أخبار

إرهاصات التغيير

عاشت الخرطوم يوم أمس على وقع التغيير الذي تسربت أخباره منذ التاسعة صباحاً.. وحتى انعقاد المكتب القيادي للمؤتمر الوطني في التاسعة مساء أمس، الكل ينتظر ما تسفر عنه مشاورات القصر بين الرئيس وبعض المسؤولين في الحكومة، نواب الرئيس الفريق “بكري حسن صالح” ، و”حسبو محمد عبد الرحمن”.. ومساعدي الرئيس وبعض ممن يثق الرئيس في رجاحة رأيهم وصوابه.. وساد الصمت دوائر حزب المؤتمر الوطني، وأقبل بعض النافذين على مكتب د.”فيصل حسن إبراهيم” يتسقطون الأخبار لأنفسهم ويظهرون أمام محدثيهم بالعالمين ببواطن الأمور.. ولكن لا عالم بشؤون التغيير إلا الرئيس “البشير” الذي فكر وقدر ونظر في الواقع بكل سوءاته وإخفاقات حكومة الوفاق الوطني ومتلازمة الأزمات ولم يجد غير الإقبال على التغيير والتبديل بعد فترة قصيرة جداً من آخر تعديل اجترحه الرئيس في الحكومة، ولم يؤدِ التغيير الماضي إلى تحسين أداء الجهاز التنفيذي باستثناء إشراقات هنا.. وومضات هناك.. وذهبت الترشيحات نهار أمس لتغييرات كبيرة تفصل بين منصبي النائب الأول للرئيس ومنصب رئيس مجلس الوزراء.. بالإبقاء على الفريق أول “بكري حسن صالح” في منصب النائب الأول وهو موقع يؤهله لخلافة “البشير” في الظروف الانتقالية الطبيعية وغير الطبيعية، وتراوحت أسماء المرشحين لرئاسة مجلس الوزراء ما بين الشيخ “علي عثمان محمد طه” كلاعب خبرة.. وما بين “معتز موسى” وزير الكهرباء الذي يمثل الجيل الصاعد في المؤتمر الوطني.. وهناك أحاديث عن تعيين الدكتور “عوض أحمد الجاز” ، وبوصول الصحيفة إلى القراء يحسم الجدل ويتم تعيين رئيس مجلس الوزراء الجديد.. وتعيين الفريق الاقتصادي المرشح للفترة القادمة.. وتعددت الروايات والأخبار والترشيحات ما بين الدكتور “المتعافي” ود.”فضل الله عبد الله فضل” وزير رئاسة الجمهورية الحالي.. وعودة “بدر الدين محمود” لبنك السودان محافظاً.. والأهم من ذلك تقليص الجهاز التنفيذي المترهل، وتشكيل حكومة رشيقة بكفاءة عالية.. ويجد الرئيس نفسه أمام صعوبات كبيرة جداً.. ما بين توسعة المشاركة.. وإشراك أكبر عدد من الأحزاب وفاءً باستحقاقات الحوار الوطني.. ولن تتأتى ثمرة ذلك إلا بإشراك عدد كبير من الأحزاب في الحكومة.. وهذا يتنافى مع التوجه العام نحو خفض الإنفاق واختيار حكومة كفاءات وقدرات لإنجاز مهام الانتقال من الأزمة إلى الانفراج.. وهذان شيئان متناقضان جوهراً ومظهراً.. فكيف يستطيع الرئيس فعل الشيء.. ونقيضه فالرشاقة والكفاءة في خط موازٍ مع المشاركة العريضة والاستيعاب واسترضاء القوى السياسية؟؟ فكيف الوصول لهذا.. وقد انخرط الرئيس في مفاوضات مع الشركاء.. ومنذ الظهر وحتى مغيب الشمس ولم تتسرب أخبار تلك الاجتماعات، بيد أن صباح اليوم ستمسح الخرطوم النعاس عن عينيها الساهرتين ليلة أمس في انتظار الأخبار وقد أطلت حكومة جديدة.. قوامها وزراء جدد للقطاع الاقتصادي والاجتماعي وفي انتظار السياسات الجديدة لتحسين الواقع البائس!!

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية