عندما يتم الإعلان عن أية مشاريع تنموية ينبغي أن يستتبع ذلك بالضرورة متابعة تكشف لكل الناس ما تم في هذه المشاريع.. ولأن كثيراً من المشاريع لدينا أضحت فقط عبارة عن (حبر على ورق) لغياب الرقابة عليها أو متابعتها، وتوضيح ذلك للإعلام خاصة المشاريع التي تكون في الولايات الطرفية التي تبعد بمسافة بعيدة عن الإعلام والأضواء..
*تابعت قبل أيام بعض الملامح المهمة التي كشفت عنها الآلية الإعلامية للبرنامج الخماسي للإصلاح الاقتصادي، التي تتبع لوزارة الإعلام والمنوط بها الوقوف على ما تم من تنفيذ في محاور الإصلاح الاقتصادي، عن تنفيذ بعض المشاريع الاجتماعية والخدمية والاقتصادية ببعض الولايات،
*ألقت الضوء على حال بعض الطلاب في ولاية نهر النيل، بحسب حديث المدير التنفيذي لمحلية (أبو حمد) الذي نبه إلى حمى التعدين، جعلت بعض الطلاب يتركون المدارس ويتجهون للبحث عن الذهب في الصحراء الشمالية، مبيناً أنه سيصدر قراراً بمنع أي طالب من التعدين، وهذا نوع من الوقاية، وكشف أيضاً أن التعدين أثر سلباً على المزارعين الذين تركوا أراضيهم وتوجهوا نحو التعدين وأصبحت المحلية تستورد الخضار من مدينة عطبرة.. وتلك قضايا مهمة للغاية نبهت عنها متابعة الآلية الإعلامية تقتضي حلولاً عاجلة، ينبغي الالتفات لها خلال وقت سريع.
* لم يقتصر الدور الرقابي في الإشارة للسلبيات فقط ولكن ثمة نماذج مشرقة في تلك في بعض الملامح التي كشفت عنها الآلية الإعلامية، من ضمنها قيام سوق خاص للنساء بمنطقة أبو حمد، وهو من ضمن مشاريع التنمية بالمحلية، بهدف أن تقوم المرأة بعملية البيع والشراء في سوق خاص، وانشأته إدارة المرأة بالشؤون الاجتماعية بالمحلية به (48) دكاناً، وتجربة هذا السوق يمكن تعميمها على كل الولايات وهو كفيل بأن يقلل كثيراً من التحرشات التي في الأسواق..
* البدايات لأية مشاريع تنموية ليست بالأمر الصعب، كما أن تنزيل تلك المشاريع لأرض الواقع أيضا ليست بالأمر العسير، ولكن التحدي الحقيقي هو كيفية متابعة ومراقبة امتدادات تلك المشاريع ومدى تأثيرها في حياة الناس.. هذه المتابعة التي سوف تجعل تلك المشاريع التنموية أمام الأضواء تكشف إيجابياتها وسلبياتها على السواء.. وتجربة الآلية الإعلامية تعد أنموذجاً يمكن أن يقدم شكلاً مهماً لكيفية الرقابة الإعلامية على المشاريع الاقتصادية والاجتماعية والخدمية..
