هرباً وهروباً وتهرباً من التفكير في سلسلة الأزمات المحيطة بنا من كل حدب وصوب.. أردت أن (أدور) حبوبة جيرانا واستفزها وأقلب عليها المواجع (التي طلعت لا مواجع.. لا حاجة)..
سألتها أن كان زوجها قد أخبرها بنيته الزواج من أخرى عندما فعل ذلك قبل (ستين.. سبعين سنة).
أجابتني فوراً: (وحاتك ولا أخد خبري.. سافر عرس وأنا ما جايبة خبر.. إلى أن جاتني واحدة من الحلة قريبة “زهرة بت البرعي” وقالت لي زولك دا عرس يختي)..
أها وبعداك؟!
ولا شيء جاء بعد كم يوم بي البابور ومعاه رجال من الحلة.. لما شفتو ضحكتك (بمعنى عارفاك) وهو ضحك.. ولا فتحت خشمي.. عملت ليهم العشاء اتعشوا وكل زول مشى على بيتو).
اتفرجتوا؟!
طيب وين النقة والنكد؟!
وين أنا قصرت معاك في شنو ودا جزاي؟!
وين طلقني شكراً؟َ!
وين ماشة بيت أبوي؟!
تتدخل حبوبة جيرانا (والله أبوي إلا يكسر رقبتي).
لا كيف يعني؟!
الراجل يموت ناقص نكد؟!
حقيقة النساء في ذلك الزمان كن مقصرات في ما يتعلق بالنكد والعكننة على الرجال..
ليه الملل دا؟!
البلاد وقتها كانت محتاجة صفقات إستيراد نكد عائلي..
والله جد..
الواحد يسافر ويعرس هرباً من ملل الهدوء والطمأنينة والرضا الذي يسود المدام..
أعتقد ذلك..
يعني نحن في ظل هذه الأزمات المتتالية حقو نتذكر إنو في ناس زمان كانوا بعانوا من أزمة نكد..
متخيل معاي حجم المعانأة؟!
متخيل الناس دي وصلت وين؟!
أقول قولي هذا من باب: ماذا نقول؟..
و….
غايتو الناس تحتسب
لدواعٍ في بالي..