مسألة مستعجلة

من يحسم فوضى تعرفة المواصلات؟!

في أول يوم لانتهاء أزمة الخبز، مر مواطن بالقرب من مخبزين، عند الأول وجد الرغيف مرصوصاً على قفا من يشيل، وبضعة أناس يقفون أمام النافذة في طلبه، وفي المخبز الثاني وجد أن الرغيف يملأ الطاولات بالكوم والردوم ولا أحد يقف في شباك البيع، فما كان منه إلا أن ذهب مباشرة ليسأل العامل : (العيش) دا كلو للبيع، فرد عليه: نعم.. ، فأعاد له المواطن السؤال مرة أخرى قائلاً: ” طيب الناس دي مشت وين؟”، فضحك صاحبنا العامل عميقاً عند توجيه هذا السؤال!
بقدرة قادر أفلحت السلطات في حسم أزمة الخبز، وانتهت الصفوف بين ليلة وضحاها، وأصبح الرغيف في صف الطلب بدلاً من طلب الناس للرغيف.
لم أجد تفسيراً منطقياً وواقعياً للأزمة ونجاح السلطات في حسمها خلال ساعات، إلا أن مشكلة الخبز كانت نتاجاً لعدم المتابعة والرقابة فهي السبب الرئيسي ليس وراء أزمة الخبز وحدها وإنما وراء أزمة الجازولين وغيرها من الأزمات التي يفتعلها البعض، حيث لم تعد هناك إشكالية .
سألت نفسي: لماذا تتفرج السلطات لأيام وأسابيع وهي تعلم أنه بإمكانها حسم الفوضى وحالة الجشع وسط البعض كما حدث في أزمة الخبز؟، وضح جلياً أن غياب الحكومة عن مسارح البيع والشراء بدواعي سياسة التحرير كان سبباً في الأزمات المتلاحقة، آخرها أزمة المواصلات التى بلغ الناس بسببها مبلغاً.
حالة جشع غريب من قبل سائقي المركبات جعلتهم يتحصلون على قيمة إضافية ورسوماً، رفع أصحاب المركبات الصغيرة (الحافلات) قيمة التذكرة إلى الضعف حيث ارتفع ثمن تذكرة الحافلات الكبيرة بذات المقدار دون أن يعير المواطنون الأمر اهتماماً، استسلام منقطع النظير، وهذا ما جعل السائقين يرفعون الأسعار بين ليلة وضحاها، ولا يعيرون المواطن أي اهتمام.
فبلغت قيمة تذكرة الحافلة التي كانت في الفترات القليلة الماضية، خمسة جنيهات إلى مبلغ عشرة جنيهات، تجعل المواطن البسيط يصرخ كل يوم من هذا الغلاء الفاحش، ما يحدث في هذه الأيام فوضى في تعرفة المواصلات تحتاج لتدخل عاجل مثل التدخل الذي حدث في مشكلة الخبز، لأن البعض من المواطنين يدفعون مبلغ (45) جنيهاً عبارة عن قيمة تذكرة الوصول الى موقع العمل والعودة إلى المنزل، ولكم أن تحسبوا كم تبلغ القيمة الكلية في الشهر، .. نعم تصل إلى مبلغ(1350) جنيهاً، فماذا تبقى من الراتب الذي يقف دون أي تحرك! .
المواطنون اليوم وليس غداً بحاجة إلى تدخل عاجل وميداني لحسم فوضى تعرفة المواصلات، كما حدث من تدخل في أزمة الخبز .. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية