مسألة مستعجلة

أزمة الخبز!!

لليوم الرابع تواصل أزمة الخبز بولاية الخرطوم، والجميع في دهشة وصفوف الرغيف تعود بعد سنوات من النسيان!
عاد الأطفال إلى الاستيقاظ في وقت مبكر من الصباح وهم يحملون أكياس الرغيف بدلاً من حقائب المدرسة، بعض المدارس بالولاية عطلت الدراسة الأول من أمس بسبب انعدام الخبز، كل ذلك يحدث ولا أحد يعرف السبب الحقيقي لهذه الأزمة وما إذا كانت مصطنعة كما ذكر البعض، أم لا؟
أوردت عدد من الصحف أول تصريحات لولاية الخرطوم، بأن انفراج الأزمة سيحدث خلال يومين، وعزته لضعف إمداد الدقيق، ويبدو أن التصريح خرج ونقلته الصحف بعد اجتماع والي الولاية مع أركان حربه من الوزراء والمعتمدين، وعلى رأس هؤلاء السيد وزير المالية، يعيش المواطنون أكثر من ثلاثة أيام وتتناول الصحافة تفاصيل الأزمة وبالصور، لتتحرك الولاية من بعد ذلك للبحث عن المعالجات!
مؤسف إن كانت الجهات ذات الصلة في وزارة المالية أو غيرها لا يعلمون أن أزمة ستحدث في الدقيق أو نقص في (كوتات) المخابز سيتم خفضها، ومخيب للآمال إن كانت السلطات تعلم ولم تحرك ساكناً إلا بعد وقوع الفأس على الرأس!
لا أعرف فيما ستجتهد ولاية الخرطوم إذا لم يكن الخبز وأمر توفيره للمواطنين دونما عناء، هو هدفها الأول!
كنت أتوقع أن يكون المجلس التشريعي حاضراً بسلطاته الرقابية، يبحث وينقب في هذه الأزمة، توقعت أن يكون رد الفعل في اليوم التالي استدعاء وزير المالية ليس في سؤال أو مسألة مستعجلة، بل في استجواب، لأن المسألة هي مسألة تقصير، ينبغي أن يتحمل المخفق فيه المسؤولية.
لكن يبدو أن نواب المجلس الذين جاء بهم المواطنون إلى هذه المقاعد، بعيدين كل البعد عن مشاكله، المشكلة لن تتوقف عند هذا الحد أو بمعالجة الطوارئ التي ستتم، لذلك لا بد من معرفة أوجه القصور ووضع حلول جذرية تمنع تكرار مثل هذه الأزمات، لأنها تعني الفشل وليس سواه.
يحدث هذا وكأنما سلطات الولاية المختصة لا تعرف أن الخبز سعلة سياسية يمكن أن يستغلها البعض لتأليب الرأي العام والبحث عن أغراض خاصة لا علاقة لها بالمصلحة العامة، وحتى لا يحدث ذلك أتمنى أن تكون المعالجة حقيقية.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية