أخبار

التمباك المُر

هل مشكلة وزارة الصحة في الأطباء الذين يتعاطون التمباك ويدخنون السجائر البرنجي والروثمان ولايف والبنسون، أم في الذين (يسفون) أموال الدواء الدائري.. ويأكلون في بطونهم دولارات العلاج الموحد؟؟ ويستخدمون سيارات المنظمات الدولية التي تقدمها هديةً لخدمة الأطباء والمرضى، فيستغلها الوزراء بالولايات في نقل الفحم والحطب.. وترحيل أولاد الوزير ونسيبة المعتمد!!
ولم يجد وزير الصحة بولاية الخرطوم د.”مأمون حميدة” غير الركوب في سرج الأمير “عبد الرحمن الصادق” مساعد الرئيس الذي انتابته (هوشة) مثل سائر المسؤولين، ووجه بصفته الرئاسية بإيقاف أي طبيب يتعاطى التمباك ويدخن السجائر عن العمل مهما كانت كفاءته وقدراته.. ووجد “مأمون حميدة” في توجيهات المساعد الرئاسية هوًى في نفسه وأصدر قرارات على (الهواء مباشرة) بعدم تعيين أي طبيب يتعاطى التمباك أو يدخن السجائر من الأطباء الجدد.. ومضى يعتقد بأنه الأسلوب الأمثل للقضاء على مخاطر التبغ بأن أمر بعدم إسناد أي منصب قيادي في وزارة الصحة لمن يتعاطى التمباك أو السجائر.. وبهذه التوجيهات أصبح مطلوباً من لجان الاختيار للخدمة العامة الاستعانة بخبراء في معرفة متعاطي التمباك ومدخن السجائر وتفتيش الخريجين المتقدمين للتأكد من سلامتهم وفق ضوابط ستصدر لاحقاً.. والتفتيش في هذه الحالة يشمل الجنسين، إذاً هناك فتيات يتعاطين التمباك والسجائر.. وفات على الوزير أن يضم إلى قائمة المحظورات (الشيشة) و(الكتكت).. ونحن نسأل السيد الوزير (المريسة كيف؟).. وطهرانية وزير الصحة، واللواء “عبد الرحمن الصادق” تبدت بعد يوم واحد من حديث الرئيس “البشير” في ختام جلسات الشورى، وهو يؤكد ما هو مؤكد بأنهم ـ أي الحكومة ـ حركة إسلامية كاملة الدسم ، وطويلة الأمد والأخيرة من عندي.. فهل طهرانية الحكومة الجديدة ستدفعها لاتخاذ قرارات تاريخية بتحريم التمباك بعد إلغاء ديوان الزكاة مؤخراً أخذ الزكاة من تجارة التمباك باعتبارها عروض تجارة، وتم استبدال الزكاة برسوم يدفعها (التمباكيون)، وليت وزارة المالية التي تتحصل على مليارات الدولارات من رسوم التبغ (الوطني)، ومليارات الدولارات من جمارك السجائر المستورد.. تنقي مال المالية من الأموال الملوثة برائحة التمباك.. ودخان السجائر!! وقد أحسن السادة في هيئة علماء السودان قولاً وهم يستبقون وزير الصحة ويصدرون فتوى تحريم السجائر قبل أن تطلب منهم الحكومة ذلك، وكان حرياً بحكومتنا تعطير ثياب وزارة الصحة من إخفاقات التشخيص.. وحرمان المرضى من تلقي العلاج قبل أن يدفعوا المال نقداً.. ومحاسبة الأطباء على الأخطاء التي تودي يومياً بأرواح المرضى لمقابر “أحمد شرفي” ، و “ود أبو صفية” بدلاً من الانشغال بما هو يعارض نصوص الدستور ووثيقة الحقوق وحرية الفرد في تناول ما شاء من الحلال أو الحرام؟؟
متى يكف المسؤولون عن مثل هذه (الهوشات) التي تنتابهم من حين لآخر فيتحدثون بطريقة تنم عن أنهم يعيشون في عالم آخر وعصر غير هذا العصر.. لماذا تذكرت قصة رائعة للأديب المهاجر “عبد العزيز بركة ساكن” تحت عنوان “الرجل الخراب”.. وبطل الرواية شخصية مزيج لدماء سودانية وأخرى مصرية هاجر إلى أوروبا.. واختار النمسا وطناً له مثل كاتب الرواية.. هذه الشخصية تصلي في المسجد وتصوم رمضان وموحدة لرب العالمين يقيناً ثابتاً.. ولكنها تشرب (الخمرة).. وحينما سأل أحدهم بطل الرواية: لماذا يشرب الخمرة؟.. أجاب: أنا مسلم وأصوم ولا أقتل النفس مثل حكام العالم الثالث.. ولا أعتدي على الحرمات كما يفعلون.. لا أسرق مال اليتامى ، ولا تدخل على بيتي المسروقات من أفواه الجوعى والمحرومين، لكني أحتسي الخمر.. وعلى يقين وثقة بأن الله الغفور الرحيم سيغفر يوم القيامة مريستي هذه!! هل تشك في ذلك؟. فُبهت الذي سأل . فـأين “مأمون حميدة” من هذا الرجل!! وكيف حاله إذا وجده من بين أطباء وزارته؟!

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية