بكل الوضوح

من هم لي هم .. و من صف لي صف .. !!

عامر باشاب

{ حقاً إلى متى يظل الوضع الاقتصادي في البلاد في تسارع متقدم إلى الوراء دون أمل لانصلاح الحال في المستقبل القريب ولا حتى البعيد .
{ إلى متى يظل المواطن السوداني في وحل الضيق والحال الحرن، ينتقل من معاناة إلى أخرى يعاني جميع الأزمات ويقاسي كل العذابات والمحن .قسوة الظروف المعيشية وزحمة المواصلات وصفوف الرغيف وصفوف الصرافات وصفوف الجاز والغاز وغيرها من صفوف الذل والمهانة في طلب العيش الكريم . من هم لي هم ومن صف لي صف.

{ السوق مولع نار وارتفاع متواصل في الأسعار (قفة الملاح) بعد أن تقازمت إلى (كيس ) انقرض الكيس وأصبح البيع والشراء بالمسكول وتقدير الظروف .
{ سنين مرت وتمضي سنين ولا تزال وعود المسؤولين البراقة بتحسن الأوضاع وانفراج الأحوال تتكرر ولا جديد يذكر ولا تغيير يظهر.
{ وفي سبيل الموازنات السياسية والترضيات الحزبية يمضي وزير ويأتي آخر و(الحال يا هوا ذاتو الحال ) لا جديد يذكر ولا قديم يعاد بل طين الفقر والجوع يزداد بللاً وتعطيناً .
{ تصريحات تلف و تدور في فلك الإصلاح والتعمير والتنمية والنهضة ومحاربة الفساد وإنعاش معاش الناس و تعهدات عن إصلاح الخدمة المدنية ومعالجة الاقتصاد والطفر بقطاع التعليم وتعافي قطاع الصحة ولا شيء يتحقق .
{ مليارات تنفق في اللجان والمؤتمرات والسمنارات والخطط الإستراتيجية الخمسية والعشرية والقرنية وربع القرنية .
{ أموال تسيير ومخصصات ونثريات سفر وبدلات ميزانيات وبنود مفتوحة وحوافز بـ(الكوم).
{ نفس المشهد يتكرر في جميع الولايات، وعود براقة من الولاة والوزراء وأحاديث عن انصلاح الأحوال المعيشية ومحاربة الغلاء وترقية المدن وتنمية الريف وخطط ترسم لمشاريع زراعية وصناعية واستثمارات خارجية ، وتبقى جميعها في ( الأدراج ) ، مشاريع قيد التنفيذ (حبراً على ورق )، ويظل الحال يا هو ذات الحال لا جديد يذكر ولا قديم يُعاد .
{ وضوح أخير:
{ المعاناة والضغوط المستمرة التي يعيشها المواطن أثرت على أخلاقنا وجعلتنا نفقد الكثير من قيمنا الأصيلة والنبيلة وشرخت حتى الوازع الديني في النفوس وأخرجت الكثيرين من صف الاطمئنان إلى صف الهلع وبعد أن كان الكثيرون يتسابقون نحو الصفوف الأولى بالمساجد نراهم الآن يتسابقون للحاق بصفوف العيش والكاش والجاز . وهنا تظهر خطورة الأزمة .!!
{ يؤذن الأذان وتقام الصلاة وتنتهي الفريضة، وصف الرغيف وصفوف الصرافات وصفوف (الطرمبات ) تعتقل غالبية المصلين، وللأسف الشديد غالبيتهم يخرجون ( ملوص ) من كل الصفوف وأولها صف الصلاة، ويبقى الشيطان أكثر السعداء بهذه الأوضاع المتردية وأكثر السعداء بغفلة الحكومة التي اتاحت له فرصة نادرة للتحكم .
{ حقاً أين حكومة الحوار الوطني؟ وأين دعاة جمع الصف الوطني؟ من حوارات صفوف العيش وغيرها من الصفوف الممتدة بالأزمات ، التي ظلت تحاصر الموطن ليل نهار .
{ حقاً نتمنى أن تستقر الأحوال الاقتصادية وتنصلح الأوضاع المعيشية في البلاد، وتختفي الصفوص وتتلاشى الأزمات .
{ وكل عام وأنتم بألف خير ..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية