حلّ الحكومة .. واستجابت القيادة للقاعدة
{ حلّ الحكومة السابقة ظل مطلباً لعامة الشعب منذ شهور، عبروا عنه بطرق ووسائل مختلفة، بعضهم خرج في مسيرات واحتجاجات بعد إجازة موازنة العام 2018 الكارثية، وبعضهم احتج بالكتابة في الصحف، الغالبية احتجت كل يوم بالتعبير عن السخط كأفراد ومجموعات صغيرة في الأفراح.. والأتراح.. ومواقع الدراسة.. والتسوق.. والعمل.
{ الكل كان ناقماً على إجراءات اقتصادية قاسية اتخذتها الحكومة دون تدبر وبلا رؤية وخطة وبدائل، فرفعت قيمة الدولار مقابل الجنيه من (6.5) جنيه إلى (18) جنيهاً دفعة واحدة بزيادة تساوي نحو (300%)، ثم اتخذت سياسة الحافز ليبلغ السعر الرسمي للدولار أكثر من (30) جنيهاً!!
{ بالمقابل كان لابد أن تشتعل الأسواق ناراً أكلت الأخضر واليابس، فارتفعت أسعار جميع السلع والخدمات بذات النسبة التي دفعت بها حكومتنا دولارها إلى أعلى بارتفاع ثلاثة طوابق.. طابقاً فوق طابق!
{ قرارات الرئيس “البشير” بحلّ الحكومة وإعادة هيكلة أجهزة الدولة وتقليص الوزارات، وإلغاء الكثير من مناصب الدستوريين في الحكومة المركزية وحكومات الولايات، تأتي استجابة حكيمة لنبض الجماهير، وتفاعلاً واجباً للقيادة مع القاعدة، بعد أن تكاثرت الأزمات وتناسلت، ولم يعد أمام الرئيس من خيار غير إجراء جراحة عميقة للجهاز التنفيذي.. وقد كان.
{ اتخذ الرئيس القرار المناسب، وإن تأخر، فحسناً فعل، فهو في النهاية من يملك تحديد المواقيت لمثل هذه القرارات الكبيرة والصادمة.
{ نرجو صادقين.. وندعو الله خاشعين.. مع مفتتح العام الهجري الجديد (1440هـ)، أن تكون الحكومة المقبلة بحجم التحدي العظيم الماثل أمامها، فتفلح في إيجاد معالجات إسعافية سريعة لأزمة الاقتصاد، ثم تشرع في تنفيذ برنامج الحلّ الإستراتيجي الشامل الذي ينهض بالسودان من وهدته، ويقوده نحو مراقي التقدم والرفاهية.
{ التحدي كبير أمام رئيس الوزراء الجديد السيد “معتز موسى”، نأمل أن يكون عند حسن ظن الرئيس فيه، فيبث الأمل في أوساط الشعب ويبعث الطمأنينة.
{ عام هجري سعيد.. وكل عام والسودان بخير.