رسائل ورسائل
{ إلى “مجدي عبد العزيز” ، معتمد أم درمان.. كشفت أمطار الأربعاء الماضي عن وجودك في منابر التواصل الاجتماعي والأسافير.. وبيوت الأفراح والأتراح ومناسبات المسؤولين أكثر من وجودك في الشارع لمعالجة مشاكل تصريف المياه.. وفوضى الأسواق.. صحيح إرضاء الوالي ضروري لتبقى، ولكن للشعب أيضاً حقاً معلوماً في مسح دموع الباكيات.. وإقالة عثرة السيارات أمام رئاسة محلية أم درمان، التي فشلت في نظافة ثيابها الشخصية، فماذا ننتظر منها؟!!
{ إلى البروفيسور “إبراهيم غندور” ، القيادي في المؤتمر الوطني.. يوم عودة “البشير” سالماً من جنوب أفريقيا ذرفت الدموع علناً حتى أشفق عليك السفراء.. وانتاشتك أقلام هنا وهناك.. ويوم ترشيح “البشير” في مجلس الشورى وأنت بعيد عن الوزارة لم نجدك بين الحضور مؤيداً ولا معارضاً، أين ذهبت دموع ذلك اليوم؟؟ وكيف تغيب بسبب رسالة لطالب طب، بينما “البشير” الذي ظل منافحاً عنك ينتظرك في بوابة الشورى، ولم تأت مثل صديقك “محمد طاهر إيلا”.
{ إلى د.”شمس الدين ضو البيت” ، الأكاديمي واليساري الناشط في مشروع قراءة من أجل التغيير.. كتاب البروفيسور “عبد الرحيم بلال” ، دولة الرعاية الاجتماعية لم يرتق لإصدارات مثل: جدل التنوع متلازمة المرض السوداني، ومثل كتاب: السودان تعثر بناء الدولة. الحلم بالتغيير مشروعاً.. والقراءة بالتغيير ممكناً، لكن السودان لا تهب ثورات التغيير من الأوراق.. ومحاضن المثقفين.. ولا من الكتب والجامعات.. التغيير يقوده العسكر، والحزب الشيوعي خسر آخر عسكره في انتحار يوليو.. ولم يعد له وجود في مظان التغيير، ولا الشارع يقرأ ما تكتبه النخب المترفة.
{ إلى “إبراهيم الميرغني” ، وزير الدولة بالتقانة.. تبرعك بمرتبك لصالح ضحايا السيول والفيضان ينم عن إنسان نبيل وقلب رحيم.. ووزير قريب من نبض الناس (12) ألفاً من الجنيهات لا تغيث أسرة واحدة.. ولكن تكبر المعاني وتتضاءل الأرقام.. وتثبت مرة أخرى أن الحزب الاتحادي الديمقراطي يمرض ولا يموت.. يشيخ ولا يفقد عطره ومذاقه.. يحكم ولكنه يحافظ على تواضعه.
{ إلى مولانا “أحمد هارون”، والي شمال كردفان، جسر الهشابة.. أو وادي (السكيران) الذي جرف الكوبري.. ينتظر منك نظرة.. وزيارة من أجل الآلاف الذين يتكدسون يومياً للعبور لولايتي شمال وغرب كردفان.. نعم شمال كردفان غير متضررة من جرف المياه للجسر، ولكن إذا لم يفض خيرك وعطاؤك لكل أهل كردفان تخيب آمال الملايين فيك.. من غيرك يصلح الدرب.. ويقيل عثرة نساء الفولة والدبيبات والكرقل.
{ إلى اللواء “طارق عبد الكريم”، مفاوضات الجنوب مهما تعثرت وتطاول أمدها فإن السلام في بانتيو وربكونا.. وأويل لا بديل له.. ولن يستقر السودان إلا باستقرار الجنوب.. البصيرة والوعي الذي يقود التفاوض حتماً سيحصد ثمرة جهده أمناً ورخاءً لشعبنا، ولكن الصبر مفتاح الفرج.
{ إلى مولانا “محمد أحمد سالم” ، وزير العدل.. لم تبدلك الأيام.. ولا المناصب تركت راتباً وامتيازات كبيرة في دولة الكويت من أجل خدمة وطنك السودان.. مثلك لا يخشى شيئاً ولا يدفن رأسه في رماد الأكاذيب.. نعم الشرطة أخطأت في بيانها الذي أدان القتيل وبرأ القاتل.. ولكن كثيراً من المسؤولين آثروا الصمت وتقدير المصالح الذاتية والسكوت خوفاً وطمعاً ، من يضحي بأربعمائة ألف جنيه راتباً شهرياً في دولة الكويت من أجل (12) ألف جنيه راتب الوزير في السودان، لا يخشى في الحق لومة لائم.