أخبار

لماذا الموت؟!

{ لماذا يهدد قيادات المسيرية بالموت في حال ذهاب أبيي لأحضان دولة الجنوب؟! وهل خيار الدخول في حرب ومواجهة مع دولة الجنوب ومن ورائها وأمامها المجتمع الدولي ومجلس الأمن هو خيار واقعي وعملي يمكن أن يسترد حقاً ذهب لغير مستحقيه؟ أم هي مغامرة للقضاء على قبيلة تشكل وحدها قوة مدخرة لصالح السودان ضمن قوة أخرى تم تبديدها في حروب الذات ونحر النفس بسكين نملكها ولا تملكنا؟!
{ تصريحات متناثرة تصدر عن قيادات في النظام الأهلي وقيادات في الحكومة ورموز لها ثقلها، تتجه تلك التصريحات نحو تهيئة وتعبئة المسيرية لمواجهة قرار مرتقب صدوره من مجلس الأمن بعد أسبوعين من الآن، (بتبني) قرار مجلس الأمن والسلم الأفريقي الذي أجاز خطة قدمها “أمبيكي” لمعالجة الأوضاع في أبيي، والخطة جردت المسيرية من حق الاستفتاء لتقرير مصير أبيي في أكتوبر العام القادم.. نعم، حكومة السودان رفضت القرار وطالبت بمراجعته ومنحت فرصة لستة أسابيع، انقضى منها حتى الآن أسبوعان (لتتفاهم) مع دولة الجنوب حول أبيي، ولكن دولة الجنوب الآن غير مستعدة لأي تفاهمات مع السودان بعد أن نالت كل ما تريده من أبيي، حيث منحتها هيئة التحكيم في لاهاي الأرض التي ما كانت تحلم بها، وجاء الاتحاد الأفريقي و(جرّد) المسيرية من حق الاستفتاء، لتذهب أبيي إلى دينكا نقوك وجنوب السودان بنسبة 100%، إذا جرى الاستفتاء في أكتوبر القادم لمكون الدينكا وحدهم وفق قرار الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن المرتقب!!
{ يستطيع المسيرية مقاومة قرار تبعية أبيي لدولة الجنوب، لكنهم لا يستطيعون إعادة أبيي إلى ما كانت عليه قبل نيفاشا، ولا قبل قرار لجنة التحكيم، والآن توجد في أبيي قوة من الأمم المتحدة من أثيوبيا يمكن تغيير مهامها واختصاصاتها وإعادة تعريف مهمتها لتقوم بأدوار على الأرض لصالح دولة الجنوب.. والمسيرية مهما كانت شجاعتهم ويسندهم الحق فإن الطرف الآخر بيده القوة ويسنده المجتمع الدولي، ولا ينبغي للمسيرية التصدي لدولة الجنوب ولا مليشيات الحركة الشعبية، فالمسيرية جزء من مكونات دولة الشمال التي ينبغي لها أن تحمي أرضها وتدافع عنها، ولا ينوب عنها في مهامها المقدسة فرداً أو قبيلة.
{ وثمة سؤال لا نبحث عن إجابة له الآن!! هل كل خيارات التفاهم قد (استنفدت) حتى يرفع الناظر “مختار بابو نمر” شعار المواجهة والحرب ويهدّد بالموت في الرقبة (الزرقا) وقد شبع المسيرية موتاً وقدموا من التضحيات في سبيل السودان القديم ما لم يقدمه غيرهم؟.. و(بنات) المسيرية اللاتي يفترشن طرقات الخرطوم ويبعن الشاي والقهوة ما هن إلا خطيئة دولة وإخفاقات نخب لم (تدرك) طبيعة الصراع في المنطقة، فجعلت أبناء المنطقة وقوداً لحرب انتهت بذهاب الأرض التي كانت مسرحاً للقتال، ونهضت دولة لها مع من تصدوا لأحلامها القديمة (ثارات) وإحن وضغائن!!
{ وهل كُتب على المسيرية القتال والموت وعدم الاستقرار منذ الأزل؟؟ أم هو خطأ تقديرات وضيق (خيارات) وانسداد بصيرة؟ وفي اللحظات الحرجة كالتي نعيشها الآن (تنبع) الحلول، و(تتنزل) الحكمة لإنقاذ شعب مشى على حافة الهاوية طويلاً ولم يسقط في لجتها!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية