الخرطوم – وليد النور
غيب الموت أمس (الجمعة) بالخرطوم الناشط السياسي والحقوقي، رئيس مبادرة منظمات المجتمع المدني الدكتور “أمين مكي مدني “عن عمر ناهز الـ(78) عاماً، وشيع إلى مثواه الأخير بمقابر فاروق بالخرطوم، وشارك في تشييعه عدد كبير من السياسيين في مقدمتهم السكرتير العام للحزب الشيوعي “محمد مختار الخطيب”، بجانب عدد من الناشطين والناشطات في عمل منظمات المجتمع المدني، والراحل من مواليد مدينة ود مدني في (2 فبراير 1939) ، وله خمسة من الأبناء والبنات. وعمل وزيراً سابقاَ في الحكومة الانتقالية (1985-1986) ونعاه رئيس حزب الأمة القومي “الصادق المهدي” في رسالة تحصلت عليها (المجهر) قال فيها : كان الحبيب أمين هو المنسق بيننا وبين الهيئات الحاشدة يوم (الأربعاء) الشهير، وهو الذي أوصل ميثاق الانتفاضة، الذي كتبته، للحشد الشعبي الذي تبناه وأعلنه. وهو الذي وقع باسم مبادرة المجتمع المدني على نداء السودان، وأسندت إليه كتابة دستور النداء ومشروع ميثاق بناء الوطن.وكان مواصلاً لنشاطه الفكري والسياسي والمدني حتى أقعده المرض مناضلاً من الركاب للتراب.رحمه الله رحمة واسعة، ومثله يموت بالجسد الفاني، ولكن دوره المعنوي وجهاده المدني سوف يبقى مثلاً يُحتذى به جيلاً بعد جيل
وحصل الراحل الدكتور “أمين” على ليسانس في الحقوق (مرتبة الشرف)، جامعة الخرطوم (1962) ، دبلوم (القانون المدني) من جامعة لوكسمبورج (1964) ، ماجستير في القانون (الامتياز) جامعة لندن (1965)، ودكتوراه جامعة أدنبرة (1970) (القانون الجنائي المقارن).
عمل بمكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، والبنك الدولي والصندوق العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا. حصل على جائزة “هيومن رايتس ووتش” لمراقبة حقوق الإنسان، وجائزة نقابة المحامين الأمريكية لحقوق الإنسان (1991)، وجائزة الاتحاد الأوربي لحقوق الإنسان (2013م).تولى منصب وزير الأشغال والإسكان في الحكومة الانتقالية (1985-86م)، ورئيس التنظيم الشعبي السوداني للدفاع عن الديمقراطية والوحدة الوطنية، الخرطوم (1986-1989م). رئيس كونفيدرالية منظمات المجتمع المدني (2012-2015م)، ورئيس مبادرة المجتمع المدني العضو في تحالف نداء السودان (ديسمبر 2014م).
تعرض للاعتقال أكثر من مرة في حكومة مايو وفي الإنقاذ ، آخرها في ديسمبر(2014م) لتأسيسه مع بقية قوى المقاومة نداء السودان بأديس أبابا، وقدم لمحكمة وأطلق سراحه . ومنع من السفر(2017م) لتلقي العلاج.