المتهمون الستة في قضية الفادنية يكشفون للمحكمة تفاصيل جديدة
النيابة تفصل الاتهام في مواجهة أربعة لم يتم الوصول إليهم
تقرير- الشفاء أبو القاسم
كشفت الشرطة يوم (الاثنين) الماضي تفاصيل جديدة في قضية مقتل عاملين بمطار الخرطوم تحت وطأة التعذيب داخل مزرعة بشرق النيل . وقال ملازم “صلاح ضي النور” من مباحث شرطة شرق النيل، بوصفه متحرياً في القضية ، لدى مثوله أمام القاضي “الطيب سعيد”، الذي ينظر في ملف القضية بمحكمة بحري : إنه بتاريخ (22 \2017\) تسلم البلاغ بموجب توجيه من مدير مباحث ولاية الخرطوم من المحقق الأول ،وقام باستجواب المتهم الأول .
خلع أظافر المجني عليه بزردية
وأفاد المتهم الأول ، وهو تاجر عملة لدى استجوابه بواسطة المحقق، بأن المجني عليهما قد تعاملا معه في تهريب الذهب عبر مطار الخرطوم في ثلاث رحلات بالطيران، ويأخذان عمولة بالمقابل، وأضاف إنه سلمهما في الرحلة الأخيرة (5) قطع لتوصيلها لدولة الإمارات ، ومن خلال الاتصالات التي أجراها بعد مغادرة الرحلة للسودان، علم أن الحقيبة قد وصلت فارغة . فجلس للمجني عليهما لمعرفة مكان الذهب ، وأصر المجني عليهما بأن البضاعة تم إرسالها ،وأشار المتهم إلى انه استدعى المجني عليهما لمنزل شقيقه وضربهما بسوط عنج بعد خلع ملابسهما، وحاول أحدهما الهرب ولكن أمسكوا به .وفي يوم (الخميس) بدأ المتهم الخامس بتعذيب المجني عليهما بحرقهما بالنار ، وحاولوا إتباع وسيلة أخرى للوصول لمكان الذهب حيث احضروا مشروبات من البقالة، وقوارير خمر لإعطائها للمجني عليهما ،حتى يقرا تحت تأثير الخمر.
وأضاف المتهم الأول : إنهم قاموا بإعطائهما الخمر وهما مربوطان بواسطة المتهم الخامس، وصرخ أحد الضحايا في وجههم ، فقام بوضع كيس في فمه، على حد قول المتهم الأول، فعضه. حينها قام بضربه بحديدة على صدره، وتوقف تنفسه فخفوا به لأحد المستوصفات القريبة بسوبا . وكان مغلقاً ، ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله لمستوصف آخر. وعندما عادوا وجدوا المجني عليه الثاني تعبان، فحاولوا أيضاً إسعافه لمستشفى شرق النيل، ولكنه فارق الحياة . وأكد المتهم الأول من خلال استجوابه بأنه قام بتعذيبهم وخلع أظافرهم بالزردية ،ووضع الملح على جروحهم وذلك بسبب إخفاء مكان سبائك الذهب التي وزنها (11) كيلو وقيمتها (9) مليارات جنيه.
المتهم الثاني سلمنا (6) سبائك ذهب في سوبا
المتهم الثاني(م \ح \ 24) سنة وهو تاجر عملة، قال :إنه سلم الذهب المفقود لعاملي المطار المجني عليهما في سوبا شرق ووضعاه في الشنطة.وأكد أحد المتهمين بأن الشنطة فارغة .ودون بلاغ في شرطة دبي بالواقعة. وقام بضرب المجني عليهما وكل منهما يفيد أن الذهب لدى الثاني حينها قام بإحراقهما بالنار، وربط أحدهما بالحبال على الشباك بالمزرعة، والآخر كان موثقاً بالحبال داخل المظلة الموجودة في الاستراحة.
المتهم الثالث يؤكد تسليمه قطعة ذهب بقيمة مليار ونصف المليار
قال المتهم الثالث لدى استجوابه بواسطة المحقق في البلاغ : إنه سلم المتهم الأول في البلاغ سبيكة ذهب بقيمة (مليار و700) جنيه لتهريبها للخارج كالمعتاد . ولم يتم توصيلها .
وأضاف في اعتراف قضائي سجله لدى قاضي المحكمة العامة ، إنه شاهد المجني عليهما مربوطين ، وبعد صلاة العشاء سمعت أنهما توفيا، موضحاً أن لديه(300) جرام في الذهب المفقود.
