رأي

أسئلة مشروعة

رشان أوشي

لم يدع الإسلاميون أشباه تلك أن يعيشوا بفطرتهم.. فكان الغزو الفكري التأديبي لعامة الشعب.. تطربنا تلك الأغنية “نافر الغزلان” من تلك التي رددتها بكل براءة عبر لايف face book ذائع الصيت .. رددتها رغم بكاء السماء على أكتافهم وارتواء الأرض بدموع أشباههم.. تطربنا لأننا كنا نفتقد الإحساس بالإنسان، فكان إعلام دولتنا في ساحات الفداء وجيشنا ومسيرة الأصفياء بل حتى برامج الأطفال تحولت من ماما “عشة” والجد “شعبان” وجنة الأطفال لسنابل الربيع.. بل حتى حفلات الزواج كانوا يرددون فيها النار بدارك شبت فتقدم يا حاميها.. والنداء هنا للعريس المتأسلم.. أن كانوا يرون أن الزواج اشتعال النار، فليس غريباً أن يتدخل الإسلاميون حتى في أمزجة الأطفال لدرجة شعار المدارس في طابور الصباح (جهاد.. نصر.. شهادة) …
كيف بطفل في أول خطوات الأساس إدراك تلك المعاني في مدارس حكومية، ليس لها توجه تنظيمي، لماذا يموت أطفال الأطراف فقراً، ورصفاؤهم يمرحون في ضواحي المنشية وكافوري وقاردن سيتي؟
لماذا يدرس أبناء الإسلاميين بأفخم المدارس وأغلاها، ويدرس أبناء بقية الناس بمدارس عشوائية؟ تساقط بعضها وأسقط معه أرواحاً بريئة والبعض في الطريق.. لماذا يموت الناس سمبلا في مشافي الحكومة، وسادة الإسلاميبن يتلقون خدماتهم الصحية في أفخم مشافي دول العالم الأول؟.. وكأني بالفنان العطبراوي ينهض وينتفض ويقف في وجه الطغمة وبطانتها ويردد.. هل يسمعون.. صخب الرعود.. صخب الملايين الجياع يشق أسماع الوجود لا يسمعون.. في اللا شعور حياتهم فكأنهم صم الصدور.. هذا الشعب الذي تضيقون عليه، هو ذات الشعب الذي حمى نظامكم تحت هلامية الدين الإسلامي، و(لا للسُلطة ولا للجاه)، فالسؤال هنا سادتي هل هذا جزاء الإحسان؟.. والإنسان العاقل يميز..
فلماذا التمييز بين أبنائكم أيها الإسلاميون وأبناء المغلوب على أمرهم، وتجبرونهم على (جهاد.. نصر.. شهادة)، لماذا لا نرى أبناءكم في صف الرغيف والغاز؟ بل حتى الماء في بعض المناطق مثل بقية أهل البلد بالجد.. وقد كتب أحد ساكني الهامش أنه رأى كابوساً مفاده أنه يقف في صف الأوكسجين كي يتنفس!!.. فلماذا لا نرى فارهاتكم في صفوف الوقود؟ ولماذا لا نرى أبناءكم في الصفوف الأولى في المساجد العامة.. هل لديكم دين غير الذي نعتنق.. الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، فلماذا لا نراكم تتفقدون أحوال الرعية؟ وحينما نزل المطر وتضرر منه الصحابة، دعا عليه الصلاة والسلام: (اللهم حوالينا.. لا علينا) فلم نرَ منكم دعاء بل نرى غثاء لا يهتمون بالبنية التحتية إلا بعد هطول الأمطار، ولو عثرت بغلة في العراق لسئل عنها “عمر” فلماذا تنهار المدارس؟ ومن قبل مراحيض مدارس؟.. أسرة لا تمتلك تكاليف تعليم أطفالها رغم تميزهم، وأسرة تعلمهم رغم غبائهم، فهل أنتم معنا ترون وتسمعون.. لماذا ولماذا.. أسئلة لا تحصى ولا تعد.
عصفور الجنة.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية