبت على التحديات الاقتصادية بالاعتماد على الذات، من بعد الله تعالى، بالتركيز على حفز الإنتاج في المشروعات الزراعية الكبيرة لسد الاحتياجات الغذائية وتعزيز الصادرات، كما اتجهت لمراجعة مشروعات التنمية بإعادة النظر في أولوياتها وفقاً لأهميتها وفق منظور التنمية من أجل معاش الناس بتنفيذ برنامج حفز الإنتاج الزراعي في المشروعات الزراعية الكبيرة (التي تعول عليها الحكومة في سد احتياجاتنا الغذائية وتعزيز صادراتنا) لتوفير الــمـوارد المطلوبـــــة لاستكمال مشـروعات البنيـــات الأساسية.
وحيا “البشير” المواطنين لتفهمهم العميق للظروف الاقتصادية والأوضاع المعيشية، وقال في خطابه بالقصر الجمهوري أمس بمناسبة حل حكومة الوفاق الوطني: (هذه المواقف هي ديدن شعبنا في مواجهة كل التحديات التي برزت في مسيرة البناء الوطني)، موجهاً تحاياه شكراً وإجلالاً وتقديراً لما أبداه المواطنون من صبر ومصابرة وهي تحديات أفرزها حصار اقتصادي جائر وتضييق، بل إغلاق مخطط على منافذ الموارد الخارجية جراء تمسك بلادنا بمبادئها، وصونها لاستقلالها، وعدم ارتهان مواقفها المبدئية لإغراءات الدعم والمساندة.
وأكد “البشير”: (سنظل على العهد باقين مهما تعاظمت التحديات، وإننا بمشيئة الله سنتجاوزها اعتماداً على النفس وبكل جدارة).
و أدى القسم أمام رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير”، أمس (الاثنين) بالقصر الجمهوري الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” نائباً أول لرئيس الجمهورية و”محمد يوسف كبر” نائباً للرئيس و”معتز موسى” رئيساً لمجلس الوزراء القومي، في وقت سلم الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” “معتز موسى” رئاسة الوزراء في الجلسة الطارئة التي انعقدت أمس بمجلس الوزراء، وخصصت لوداع وزراء ووزراء الدولة حكومة الوفاق الوطني التي حلها رئيس الجمهورية أمس الأول. وقال “بكري” خلال مخاطبته الجلسة إن حل الحكومة اقتضته الأوضاع الاقتصادية الراهنة، نافياً أن يكون فشلاً أو تقاعساً في الأداء، وأشار إلى أن المجلس قد قطع شوطاً كبيراً في إنفاذ مخرجات الحوار الوطني، شاكراً الوزراء ووزراء الدولة على حسن أدائهم خلال الفترة الماضية، وأكد مضي الحكومة قدماً في إنفاذ مخرجات الحوار الوطني.
وأكد وزير الإعلام السابق د. “أحمد بلال” عقب الجلسة تأييد أحزاب الحوار الوطني للقرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية، مشدداً على أنها تأتي في سبيل الإصلاح، وقال إن الوزراء الباقين والذاهبين أكدوا تأييدهم للإصلاحات الهيكلية والإصلاحات التي تطرأ بعد ذلك في الولايات ومباركتهم واستعدادهم لدعم ومساندة رئيس الوزراء الجديد.
وأضاف “بلال”: (تبادل ممثلو الأحزاب المختلفة الكلمات وأمنوا على التزام حكومة الوفاق بمخرجات الحوار الوطني في الفترة التي امتدت لـ16 شهراً)، مؤكداً أن المناخ الذي ساد المجلس وفاقي بدرجة عالية. وأشاد الوزير السابق بالشعب السوداني، لافتاً إلى أن الفترة السابقة كانت محل انسجام كلي بين عناصر حكومة الوفاق الوطني كافة، وزاد: (لم نضطر في أية جلسة لأخذ الرأي بالتصويت وإنما كان بالاتفاق والوفاق والوزراء بذلوا جهدهم الكامل)، وأكد أن الفريق “بكري” أدار الفريق بروح عالية من الإخاء والعلاقة الإنسانية مع الجميع. كما أكد أن موسم الأمطار الجيد سيكون العتبة الأولى لمعالجة الوضع الاقتصادي، بالإضافة إلى جملة من الإصلاحات التي سيعلنها رئيس الجمهورية في الفترة القادمة، مؤكداً أنها ستمكن البلاد من الخروج من الوطأة الاقتصادية الراهنة التي تمثل التحدي الأول للحكومة بعد حل المعضلة الأمنية، وقال إنها حلت تماماً والبلاد تعيش في أمن واستقرار. وأشار إلى أن الخطوات التالية تعدّ تكميلية لرأب الصدع بالنسبة لما تبقى من حملة السلاح.
وقال إن الحكومة تسعى لقطع دابر الفساد من أجل بناء وطن لشعب عظيم يستحق أن نخدمه بكل ما نملك ونحن نشكر الشعب السوداني على صبره ولا مكافأة له إلا مزيداً من الإجراءات ومزيداً من وقف هدر الأموال، ومزيداً من الجهد الذي يصوب نحو الإنتاج ورفاهية الشعب في معاشه وفي استقراره.