أقوال المتهم الرابع
وأفاد المتهم الرابع ومن ذوي الأعمال الحرة لدى استجوابه، أن لديه ذهباً سلمه للمتهم الأول لتهريبه. وذكر أنه جلس مع المجني عليهما وقام بضربهما مرة واحده بالسوط.
أنكر المتهم الخامس ما قاله المتهم الأول حول ضرب المجني عليهما بحديدة ، موضحاً أن يوم (الخميس) اتصل عليه المتهم الأول ،وأخبره بأن “الذهب اتسرق”. وحضر لمكان الحادث الأول بالمزرعة وأحضر لهم مياهاً معدنية وعصائر .وعندما توفى المجني عليهما قام المتهم الخامس بتسليم نفسه، مشيراً لعدم وجود دافع ليعذب المجني عليهما بالحرق أو الضرب بالسياط ، وليس له سابق معرفة بهما. وأضاف في اعترافه القضائي : إن هنالك اتصالاً من شخص يدعي “عبد الكريم” ،وهو متهم في البلاغ وهو هارب، اتصل على المتهم الأول وأبلغه بسرقة الذهب.
أقوال المتهم السادس
أفاد المتهم السادس لدى استجوابه، أن المتهم الأول اتصل عليه وأخبره بوجود أمانة عند أحد المجني عليهما، وذهبت على متن دراجة نارية ، لمنزله والتقيت بشقيقه وأخبروني بأنه في مناسبة حنة، وعندما سألته رد علي بعدم وجود أمانة بحوزته ،ونفى علمه بالشخص الذي قام بضرب المجني عليهما.
النيابة تفصل الاتهام في مواجهة متهم هرب بجواز أجنبي وثلاثة آخرين
فصلت النيابة الاتهام في مواجهة أربعة متهمين عجزت السلطات عن الوصول إليهم برغم الجهود التي بذلت من قبلها ،حسبما أفاد المحقق في البلاغ ، وهم :”والي الدين محمد” و”عبد الله علي بابكر عوض الكريم” وآخر.
المحقق يستعرض (22) مستند اتهام و(20) معروضاً لثلاثة مسارح
قدم المحقق “صلاح” عدداً من مستندات الاتهام وصلت لحوالي (22) مستند اتهام و(20)معروضاً. وكان أول مستند اتهام تقرير معاينة مسرح الحادث لثلاثة مسارح للجريمة ، في كل من منزل شقيق المتهم الأول ومنزل شقيقته والأخير الاستراحة ، أي المزرعة وتم قبولها شكلاً من قبل ممثلي هيئة الدفاع، بالإضافة لشهادات وأمر التشريح الصادر من النيابة . والذي أفاد فيه إختصاصي التشريح ،بأن سبب الوفاة بالنسبة للمجني عليه كسر في قاع الجمجمة، مبيناً أن أسباب الوفاة الصدمة النزفية والنزيف الواسع بسبب التعذيب الشديد المتكرر. وتم إرفاق المستند المقدم للمحكمة بشهادة الوفاة، وأضاف التقرير الطبي لتشريح المجني عليه “عمر”، أكد وجود ارتجاج بالجمجمة والصدمة النزفية مع وجود قرن شطة في فتحة شرج مفتوح من الأعلى . واستعرض المحقق المعروضات ومن أبرزها الحبال وأكياس البلاستك والسُلتيب وبقايا من أكياس محروقة بالإضافة للمكنسة التي حُرقت أطرافها ،كل هذه الأدوات كانت مستخدمه في التعذيب بالإضافة لفحم وأسلاك كهربائية وخرطوش لتوصيل الغاز، وقدم اسطوانتين تحتويان على تسجيل صوتي وفيديو لتمثيل الجريمة، بالإضافة إلى أسطوانة أخرى تحتوي على تسجيل مكالمات للمتهمين مع المجني عليهما، بالإضافة لتسجيل فيديو لأحد المتهمين وهو يعذب.
خطابات حول حظر وسفريات الهاربين
تقدم المحقق بمستند اتهام صادر من السيد مدير الجوازات بخصوص المتهم “عبد الكريم” الذي غادر على الخطوط الجوية الإماراتية يوم (22\12\) يوم الواقعة ، مبيناً أن إدارة القوائم قد حظرته يوم (27\12\)، كما أفادت جوازات الخرطوم أن المتهم “كمال محمود عوض” يحمل جوازاً أجنبياً من إيرلندا وليس لديه بينات بسجلات المطار حول المغادرة والدخول ،كما قدم مستنداً صادراً من النيابة لحظر المتهمين الماثلين بالمحكمة من السفر لخارج البلاد .