شهادتي لله

حكومات لا تعرف التثاؤب !!

قادمة من الصين مباشرة .. هبطت طائرة رئيس الوزراء الإثيوبي “آبي أحمد” أمس في إريتريا ، ليتفقد بصحبة الرئيس “أفورقي” سير العمل في ميناء “عصب” ، الذي يستعد اليوم لإرسال أول شحنة صادر من المعادن الإثيوبية إلى الصين !!

لم يمض شهران على اتفاق السلام بين الجارتين المتحاربتين لعشرين عاماً ، ورغم ذلك فإن العمل على استغلال الموانئ الإريترية في خدمة الصادرات والواردات الإثيوبية قطع أشواطاً بعيدةً، ودخل حيز التنفيذ اعتباراً من الأمس !

إنها حكومات وشعوب .. لا تعرف الكسل .. التراخي والتثاؤب ، لا تؤمن بسياسة الخطب والحشود ، ولا تتعاطى المؤتمرات والملتقيات والاجتماعات المملة، التي لا تتحول إلى فعل ملموس ومحسوس للمواطن .

قبل ثلاث سنوات، وقعت حكومتنا على اتفاقيات مع شركات صينية لتوريد طائرات وبواخر وبناء خط سكة حديد يربط “هيا” ، “كسلا” ، “القضارف” و”سنار” ، ولم يتحقق شيء من كل تلك الأشياء ، بينما حكومتا إثيوبيا وإريتريا قررتا قبل (6) أسابيع فقط التعاون المشترك لاستخدام الموانئ الإريترية لفائدة المنتجات الإثيوبية .. وقد كان .. حيث رست أمس باخرة إثيوبية على ميناء “عصب” ويجري تحميلها بالشحنة الأولى !!

بالمقابل ما تزال وزارة النقل والطرق عندنا توزع عقود إدارة موانئ السفن والحاويات في “سواكن” و”بورتسودان” على الدول الصديقة والشقيقة والشركات الأجنبية دون أن تحسم عرضاً لفائدة بلادنا ، خاصة في ما يتعلق بميناء بورتسودان .

الرسالة غير المعلنة لأصحاب العروض تقول: من يدفع أكثر ينال امتياز إدارة الميناء ، والدفع هنا ليس لتطوير الميناء ليصبح قبلة أولى أو ثانية لجميع سفن البحر الأحمر ، بل هو أشبه بمال (فتح الخشم) في طقوس ومراسم الزواج بالسودان !!

الأصلح للسودان اقتصادياً ليس شركة “فلبينية” تدفع اليوم أكثر ، ثم لا تحسن إدارة الميناء خلال السنوات القادمة ، بل الأفلح شركة أكبر وأعرق وأكثر قدرة وإمكانيات على تطوير كل (ثغر) السودان .. الميناء والمدينة .. والبنى التحتية المساعدة في النقل من سكة حديد وغيرها ، كما طرحت الشركة الفرنسية أو شركة “موانئ دبي” .

ما يحدث في قطاع النقل لا يبشر بخير ولا يدعو للتفاؤل .

 

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية