مسألة مستعجلة

نجح المهندسون السودانيون وكسبت البلد

حُق للسودان أن يفرح بما أنجزه الشباب من مهندسيه من البنين والبنات وهم يقهرون المستحيل وينجزون ما عجزت عن فعله الشركات الأجنبية ذات السمعة والصيت في مجال البترول وهم يعلنون اكتمال إعادة تأهيل حقل (توما ثاوث) للبترول التابع لدولة جنوب السودان بأيدٍ سودانية مية المية، قبل أسبوع من الموعد المحدد، في وقت كانت الشركات الأجنبية قد وضعت سقفاً زمنياً أطول، فكان الخيار شبابنا.
بالفعل هو إنجاز كبير يعبر عن عظم المؤهلات الكبيرة التي يمتلكها مهندسونا في قطاع البترول، وتعبر عن أن الإرادة الحقيقية هي التي تحقق الأهداف دون عناء.
نجح السودان ليس في إصلاح العطب الذي خلفته الحرب في البئر، وإنما في إصلاح العطب الذي خلفه الصراع السياسي والعسكري بين الحكومة والفرقاء الجنوبيين فتدمرت الآبار النفطية وغابت عن مشهد الإنتاج، فتراجعت الأوضاع الاقتصادية في جنوب السودان إلى أن وصل إلى ذيل أسوأ الاقتصاديات بين الدول.
الإنجاز الذي تم يوضح بلا شك حجم التأثير الدولي والإقليمي الذي يلعبه السودان في كثير من القضايا وهو ينجح في جمع الفرقاء على مائدة الحوار وتوصلهم إلى تفاهمات في غالب القضايا الملحة والمهمة، وسيتوج ذلك باتفاق أكبر يعلن فيه الفرقاء الجنوبيون قبول خيار السلام والعمل مع حكومة “سلفا كير” سوياً خلال الفترة الانتقالية من أجل الوطن والمواطن.
ما تم إنجازه صحيح أن عائده الأكبر لدولة جنوب السودان وهي تعيد شريان الحياة والتي كادت تنتهي بسبب الاحتراب والاقتتال والتشرد الذي عانى منه المواطن الجنوبي ما عانى، ولكننا في السودان أيضاً مستفيدون من هذا التحول الاقتصادي الكبير والذي يمكن أن يعيد ترتيب أوضاعنا الاقتصادية التي وصلت منعطفات حرجة، وذلك من خلال ما سنحصل عليه من عائد مادي بالعملة الأجنبية عبارة عن رسوم مرور النفط الجنوبي عبر خطوط الأنابيب السودانية، وكذلك رسوم تكرير الخام الذي سيقوم به السودان من خلال الاتفاق الذي تم، فليس هذا الحقل وحده، فهناك عدد من الحقول ستكتمل حلقات تأهيلها وإعادتها لحيز الإنتاج وعملها جميعاً بنهاية شهر ديسمبر المقبل، بمعنى أن إعادة تأهيل أي بئر، تعني توفير أموال أجنبية للخزينة العامة للحكومة السودانية.
أتمنى أن تكتمل الحلقات ويعود شريان الاقتصاد الجنوبي والسوداني على السواء بما يحقق الرخاء ويزيح العناء الذي دفع ثمنه شعبا البلدين، والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية