الخرطوم تنوء بحملها.. وتكرر أخطاءها مع كل (شوية مطرة)
عطّلت حركة السير.. وتشققت الطرق وظهرت الحفر
الخرطوم _ محمد إبراهيم
شهدت أنحاء واسعة من البلاد صباح أمس (الاثنين) أمطاراً غزيرة سبقتها عاصفة ترابية أدت إلى تعطيل أعمال المواطنين وتوقف المواصلات، حيث غمرت المياه الشوارع الرئيسية وخلفت وضعاً سيئاً في محليات ولاية الخرطوم، وأظهرت السلبيات على شوارعها وتوقفت حركة السير بشوارع (المطار وعبيد ختم وعبد الله الطيب والستين وبري وجبل أولياء والأزهري وصينية السوق المركزي بالخرطوم) نتيجة تراكم مياه الأمطار الغزيرة بها ما أدى إلى ندرة بالمواصلات، واضطر المواطنون إلى السير على الأقدام أو استئجار عربات الأمجاد والركشات بقيمة مضاعفة، حيث هربت الحافلات من المواقف ورفض سائقوها العمل طوال يوم أمس دون أن يسألهم رقيب من الجهات المختصة في محليات ولاية الخرطوم.
{ حركة بطيئة وسط الخرطوم
وفي وسط الخرطوم بدت حركة السير بطيئة للغاية بسبب تراكم المياه على الطرق الرئيسية بينما ظهرت في كثير من الشوارع (حفر) أعاقت حركة السير وهو ما اضطر الكثيرين إلى الزحف على أرجلهم لعدة كيلومترات وهو وضع يتكرر مع كل زخة مطر، وتتكرر ذات المشاكل بنسخ كربونية وهو ما يشير إلى عجز المسؤولين عن تلافي أخطائهم السابقة.
وظهرت في بعض الشوارع الرئيسية سيارات لشفط المياه ألا أن جهودها لم تسهم بقدر كبير في انسياب حركة السير لأن المعالجات أتت بعد (خراب الشوارع) وتسببها في تأخر كثير من الموظفين عن مؤسساتهم.
{ في شارع النيل.. الأمر مختلف
كان الأمر مختلفاً للغاية في شارع النيل أحد أكبر الشوارع في الخرطوم، فقد بدا أن الأجواء الخريفية الرائعة التي خلفتها الأمطار قد أغرت أصحاب المزاج (الرومانسي) بالخروج للتنزه واستغلال زخات المطر والسحب الكثيفة التي غطت الشمس طيلة يوم أمس، وزاد هذا (الجو الرومانسي) من متاعب الذاهبين والقادمين من أعمالهم وسط الخرطوم كونه زاد من كمية المتحركين وسط العاصمة التي بدأت تنوء بحملها من بني البشر لضيق شوارعها وتشققها وعدم قدرتها على تحمل هذا الكم الهائل من الناس والسيارات.
{ سنار.. طوارئ وأمطار غزيرة
في ولاية سنار أعلنت الغرفة المركزية لطوارئ الخريف عن خسائر كبيرة في القطاع السكني والبستاني وتضرر موز الصادر بنسبة كبيرة، وقالت إن الارتفاع المتواتر في مناسيب النيل الأزرق أدى إلى إضعاف بعض الجسور الواقية للجنائن، وأشارت إلى تجاوز الفيضان الحالي للنيل الأزرق فيضان العام ١٩٨٨ وتجري غرفة طوارئ الخريف بولاية سنار حصراً شاملاً للمنازل المتضررة، بجانب حصر المتضررين بالقطاع البستاني والمساحات التي خرجت عن دائرة الإنتاج، بجانب مزارع الخضر بنهر الدندر.
وعقدت الغرفة المركزية للطوارئ هناك اجتماعاً مشتركاً ضم المنظمات الوطنية والجهات ذات الصلة بطوارئ الخريف برئاسة وزير التخطيط العمراني والمرافق العامة م. “عبد العظيم فضل الله” رئيس الغرفة.
وتضررت بعض الأسر بالقطاع السكني جراء السيول والفيضانات التي ضربت ولاية سنار خلال الأسبوع المنصرم بمحليات سنجة وأبو حجار والدندر والسوكي وشرق سنار، حيث تأثر عدد من المنازل الموجودة بمجاري السيول، كما تأثرت المنازل المجاورة للأنهار بالفيضان، وشهدت ولاية سنار معدلات عالية للأمطار بلغ متوسطها أكثر من (300) ملم.